أخر الأخبار

«فالزرتان» والشائبة المسرطنة..«مافيا الأدوية».. والمريض هو الضحية 

«فالزرتان»
«فالزرتان»

 

ذكر الصيدلي هاني سامح والمحامي بالنقض، صلاح بخيت، المهتمان بشئون الدواء، أن وزارات وهيئات الصحة العالمية، قد أصدرت منذ أسبوع تحذيرًا من احتواء أحد أدوية الضغط على شائبة مسرطنة.

 

حيث صدرت منشورات بسحب عدد من المستحضرات التي تحوي المادة الفعالة فالزرتان Valsartan، والتي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، حيث وجدت شوائب متمثلة في مادة N-nitrosodimethylamine NDMA وهي مادة مسرطنة، وشديدة السمية على الكبد، وتسبب تليف الكبد، والموت في الجرعات العالية.

 

وقال الصيدلي هاني سامح، إن مادة N-nitrosodimethylamine NDMA، استخدمت في عدد من جرائم القتل الشهيرة، كمادة سامة، حيث حكم في سنة 1979 على شخص بالإعدام عن طريق الكرسي الكهربائي في ولاية نبراسكا، لوضعه هذه المادة السامة في العصير، مما تسبب بمقتل شخصين أحدهما رضيع، وكذلك استخدمت تلك المادة في 2013 من قبل أحد خريجي الطب لقتل زميله في شنغهاي، وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم في 2015.

 

وقد اكتشفت تلك المادة ضمن مكونات المادة الفاعلة فالزرتان Valsartan، التي يتم توريدها من المصنع الصيني Zhejiang Huahai Pharmaceuticals، وهو مصنع يعد موردًا وتابعا للشركة الأم نوفارتس، ويُصدر عن طريقها إلى العديد من الدول، والكثير من الشركات منها، تيفا الإسرائيلية، والحكمة الأردنية، وتستخدمه شركة "نوفارتس" في خاماتها خصوصًا في منتجاتها ساندوز.

 

وشملت المستحضرات المسحوبة عالميًا وأوروبيًا، "ساندوز فالزرتان" من نوفارتس والذي تم سحبه من أوروبا، والتحذير منه في أكثر من 23 دولة, يذكر أن نفس الشركة تنتج نفس المادة الفعالة للمستحضر Exforge من نوفارتس "متوفر أيضا بمصر، وبسعر115 جنيهًا، ويحقق ما يزيد عن 72 مليون جنيه مبيعات سنوية، وكذلك Entresto من نوفارتس "يباع بمصر بسعر 2190 جنيه، وكذلك Dafiro تصنيع "نوفارتس"، وكلها وضعت تحت الفحص الأوروبي للكشف عن سلامتها، وسحب من الأسواق أيضا "اكتافيس" من تيفا الإسرائيلية.

 

وأشار سامح، أن نوفارتس حققت ما يزيد عن 50 مليار دولار إجمالي ربح عن 2017، و 8 مليارات دولار صافي ربح عن ذات السنة عالميًا، وقد تورطت في فضائح التجارب الطبية غير الأخلاقية على المرضى في مصر.

 

وصدر منشور في مصر بتلوث المستحضرات التالية بالمادة المسرطنة:

 

Alkapress Plus من شركة الحكمة الأردنية، يباع بسعر 56 جنيهًا، ويحقق أكثر من 30 مليون جنيه مبيعات سنوية.

Blokatens من شركة "يوتوبيا"، يباع بسعر 42 جنيهًا، ويحقق أكثر من 35 مليون جنيه مبيعات سنوية.

Elimolivan و Valsarcard من شركة "ماش"، يباع بسعر 63 جنيهًا.

Disartan من "جلوبال نابي"،  يباع بسعر 44 جنيهًا.

 Zarlodip و  Pressthioval من "دي بي كي"، يباع بسعر 32 جنيهًا

Amilo من "الفا كيور"، يباع بسعر 32 جنيهًا

وقال سامح، إن مبيعات تلك المادة تجاوز 130 مليون جنيه سنويًا، وفقا لإحصائيات 2017 قبل زيادة الأسعار.

 

وطالب سامح الأجهزة الرقابية، وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك بتحمل دورها في ظل ضعف وزارة الصحة على مدى الأسبوع الماضي، في اتخاذ خطوات جادة وفعالة في التصدي لمافيا الشركات وتلاعبها بالمريض المصري، وأشار سامح، أن منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية أكدت أن تلك الشائبة المسرطنة موجودة منذ سنة 2012، دون أن تكشف عنها الشركات المصنعة.

 

واستغرب سامح عدم نشر تحذيرات للمرضى من قبل الشركات المصنعة، والشركة الأم في الصحف اليومية، وطالب الصحة بإجبار تلك الشركات على نشر التحذيرات في وسائل الإعلام واسعة الانتشار، وطالب بتحمل تلك الشركات لتكاليف الكشوفات والفحوصات والتحاليل والعلاج لكل من استخدم أدويتهم منذ 2012، كما طالب جهاز حماية المستهلك بالتحقيق واستيفاء مايلزم نحو تحريك الدعوى الجنائية والمدنية ضد هذه الشركات.

 

وأشار سامح إلى صدور أحكام بالتعويض، بلغت تسعة مليارات دولار ضد شركتين في وقائع مشابهة ولصالح مريض واحد فقط، في واقعة الدواء " أكتوس بيوجليتازون" لعلاج السكر.

 

وطالب سامح الشركات محل التحذير بالإقتداء بإمبراطورية ألبان الرضع والأطفال لاكتاليس الفرنسية، التي قامت بالتحذير من منتجاتها وسحبها عالميًا مع تعهدها بدفع تعويضات دولية عندما أكتشف تلوث منتجاتها بنوع من البكتيريا.

 

بينما قال المحامي صلاح بخيت، إن الوصف المنطبق على الجريمة وفقًا لقانون قمع الغش والتدليس، هو بيع وتصنيع وطرح أدوية غير صالحة للاستخدام وفاسدة وضارة بالصحة باحتوائها على تلك المادة المسرطنة، وقد نص القانون على العقاب بالحبس سبع سنوات وشددها إلى السجن والأشغال الشاقة المؤبدة، حال وقوع ضرر صحي  بالمستهلك، مع تأكيد المشرع أنه يسأل الشخص المعنوي جنائيًا عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون، إذا وقعت لحسابه أو باسمه بواسطة أحد أجهزته أو ممثليه.