«فدية المليار دولار».. 5 جرائم كشفتها الرسائل القطرية المسربة

أمير قطر يستقبل الرهائن العائدين بعد دفع الفدية
أمير قطر يستقبل الرهائن العائدين بعد دفع الفدية

كشفت التسريبات التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الثلاثاء، بشأن «فدية المليار دولار» التي دفعتها الدوحة لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران، عددا من الحقائق الصادمة، أبرزها تأكيد جديد على تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب واستغلال الملاحة الدولية في هذه الأنشطة.

 

ورغم إنكار النظام دفع أموال ضخمة لإطلاق سراح 28 عضوا من العائلة الحاكمة من أيدي إرهابيين في العراق قبل نحو سنة، توالت الأدلة التي تثبت جريمة «فدية المليار».

 

وكشف تقرير هيئة الإذاعة البريطانية الجديد والذي نقلته «سكاي نيوز»، عن مجموعة من الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية بين السفير القطري بالعراق زايد الخيارين، ووزير الخارجية الحالي، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أكدت هذه الاتصالات على إقدام قطر على دفع أكثر من مليار دولار فدية إلى الإرهابيين بالعراق، ودعما لمليشيات إيرانية في سوريا مقابل الإفراج عن رهائن من الأسرة الحاكمة عام 2017.

 

وبحسب الأدلة التي وردت في التسريبات، دخلت قطر في مفاوضات مع جماعة إرهابية بالعراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضوا بالأسرة القطرية الحاكمة، كانوا قد اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية.

 

1- استغلال الطيران المدني

 

وأظهرت التسريبات كيف استغل النظام في الدوحة الطيران القطري المدني لدعم الإرهاب، كونه ينقل الأموال لجماعات إرهابية لدعمها وتمكينها من القيام بدورها التخريبي، حيث أرسلت قطر الأموال الضخمة على متن الطيران القطري، لفك الرهائن المحتجزين في بغداد في عملية تلاعب فضحتها الحكومة العراقية لاحقا، وبذلك فقد سخرت الدوحة الطيران المدني لدعم الإرهاب والعمليات الإرهابية، عبر استخدام الخطوط الدولية.

 

2- الأمير الوالد وحزب الله

 

وأكدت المعلومات المستقاة من التسريبات المدعومة بالتسجيلات الصوتية، الدعم الكبير الذي قدمه الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثان لميلشيات حزب الله في لبنان.

 

ففي إحدى الرسائل التي وردت بتقرير «بي.بي.سي» قال السفير القطري لأحد قادة حزب الله في تسجيل صوتي : «يجب أن تثقوا بقطر، وأنتم تعلمون ما فعلته قطر وما فعله صاحب السمو، والد الأمير.. لقد فعل أشياء كثيرة، ودفع 50 مليون دولار..».

 

3- قصة فدية المليار دولار

 

وبينما ترفع الدول شعار «عدم منح فدية لإرهابيين» كي لا يستفيدوا من هذه الأموال في دعم عملياتهم الإرهابية، تبين الاتصالات والرسائل النصية بين محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير القطري كيف وافقت قطر بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل في مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن.

 

فقد دفعت قطر أكثر من مليار دولار لتحرير أولئك الرجال، حيث ذهبت الأموال لجماعات وأفراد صنفتهم الولايات المتحدة على أنهم إرهابيون بما في ذلك كتائب حزب الله في العراق والجنرال قاسم سليماني، وهو قائد قوات الحرس الثوري والخاضع شخصيًا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

 

وأرسل السفير رسالة إلى وزير الخارجية في أبريل 2016، قال فيها: «لقد التقى (قاسم) سليماني بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار. لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالي.. سليماني سيعود"، في إشارة إلى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني المدرج دوليا على قوائم الإرهاب».

 

4- دور مشبوه في اليمن

 

وتضمنت الصفقة التزامات سياسية على قطر، منها وقف مشاركتها في التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، وهو ما يثير شكوك بشأن الدور القطري في اليمن.

 

واتضح الموقف القطري بعدما واجهت الدوحة اتهامات جدية بدعم الإرهاب، وبعد انتهاء مشاركتها في التحالف، أبدى النظام القطري دعما واضحا لميليشيات الحوثي الإيرانية.

 

5- اللعب بالقاعدة لصالح إيران

 

وفي إطار صفقة الرهائن، قامت قطر بالاستعانة بجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة في تنفيذ طلب قاسم سليماني من أجل المساعدة في تنفيذ ما يسمى «اتفاق المدن الأربع» في سوريا، وهو ما يدل على كيفية استخدام الدوحة لإرهابيي القاعدة من أجل تمرير مصالحها مع النظام الإيراني.

 

وبموجب اتفاق «البلدات الأربع» فكت جبهة النصرة الممولة من قطر حصارها لبلدتي كفريا والفوعة في شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيراني.