حكايات| إحدى عجائب الرياضة السبع.. مصر تلتهم الديوك وتتوج بطلا لأوروبا

 مصرتلتهم الديوك وتتوج بطلا لأوروبا
مصرتلتهم الديوك وتتوج بطلا لأوروبا

في مشهد احتبست فيه الأنفاس، وسيطر الحماس على كل شبر على أرض ملعب.. الحديث وقتها كان عن بطولة كأس أوروبا لكرة السلة «منافسات الرجال»، التي تم تنظيمها في 22 مايو 1949.

 

قد يبدو كل ما سبق طبيعيًا لمباراة كرة سلة؛ إلا أن المختلف هذه المرة هو وجود المنتخب المصري طرفًا من أطراف اللقاء ينافس أمام نظيره الفرنسي لحصد لقب البطولة «الأوروبية».

 

إيطالي يقود الفراعنة

 

البداية كانت عام 1930،  حين تأسس الاتحاد المصري لكرة السلة، وبعدها بعامين انضمت مصر رسميًا للاتحاد الدولي للعبة، وكان لمصر وقتها منتخبًا مميزًا للغاية، أسسه الإيطالي نيلو باراتوري، كما أنه تولى تدريبه في تلك البطولة.

 

اقرأ حكاية أخرى| الرئيس «الشرس» يستقبل باسم مرسي في لاريسا

 

ثم في عام 1949، وفي النصف الآخر من الكرة الأرضية، قرر الاتحاد السوفيتي الاعتذار عن استضافة البطولة الأوروبية لكرة السلة، وكانت القوانين في تلك الفترة تلزم حامل اللقب بتنظيم النسخة التالية من البطولة لتتطوع مصر بتنظيم البطولة على الملعب المكشوف بفندق هليوبوليس الفاخر، الذي تحول بعد ذلك إلى قصر الاتحادية.

 

مصر بالزي الأوروبي

 

وبالفعل، أقيمت هذه البطولة الأوروبية، بمشاركة 7 دول، هي: (مصر – هولندا – تركيا – اليونان – فرنسا – لبنان – سوريا)، وكانت البطولة تُلعب بنظام الدوري؛ حيث تلتقي كل الفرق المتنافسة في مباراة، ويتوج بالبطولة الفريق صاحب أكبر عدد من الانتصارات.

 

اقرأ حكاية أخرى| هل «تجسس» الروس على منتخبنا ووصلوا إلى غرفة كوبر؟

 

وفي المباريات الخمسة الأولى لم يخسر منتخب المملكة المصرية؛ بل كان التفوق المصري واضحًا؛ حيث كان أقل فارق نقاط في تلك المباريات 11 نقطة كاملة، تفوق بها الفراعنة على نظيره اليوناني في المباراة الخامسة ليصل المنتخب المصري إلى اللقاء الأخير أمام المنتخب الفرنسي، والذي سيحسم ذهبية البطولة.

 

المستحيل ليس مصريًا

 

كانت قائمة الفريق المصري، آنذاك، تضم كلا من: «ألبرت تادرس فهمي (قائد الفريق)، وحسين كامل منتصر، ويوسف كامل أبو عوف، ومدحت يوسف محمد، ويوسف عباس سليمان، ومحمد عز الدين الرشيدي، وأرمنان جبريال كاتافاجو، ومحمدي سليمان، وصلاح الدين نسيم، وعبد الرحمن حافظ إسماعيل، وفؤاد عبد المجيد أبو الخير، وحيد شفيق صالح».

 

اقرأ حكاية أخرى|  عصام الحضري «من حرق الملابس» لروسيا 2018 

 

ما إن دقت عقارب الساعة، الثامنة والنصف، من مساء يوم 22 مايو 1930،  أعلن الحكم الإيطالي فيتوريو أوجوليني انطلاق المباراة النهائية بين المنتخبين المصري والفرنسي، واستطاع فيها المنتخب المصري أن يفرض سيطرته منذ البداية على مجريات اللقاء وبعد 20 دقيقة انتهى الشوط الأول وقد حسمه المنتخب المصري بنتيجة 36-16.

 

ومع بداية الشوط الثاني، استطاعت الديوك الفرنسية أن تُحسن كثيرًا من أمورها، لتخسر الشوط الثاني بفارق نقطة وحيدة ليصبح مجموع الشوطين 57 – 36، ويتوج المنتخب المصري رسميًا بالبطولة الأوروبية لكرة السلة رجال.

 

إسماعيل.. كلمة السر

 

وحصل اللعب المصري عبد الرحمن حافظ إسماعيل على ثاني أفضل معدل تهديفي خلال البطولة، ورغم ذلك لم تكن هذه هي المشاركة الأولى أو الأخيرة للمنتخب المصري في البطولة الأوروبية أو حتى الإنجاز الأوحد؛ حيث شارك «الفراعنة» في البطولة نفسها، 4 مرات أعوام «1937 – 1947 – 1949 – 1953»، واستطاعت بجانب ذهبية 1949 أن تحصد برونزية نسخة 1947، التي أقيمت في الاتحاد السوفيتي.

 

اقرأ حكاية أخرى|  "فئران الصحراء".. قصة لقب عظيم أهانته الصحافة المصرية بجهل !

 

ولم تكن هذه المشاركة المصرية الوحيدة، إذ سجلت حضورًا باستمرار في المنافسات الأوروبية، سواء على مستوى المنتخبات أو حتى الأندية، وكان هذا بسبب بداية انتشار اللعبة في مصر قبل 31 عامًا من تأسيس الاتحاد الأفريقي الذي أنشأ عام 1961، وطوال تلك السنوات الـ 31، شاركت بعض المنتخبات الأفريقية والآسيوية في منافسات البطولة الأوروبية.