صور| حكاية طفل مصر القديمة.. حاول إنقاذ شقيقته فسقط جثة هامدة

حكاية طفل مصر القديمة
حكاية طفل مصر القديمة

لم يكن ذلك مشهدا من فيلم سينمائي أو حلقة تم تمثيلها في مسلسلات، بل أنه مشهدا سوف يظل لفترة طويلة في الأذهان، قصة بطولية جسدها طفل لم يتجاوز عمره ١٢ عاما، أصبح يرددها الجيران و سكان منطقة مصر القديمة خلال الآونة الأخيرة.. ٱنها قصة بطل يدعي مصطفي.


مصطفي الذي أنقذ أسرته من حريق لم يكن هناك أمل لهم في النجاة منه، فسرعان ما كانت الأسرة متوسطة الحال تنام بعد يوم شاق كي تستيقظ لتكمل يوم أخر، في ظل غياب رب المنزل،  فتسرب الغاز في كافة أرجاء المنزل ولم يشعر أحد فاستنشقت الأم فأصابها الدوار وبدأت تتخبط في أساس المنزل ولم تستطيع الصراخ أو إنقاذ  أطفالها الثلاثة، ظلت تعافر وتستجمع قواتها حتى وقعت على الأرض بعد استنشاقها وعدم قدرتها على النهوض.

 


لحظات صعبة عاشتها الأسرة، خاصة بعد يقظة الابن الأوسط وخوفه الشديد فضغط على زر الكهرباء لتحدث الفاجعة الكبرى بإندلع حريق ضخم في الشقة فخرجت الأم ممسكه بطفلها وتركت طفلة صغيرة لم تتعدي ٤ سنوات برفقة مصطفي ذو ١٢ عاما داخل الحريق بمفردهم، ظل الطفلين ينازعان الموت، لتشاء الأقدار بأن يستجمع شجاعته الطفل ويحمل بكل قوته أخته الصغيرة لكي يخرجها من قلب النيران، فلم يجد سوي نيران أحاطته من كل مكان فإحضار فوطه ووضعها على أخته لكي لا يلمسها النار وحاول الخروج بها إلا ٱن النيران قد ابتلعت كل شئ وانتشرت في المكان بإكماله.


ظل الطفل يفكر وسط صراخ أخته الذي يداوي في كل مكان، حتى جاءت له الفكرة بأن يحملها فوق كتفه وينزل بها من الدور الخامس على مواسير المياه، لم يفكر كثيرا وعقد العزم على تنفيذ خطته لكي يهرب من النيران قبل أن تلتهمه مع أخته، وتسلق مسرعا وسط مشاهدة الجيران والمارة الذين تجمعوا وتعالت الصرخات على مشهد يجعل القلب يدمع قبل العين، ظل يتسلق بها حتى وصل لدور أسفله فلم يستطيع الصمود وترك يده الصغيرة التي ظلت تعافر لتفوز بالحياة، حتى سقط من الأعلى وهو ينازع الموت مع شقيقته وتم نقلهما إلى المستشفي ليفارق مصطفي الحياة وتظل شقيقته تنازع الموت بعد إصابتها بنزيف وكسور في إنحاء متفرقة بالجسد.. لتبقى حكاية مصطفي وتعيش بطولته يرويها الجيران، بمنطقة مصر القديمة.


ومازالت نيابة مصر القديمة الجزئية، تواصل تحقيقاتها في الواقعة، كما كلفت بدفن الطفل عقب كتابة تقرير مفتش الصحة حول سبب الوفاة لإرفاقه بالتحقيقات.