أول متسابقة «رالى»..«يارا»..ناظرة مدرسة البنات لسباق الصحراء

 المهندسة يــارا شلبى
المهندسة يــارا شلبى

عشق وحــب الـصـحـراء وضــع المهندسة يــارا شلبى صاحبة الــــ٣٦ عاما على أول الطريق لتصبح أول امرأة مصرية تتفوق فى رياضة رالى السيارات، فهى لم تكن تعلم أن ذهابها إلى رحلات السفارى والتخييم فى الصحراء سيدفعها للمشاركة فى العديد من سباقات الرالى فى الداخل والخــارج، ولم يمنعها عملها بمجال البرمجة والكمبيوتر بعد تخرجها من قسم الهندسة المدنية من ممـارسـة رياضتها المفضلة التى قـد تبدو خطيرة للبعض.

 

بدأ المشوار منذ ٦ سنوات عندما دخلت يـارا الصحراء بسيارة الدفع الرباعى فى رحلات استكشافية ترفيهية لاحظ خلالها أصـدقـاؤهـا معرفتها الجـيـدة بالصحراء وأساليب القيادة،فنصحوها بـدخـول أول رالـــــى، وبــعــد ثــلاثــة أشــهــر تــدريــبــات فى الصحراء وجمع معلومات وتجهيز السيارة. 

 

خاضت يـارا أول سباق فى مدينة الجونة المصرية، وفى عام ٢٠١٤ شاركت فى «رالى الفراعنة» الذى أقيم فى مصر بمشاركة أكثر من ٢٥٠ دولـة فى أول مشاركة دولية لها، وتصف يارا التجربة بأنها كانت مثيرة،فهو سـبـاق لأكـثـر مـن ٣ آلاف كيلو يشمل كل صحارى مصر، وتقول يارا إنها فى كل مرة تجهزالسيارة أو تضيف لها شيئا جديدا تقوم بتجربتها واختبار رد فعلها فى الصحراء مما يساعدها فى التعرف على «تكنيك» جديد حسب طبيعة المنطقة وذلك يكسب السائق خبرات عالية ويحسن مستواه.

 

كونت يــارا عـام ٢٠١٥ فريق «Gazelle « «غــزال» من الفتيات، واختارت هذا الاسم ليشمل مــواصــفــات وروح الـفـريـق الــذى كانت تحلم بتكوينه، فالغزال حيوان أنثوى يمتاز بالسرعة ويعيش فى الصحراء، لكن الصعوبات الـتـى واجـهـت الـفـريـق واجهته صعوبة فى ممارسة الرياضة فى الصحراء وقتها، دفعت المنظمين لعمل سباقات داخل المــــدن، وهــو مـا أشـعـر يـــارا بـعـدم الـرضـا، فالصحراء هى مصدر حبها لتلك الرياضة، وتـغـلـبـت عـلـى ذلـــك بـالمـشـاركـة فــى سباق الـدراجـات الصحراوية كـأول بنت مصرية تسابق بـ»الموتوسيكل».

 

ولـم يتوقف حلمها عند هذا الحد حيث مثلت الشرق الأوسط وأفريقيا فى دورة رالى المسافات الطويلة التى أقامها الاتحاد الدولى للسيارات، لتنقل تلك الخبرة لفريقها الذى فاز بأول سباق لفريق فتيات بالكامل ضمن بطولة الجمهورية التى أقيمت فى الجونة عـام ٢٠١٦ ،وسيشارك فريق «غزال» فى «رالى عسير» الذى سيقام فى السعودية شهر سبتمبر القادم كأول فريق فتيات يذهب إلى السعودية. 


وعـن مخاطر تلك الرياضة تـرى يـارا أن أى نشاط يفعله الإنسان به نسبة خطورة وليست رياضة الرالى فقط، وتضيف أنه يتم عمل تجهيزات للسيارة واحتياطات أمـان، كما أن خبرة السائق وتدريبه يجعل نسبة الخـطـورة محسوبة، وعلى النقيض فهى رياضة ممتعة للبعض لكنها شاقة عند تجربتها لذلك تنصح من يريد ممارسة تلك الرياضة أن يجرب قدرته على تحمل مشقة الصحراء والقدرة على الإقامة بها، ثم يقوم بتجهيز السيارة للسرعات والسباق وعوامل الأمان.


يارا أيضا أم لابن يبلغ ٨ سنوات ويشاركها المـسـابـقـات والأنـشـطـة المختلفة، وتـقـول: «أنـــا ضـد أن تضع المـــرأة أولادهــــا كعائق يوقفها عن تحقيق إنجازاتها، بالعكس هو ليه مكان معايا فى كل أنشطتي»، وتسعى الآن لتأسيس مدرسة لتدريب البنات على كافة متطلبات التعامل مع سيارات الرالي، لكن ينقصها الدعم وتوافر عدد كاف من السيارات للتدريب، كما أنها تبحث عن رعاة لتمويل الفريق فى سباقات بطولات العالم، وتقول: « لو حصد الفريق مركز فى إحدى البطولات العالمية سيصبح أول فريق بنات لرياضة رالـى السيارات فى العالم، وقتها سأشعر أنى أنجزت شيئا هاما» .