«تركيا» و«إسرائيل» .. تطبيع رياضي وسياسي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أوقعت قرعة بطولة أوروبا لكرة اليد للسيدات اليوم الثلاثاء 17 يوليو، فريق تركي للسيدات في مواجهة فريق إسرائيلي في البطولة القارية للأندية، في خطوةٍ تنمي عن سياسات تركية لا تمانع التطبيع مع إسرائيل.

المباراة بين الفريقين هي السادسة في نتيجة القرعة.

ودائمًا ما تُجنب الاتحادات الأوروبية المختلفة المواجهات بين البلدان التي تشهد توترًا فيما بينها، وأبرز تلك البلدان روسيا وأوكرانيا، حيث يتم تجنيب تلك الفرق من كلتي البلدين من مواجهة بعضها البعض، نظرًا للحساسية السياسية بينهما، والأمر ذاته ينطبق على أرمينيا وأذربيجان، اللتين هم في حالة عداءٍ سياسيٍ فيما بينهما.

ومن ميدان الرياضة إلى ساحة السياسة، فقد أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وقت توليه رئاسة الحكومة، في أواخر شهر يونيو عام 2016 بدء المرحلة الأولى من تطبيع العلاقات بين أنقره وتل أبيب، وعودة تبادل السفراء بين البلدين، بعد حالة من القطيعة خلفتها حادثة سفينة مرمرة.

توتر بعد وفاق

وترجع وقائع مجزرة أسطول الحرية إلى أواخر شهر مايو عام 2010، حينما اعتدت قوات البحرية الإسرائيلية على الأسطول القادم من جزر القمر، والذي خلف نحو 630 قتيلًا من نحو 37 جنسية، وعلى إثرها قطعت تركيا العلاقات مع إسرائيل.

لكن بعد ذلك بثلاث سنوات، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارًا رسميًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد اتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات فيما بينهما، وذلك خلال مكالمة هاتفية.

وقد شجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما نتنياهو على تقديم اعتذارٍ رسميٍ لأردوغان خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة، بعدما لم تكن إسرائيل قد قدمت اعتذارًا على الحادث بعد.

هذا التطبيع رأى النور من جديد عام 2016، ولكن مواقف أردوغان تجاه إسرائيل بشأن قضية تهويد القدس سار على نفس منوال زعماء العالم العربي والإسلامي باستنكار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وترجع وقائع أول تطبيع عسكري حقيقي بين البلدين إلى عام 1996، حينما وقعت تركيا، إبان عهد إبان عهد نجم الدين أربكان، اتفاق تعاون عسكري ودفاعٍ مشتركٍ مع إسرائيل، إبان عهد بنيامين نتنياهو في حقبته الأولى، وهي الاتفاقية التي ظلت قائمةً، لكنها تلاشت إلى حدٍ كبيرٍ بعد حادثة أسطول الحرية.