قصص وعبر| مأساة مربية الأجيال.. وكيلو الكفتة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باتت مربية الأجيال التي تعمل مديرة لإحدى المدارس تبحث عن الحب، وفارس الأحلام، وتطمح للعيش مع زوج شبه مثالي يتمتع بجاذبية وبنية جسمانية لا مثيل لها، قوي الشخصية وارتفع سقف طموحها في العثور عليه أو اللقاء به كلما تقدم إليها شخص تقفز هذه الصور إلى خيالها، وتجد نفسها رافضة تلقائيًا الارتباط به.

 

حاول المحيطون بها إقناعها، لكن دون جدوى فليس لديها أي استعداد للتخلي عن هذه المواصفات، حتى فوجئت بتقدم العمر، إلى أن بلغت سن الأربعين وحدث ما لم يحمد عقباه، ومع أول شخص يطرق بابها ورغم فارق السن بينهما إلا أنها لم تتردد لحظة واحدة بالموافقة عليه، ولم تكن تعلم بأنها تهرب من جحيم العنوسة إلى نار الزوج الذي تحجر قلبه، وماتت عواطفه وخلع نقاب الأدب والطيبة وتحول إلى شخص آخر حيث تعمد إهانتها، وجرح كبريائها والاعتداء عليها بالسب والشتم لأتفه الأسباب إلى أن وقعت الطامة الكبرى.


بعد أن أنهت عملها بالمدرسة توجهت إلى أحد محلات السوبر ماركت واشترت كيلو كفتة لإعداد وجبة الغداء، فالزوج أكول يعشق الطعام، وقبل أن تبدل ملابسها أسرعت بالدخول إلى المطبخ لإعداد الطعام، في محاولة لسد أي ثغرة يبني عليها الزوج اختلاق مشكلة معها وهربًا من الاعتداء عليها بالضرب راضية بما قسم الله لها، تعاظمت الدهشة على وجهها وأمسكت بالكفتة حتى فوجئت برائحتها تزكم الأنف، أخذت تتمحص تاريخ الصلاحية واكتشفت عدم صلاحيتها وبخطوات سرعة، عادت إلى صاحب المحل تطلب منه تغيير أو إعطاءها نوعًا آخر، إلا أنه رفض معللاً فتح الغلاف ورفض إعادتها.

 

أثقلت رأسها بالتساؤلات، لإيجاد حل للخروج من هذه المشكلة، وأثناء قيامها بإعداد وجبة أخرى كان قد حضر الزوج، ونشبت بينهما مشادة كلامية وجه لها السباب والشتائم كالمعتاد لعدم اهتمامها وتبذيرها وعدم خوفها على ماله، بينما فوجئت به ينقض عليها كالأسد الجائع، ووجه لها الضربات واللكمات وأصابها بكسر في ذراعها.

 

تجمع الجيران الذين اعتادوا التدخل لفض المشاجرة بينهما، تعلو وجوههم علامات الدهشة من تصرف الزوج، وسارعوا بنقلها إلى المستشفى وسط كلمات التعاطف، والتأنيب على موافقتها بالزواج من هذا الوحش الكاسر الذي أهان جلالها ودنس قدسيتها، تتساقط دموع طموحاتها تطفئ لهيب أحزانها، وتنعي حظها العسر.

 

تركت عش الزوجية، وتدخل الأهل والأقارب في محاولة لتهدئة العاصفة، لكنها فوجئت به يطلبها في بيت الطاعة، انهارت الزوجة في البكاء واتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأسرة ببني سويف تروي مأساتها، ورفعت دعوى خلع منه وبصوت متحشرج تعلو وجهها مسحة حزن دفين، تطلب بإصرار الخلع لاستحالة العيش معه.

 

واختتمت حديثها قائلة: "اعتقدت أن الهرب من شبح العنوسة هو طوق النجاة بالنسبة لي، ولم أكن أعلم بأنني سأتزوج رجل يحمل بين ضلعيه حجر صوان، اعتاد ضربي وإهانتي أمام الجيران"، وأمام إصرار الزوجة، قرر أعضاء مكتب تسوية المنازعات، إحالة الدعوى إى المحكمة، واستدعاء الزوج لسماع أقواله.