صور| بوابة أخبار اليوم مع «طفل ميت غمر المعذب» في المستشفى

محرر بوابة أخبار اليوم مع الطفل داخل المستشفى
محرر بوابة أخبار اليوم مع الطفل داخل المستشفى

تجردت أم من كل معاني الرحمة التي وهبها الله لها بعدما تحالفت مع الشيطان وتخلت عن إنسانيتها، لتدمر بيتًا كاملا في ظل وجود زوج لا يعي ولا يدرك من الأمر شيئًا وبساطته أشبه بالسذاجة.

ودفع ثمن تلك السذاجة طفل عمره 4 سنوات ونصف، وتحول المنزل إلى مرتع في ظل غياب الأب الذي لا يستطيع أن يلفظ بكلمة واحدة، فقط كل ما يفعله في حياته هو الذهاب إلى عمله كـ«عامل نظافة» طوال 25 عامًا، ويعود إلى منزله لينام في غرفته، بعدما تحكم خطيب ابنته في زمام أمور المنزل.

ووصلت الأمور المزرية في بعض الأوقات إلى الاعتداء على الرجل الذي لا حول له ولا قوة إذا حاول مرة التدخل في أي شيء من أمور بيته، حتى يشاء القدر أن يفضح أمرهما وتظهر الحقيقة.

التفاصيل الكاملة نكشفها لكم عبر السطور التالية..

«عبدالله عبدالمجيد» والد الضحية

اعتاد الرجل الخمسيني الذهاب إلى عمله بشكل يومي والذي يتبع مجلس المدينة "عامل نظافة"، تحت أشعة الشمس الحارقة يباشر عمله بكل رضا، ويعود إلى منزله البسيط المكون من غرفة وصالة، ومعه أبنائه: زينب 16 سنة، وفاطمة 15 سنة، ومحمد 4 سنوات ونصف"، يتحمل المشاق ويقسو على نفسه من أجل إطعامهم وتوفير ما يلزم لهم، في ظل وجود زوجته التي اعتبرته غير موجود وسارت على هواها كما تشاء.

يقول "عبدالله" خلال حديثه مع "بوابة أخبار اليوم"، "تقدم شاب يدعى (عبد الرحمن) يعمل ميكانيكي أفران، لخطبة ابنتي زينب وزوجتي وافقت ولم تعرني اهتمامًا، واستمر الحال لعدة أشهر وهو يأتي للمنزل بأمر من زوجتي، وعندما أعود إلى المنزل مرهقًا لاحظت أكثر من مرة اختفاء طفلي الأصغر (محمد) ولا أراه، وإذا سألت عنه زوجتي كانت ترد (أنت عايز منه إيه؟ نايم)، وكان ردي الصمت وإذا فعلت غير ذلك يتعدي خطيب ابنتي عليّ بالضرب ويأمرني بالذهاب إلى غرفتي ولا أخرج منها، وهذا ما كنت أفعله.

وأكمل: "ذات يوم، بعد عودتي من العمل دخلت غرفتي لأغفو قليلا، وفجأة سمعت صوت ابنتي الصغرى، وهى تصرخ (محمد مش قادر يتنفس)، خرجت مسرعًا وكان معي خطيب ابنتي الشيطان في صورة بني آدم، وحملت الطفل وصعدت خلفه على دراجته البخارية، متوجهين إلى مستشفى ميت غمر المركزي، كل هذا وفي اعتقادي ظننت أنه مصاب بأمر ليس مقلقًا ويتعامل معه الأطباء وينتهي علي الفور".

وتابع: " كانت الصدمة عندما استقبله الأطباء في المستشفى ووجدوه ينازع الموت ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وبكشف الملابس عن جسده كانت الطامة الكبرى، ليجدوا جسد الطفل عبارة عن حفلة من التعذيب لا يوجد فيه جزء سليم، وأخطر مركز شرطة ميت غمر، وألقي القبض على والدة الطفل وابنتها زينب وخطيبها الميكانيكي، بعدما كشفت التحريات التي أجراها المقدم محمد الحسيني عن تعذيبهم المستمر للطفل حتى وصل لهذه الحالة، بعد مشاهدته لهم أكثر من مرة في أوضاع مخلة بالآداب، وبدأ يلفظ ببعض الكلمات عنهم".

«محامي الطفل الضحية»

من جانبه، قال الأستاذ هاني عبادة المحامي، المتطوع في القضية التي أثارت الرأي العام، لـ«بوابة أخبار اليوم» إنه تم تحريك 3 دعاوي جنائية ضد المتهمين، منها: الشروع في قتل الطفل عن طريق التعذيب، ويجوز للزوج رفع قضية زنا للزوجة وهتك عرض ابنته، وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام، وتم التجديد 15 يومًا أمام قاضي المعارضات.

وعقب ذلك ألقى رجال مباحث مركز ميت غمر القبض عليهم قبل أن ينال منهم الأهالي، ومن المقرر انتظار تقرير الطب الشرعي، لتحديد الملابسات كافة.
 

«اعترافات الأم»

واعترفت الأم في أقوالها أمام النيابة، بأنها كانت تقيم علاقات غير شرعية مع خطيب ابنتها وشاهدها الصغير محمد في أحضان عبدالرحمن، وبعدها حاول الطفل أن يقلد ما شاهده، ويردد "أمي بتعمل كده مع عبد الرحمن" فاعتدنا عليه بالضرب حتى لا يقلد الحركات لكنه استمر فيها وكنا نخشى أن يفضحنا.

وأكدت الأم في اعترافاتها: "ضربناه ولسعناه بالنار ولكنه لم يتوقف، وفي يوم الواقعة قررنا إخافته فسخنت سكين على النار وعندما لسعناه بها فقد الوعي".

«التقرير الطبي للطفل»

واطلعت النيابة العامة على التقرير الطبي المفصل الذي أعده قسم الجراحة العامة بمستشفى ميت غمر المركزي بحالة الطفل محمد عبد الله عبد المجيد، برئاسة الدكتور "خالد زغلول" مدير عام المستشفى، حال دخوله المستشفى وأنه أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية مع إعياء شديد وكدمات وسحجات متنوعة بالوجه والصدر والظهر والساقين والساعدين، واليدين، مع آثار حروق دائرية (احتمال إطفاء سجائر) حسب ما ورد بالتقرير بالأذن والكعب الأيمن.

وورد بالتقرير: "تم إدخال الطفل وحدة العناية المتوسطة، وعمل أشعة موجات صوتية على البطن والحوض وعمل أشعة عادية "إكس راي" على الصدر والأطراف العليا والسفلى والحوض كما تم تركيب قسطرة وريد مركزي بالقرية من الجهة اليسرى.

وذكر أنه تم عرضه على أخصائي أطفال وتم إعطائه 255 سم كرات دم حمراء على مدار 3 ساعات، بالإضافة إلى العلاج اللازم من مضادات حيوية ومسكنات ومحاليل وريدية وجلوكوز.

وانتهى التقرير إلى أنه بمناظرة الحالة إكلينيكيا وجد الحالة العامة غير مستقرة ولا يمكن استجوابه وما زال تحت العلاج بوحدة العناية المتوسطة تحت إشراف استشاريو وأخصائيو الجراحة العامة والمخ والأعصاب والعظام والأطفال.

«زيارة وفد الداخلية»

وأرسل وزير الداخلية، وفدًا للاطمئنان على حالة الطفل صاحب واقعة التعذيب على يد أسرته بمستشفى ميت غمر المركزي.

ضم الوفد ضباط قسم الإعلام والعلاقات وحقوق الإنسان بمديرية أمن الدقهلية ومركز شرطة ميت غمر لزيارة الطفل محمد عبدالله، بحضور الدكتور خالد زغلول مدير مستشفى ميت غمر.

«عودة الطفل للمنزل»

بعد 13 يومًا تلقي فيها الطفل الضحية "محمد عبدالله" العلاج المكثف تم إيداعه فيها بغرفة العناية المركزة تحت رعاية الأطباء بمستشفى ميت غمر المركزي، إثر حفلة التعذيب التي تعرض لها الطفل الضحية على يد والدته وشقيقته وخطيبها، بعد مشاهدته لهما في أوضاع مخلة بالآداب وألقي القبض على المتهمين وأمرت النيابة العامة بحبسهما على ذمة التحقيقات.