نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن «لجنة مولر» الأمريكية التي تحقق في التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016، كشفت تورط وحدة المخابرات الروسية الرئيسية G.R.U، في كل من الانتخابات وحوادث التسمم بغاز الأعصاب التي وقعت في جنوب بريطانيا على مدار الأشهر الماضية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات لمن وصفته بـ«مسئول أمريكي مقرب من نتائج التحقيقات – رفض ذكر اسمه» أن من قاموا بعمليات التسمم بغاز الأعصاب في بريطانيا والتي استهدفت الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا في 4 مارس الماضي تمت بواسطة عدد من العملاء الذين سافروا إلى جوب بريطانيا على مدار الفترة الماضية، وان التحقيقات على وشك الكشف عن هويات هؤلاء العملاء المتورطين في الاعتداءات التي أدانتها بريطانيا ونفتها بشكل حاسم الحكومة الروسية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن هجوم وحدة G.R.U الروسية في بريطانيا وأمريكا لا يعتبر جديدًا على أسلوب الكرملين في التعامل مع أعدائه، فلطالما استخدمت حكومة بوتين عملاء المخابرات الروسية في التدخل مع الدول التي تعاني عدد من النزاعات معها
ووفقًا لاتهامات لجنة مولر فإن العملاء المنتمين للوحدة الروسية استُخدموا أكثر من مرة في زعزعة ديمقراطيات البلاد التي على صراع مع روسيا، مثل أوكرانيا والقرم، بالإضافة للقيام بعدد من العمليات العسكرية في سوريا حيث دخلت قوات من هذه الوحدات في وقت سابق إلى الأراضي السورية ضمن القوات التي جاءت لمساندة الرئيس بشار الأسد في استعادة أراضية من الميليشيات المسلحة هناك وفقًا لـ«نيويورك تايمز».
وفي عدد من الدول الأخرى التي لا تشهد نزاعات سياسية كبيرة أو حروب تُتهم الوحدات المخابراتية الروسية بالتدخل في العملية السياسية للتلاعب في الأحداث حتى ولو بشكل أكثر سلمية مما حدث في دول أخرى، كإحداث توترات أو الحث على تنظيم مظاهرات واعتصامات بين فئات محددة من المجتمع.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، كل التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تورط وحدات G.R.U في الحوادث البريطانية مشددًا على أن مثل هذة التصريحات لا تثير سوى مزيد من التوترات والقلق السياسي.
يأتي هذا قبل ساعات من قمة تاريخية متوقعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي بفنلندا، وهي القمة التي من المتوقع أن تشهد عدد من المناقشات الهامة وسط تاريخ من التوترات التي جمعت بين البلدين
تم تعيين المحامي الشهير روبرت مولر، في مايو 2017 للتحقيق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكي التي جرت في 2016.
