تابوت الإسكندرية| «توت عنخ آمون» يحذر: «لا تفتح التابوت»

صورة من عمليات إخراج التابوت
صورة من عمليات إخراج التابوت

«لا تفتح التابوت.. فسيذبح الموت كل من يجرؤ على إزعاجنا».. عبارة تحذيرية مر على اكتشافها أكثر من 100 عام، وجدها علماء آثار إنجليز منُقوشة على مقبرة «توت عنخ آمون»، ليصيبهم بعدها أمور غامضة أثارت الجدل في العالم.. واليوم يعود الجدل من جديد باكتشاف وزارة الآثار «تابوت الإسكندرية» وسط تحذيرات عالمية من فتحه، لتجنيب العالم عقاب الأجداد.  


العبارة وجدها عالم الآثار الإنجليزي هاورد كارتر مع زميله اللورد كارنافون، ورغم التحذيرات التي تحويها الرسالة إلا أن كارتر وكارنافون لم يعيراها اهتمام وواصلا رحلة اكتشاف المقبرة التي استمرت لما يقارب الـ 6 سنوات؛ ليتم الإعلان بعد ذلك عن الاكتشاف في عام 1922م.

الأمور كانت تسير على نحو جيد، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، ومع الوقت نال العالمين الآثريين أمور خارقة وغامضة أثارت الجدل ي العالم، ليطفوا على السطح مجددا وبقوة مصطلح «لعنة الفراعنة»، حيث أنه في يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنافون بحمى غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا، وفي منتصف الليل توفي اللورد في القاهرة، والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة، وبعد ذلك توالت الأحداث وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمى، إن لم نقل جميع الذين دنسوا المقبرة أو شاركوا في الاحتفال، وكأن التهديد بالموت الذي وجد في المقبرة كان صادقا.

 

تابوت الإسكندرية
واليوم؛ أثار «تابوت الإسكندرية» الذي اكتشفته وزارة الآثار قبل ما يقارب أسبوعين؛ حالة من الجدل في مصر والعالم، ونال الاكتشاف اهتمام عالمي غير مسبوق وسط تحذيرات من بعض الصحف العالمية والشخصيات الدولية الشهيرة من فتح التابوت، لما يمكن أن يصيب العالم جراء عملية فتحه.


وذهبت الصحافة العالمية إلى إطلاق تحذيرات جادة من عواقب فتح التابوت، وزعمت أن العقاب هو انطلاق لعنة من شأنها أن تجلب 1000 عام من الظلام لكل البشرية، واستندت في تحليلها وتحذيرها إلى ما شاهدوه من أفلام الرعب القديمة حول لعنة الفراعنة، واستندت أيضا إلى أن التاريخ المصري يعج بالكثير من الأقاويل حول تلك اللعنة وتسببها في وفاة عدد كبير من الأشخاص، على الرغم من تأكيد البعض الآخر من الأثريين بعدم وجودها وأن الحوادث التي تحدث هي لأحداث فرعية.


وتقول أسطورة لعنة الفراعنة، إن أي شخص يزعج مومياء أي ملك فرعوني، يصاب بلعنة تتسبب في إصابته بمرض ينهي حياته على الفور.

 

تحذيرات من العقاب
كتاب غربيون، استدعوا أيضا تفاصيل فيلم المومياء «The Mummy» الذي عرض في عام 1999، للتحذير من فتح التابوت باعتباره تجسيدا للأمور السيئة التي يمكن أن تحدث للمتطفلين على التوابيت القديمة المغلقة بإحكام؛ وجاء على رأسهم الكاتب ديفيد ميلنر الصحفي بمجلة «جيم إن فورمر» الأسترالية، وقال في تغريده له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بصفتي من محبي فيلم The Mummy، أقول لا تفتحوا التابوت الملعون». وكرر زميله في مجلة «ذي نيو ريبابليك» جيت هير النصيحة ذاتها، وقال: «إذا كنا قد تعلمنا شيئا من فيلم المومياء، فلن يكون هذا الشيء سوى أن التابوت يجب ألا يفتح».

 

السائل الأحمر
التابوت الأثري، تم العثور عليه أثناء الحفر أسفل عقار بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية، ومصنوع من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر، وبارتفاع 1.85 متر، ويعود تاريخه إلى العصر البطلمي والقرن الرابع قبل الميلاد، وقدر وزن التابوت بنحو 30 طنا تقريبًا، وأكدت وزارة الآثار أنه لم يفتح من قبل.


بدوره، قال الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن تابوت الإسكندرية الذي شغل الرأي العام العالمي هو لأحد الكهنة وليس لملك أو إمبراطور، وذلك وفقا للحالة البسيطة للمقبرة وعدم وجود نقوش عليه، نافياً ما يتردد عن أن فتح هذا التابوت سيصيب العالم بلعنة الفراعنة. 


وعثرت لجنة وزارة الآثار على مادة سائلة حمراء اللون، تنبعث منها روائح نفاذة تغمر محتويات الصندوق من الداخل وتخفي محتوياته بشكل كامل.


وسكب أحد العاملين بالموقع « 4 جراكن» من المادة السائلة التي تم سحبها من داخل التابوت باستخدام مضخة في الشارع بجوار الموقع.


وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المادة عبارة عن مياه صرف صحي تغير لونها لتفاعلها مع المومياوات التي عثر عليها داخل التابوت الأثري.


وأضاف وزيري في مؤتمر صحفي من موقع التابوت، اليوم الخميس، أن سكب المياه أمام المواطنين هو تصرف مقصود لإنهاء اللغط حول كونها زئبق أحمر.

 

مخاوف حول الاكتشاف
ولا يزال تابوت الإسكندرية المكتشف، مؤخرا، في منطقة سيدي جابر يثير حالة من الجدل، وصار سؤال من صاحب التابوت هو السؤال الذي يبحث الجميع عن إجابة له، ومازالت السلطات المصرية تقوم بمحاولات لرفع التابوت واكتشاف ماهيته ولمن يعود، وسط مخاوف مما أثير حول الاكتشاف من غموض ومن تحذيرات بالعقاب المنتظر من الأجداد جراء فتح التابوت.. ولكن هل بالفعل ستصيب «لعنة الفراعنة» من أخرجوا التابوت؟!

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا