صاحب الرواية المستوحاة من أغنية «كابوريا»: شخصياتي المخيفة خرجت عن السيطرة

أحمد مجدي همام
أحمد مجدي همام

يصطحب الأديب أحمد مجدي همام القارئ إلى رحلة  عجائبية عبر أحدث رواياته «الوصفة رقم 7» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، وهى تحكى عن مليجي الصغير الذي أخترع لفافة تبغ يجعله يذهب إلى مكان بعيد عن الواقع حيث يجد نفسه في جزيرة «لابوريا» ويقابل مخلوقات وكائنات غريبة الشكل، و عن روايته الجديدة دار حوارنا مع «همام»:


 
• بعد ثلاثة روايات ومجموعة قصصية ترصد الحياة اليومية للإنسان، لماذا قررت أن تكون روايتك الرابعة في إطار فانتازي؟

 

عدة أسباب دفعتني إلى كتابة "الوصفة رقم 7"، فالرواية كانت تلح عليّ لأكتبها، مستندة إلى  ذكريات الطفولة حول حكايات الجدّات والكائنات المهجنة والحيوانات المتكلمة.. ظلت تلك الذكريات تختمر داخلي حتى خرجت في الرواية، الأمر الثاني يتمثل في حرصي على التنويع والتلوين بكل الألوان.. أريد أن أكتب الرواية بكل صيغها وألوانها واحتمالاتها.. و"الوصفة رقم 7" هي رواية فنتازية لها طابع المغامرات ما يجعلها لوناً جديداً ونوعاً جديداً أضيفه إلى رصيدي في التأليف والكتابة، وهناك أدباء يكتبون لوناً واحداً من الروايات، ويسمّون ذلك (مشروع أدبي) وأنا أسمّيه (إفلاس) و (اجترار).. لذلك أفضّل التنويع.

 

• ذكرت في أحد حواراتك بأنك كتبت روايتك في شهر ، كيف استطعت أن تنجزها فى هذه المدة  القصيرة نسبيا ؟

 

كنت أكتب الرواية وأنا مندهش من مدة ومساحة الكتابة اليومية.. حوالي 12 ساعة يومياً. وعندما اكتملت الرواية بعد أقل من شهر شككت في نفسي. فراجعت مسألة مدة كتابة النص الروائي، ووجدت أن الأمر ليس له قاعدة، فكافاك مثلاً كتب المسخ في 3 أسابيع، وكازو إيشيجورو كتب إحدى رواياته في شهر واحد، بينما هناك روايات أخرى تستغرق سنوات، بعدها عرفت أنني لم أبتدع بدعة وأن الأمر قابل للحدوث.

 

• ما سر انجذابك لأغنية "كابوريا" لأحمد زكى لتستوحي منها فكرة روايتك؟

 

هذا أغنية مدهشة، بلحنها الراقص وبكلماتها التي تشبه عالم اليوم، فهناك بعض المعاني، وهناك أيضاً جمل كاملة بلا معنى.. أليس هذا ما يحدث في هذه الحياة العبثية؟ المرحوم حسين الإمام وضع كل روقان باله وروحه المرحة وميله للاحتفال والصخب حتى وإن لم يكن هناك داع للصخب، وضع كل ذلك في تلك الأغنية، ثم جاء أحمد زكي فأداها بطريقة لا يمكن معها تصور أحد غيره يغنيها.


من كلمة اللابوريا استوحيت عالم الرواية.. لا أعرف كيف.. لكني شعرت بترابط وتناغم مع الأغنية.. شعرت أنني أنا نفسي "في اللابوريا" كما قال الراحل أحمد زكي.. فتبعته وتبعت إحساسي وانتهيت إلى هذه الرواية.

 

• ذهاب بطل الرواية مليجى الصغير الى أرض لابوريا بعد ملله من الواقع، متى يهرب الإنسان من الحياة اليومية إلى عالم مواز؟

 

الإنسان يفعل ذلك يومياً، مجرد شروده داخل رأسه عالم موازي، الأفلام والمسلسلات والأغاني عالم موازي، المخدرات عالم مواز، الكتب والقصص والقصائد والروايات عالم مواز.

 

• كيف جاء اختيارك لتلك الكائنات التي قابلها مليجى الصغير في رحلته؟

 

بعض تلك الكائنات من اختراعي مثل الحراصيد والأباشير، وبعضها مستمد من كتب التراث مثل يأجوج ومأجوج والجسّاسة والبراق.. وأذكر أنني لما كنت طفلاً كنت أحب أن أرسم كائنات مخيفة وكنت أكتب بطاقة لكل واحد منها وأمنحه اسماً وصفة وتاريخا عائليا، يبدو أن تلك الكائنات كبرت معي ثم تمرّدت علي وخرجت عن السيطرة لتعيش داخل رواية "الوصفة رقم 7".