«رسائل جنسية وعلاقات غير شرعية»..كيف أطاحت الفضائح الأخلاقية بسياسيين؟

كيف أطاحت الفضائح الأخلاقية بسياسيين؟
كيف أطاحت الفضائح الأخلاقية بسياسيين؟

يظن الكثيرون أن الاعتداء على النساء سواء لفظا أو جسديا من صفات الشرقيين فقط، بينما تعيش المرأة الغربية في حرية وتحظى باحترام وتقدير ولا تعرف ما يسمى بـ«التحرش» أو الاعتداءات الجنسية.

بالطبع، تبددت تلك الفكرة الوهمية بعد الفضائح التي عرفها العالم العام الماضي في أعقاب فضيحة المنتج الهوليودي هارفي وينستن، حيث اعترفت العشرات من النجمات الشهيرات أنهن لم يسلمن من أذى هذا الرجل «المريض»، وانطلقت الحملات العالمية المنددة بتلك الأفعال الشاذة التي تترك آثرها السيئ في نفوس النساء، وفي الوقت الذي أطلق فيه هاشتاج Me too الشهير حتى توالت الاعترافات من ملايين الفتيات حول العالم اللاتي تعرضن بطريقة أو بأخرى لاعتداء جنسي.

لم تتوقف تلك الأفعال على من يعملون في مجال الفن، بل وصلت الفضائح إلى الساحات السياسية، فإقدام مسؤول بارز على تقديم استقالته على خلفية فضيحة أخلاقية، أصبح أمر عادي.

بالأمس، كانت الحكومة البريطانية على موعد مع فضيحة جديدة هزت أرجاءها وكان بطلها هو وزير المشروعات الصغيرة أندرو جريفيث ذو الـ47 عاما، فالسياسي المخضرم أقدم على تقديم استقالته والسبب، فتاتين من فتيات الحانات.

فبحسب قناة سكاي نيوز الأمريكية، فإن جريفيث كان يتابع شابة تعمل في حانة ببريطانيا وصديقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق سناب شات، لمدة 6 أشهر، قبل أن يتواصل معهما مباشرة بسبب فيديو بطابع جنسي نشرته إحداهما.

وأوضحت إحدى الفتيات، أن الوزير اعتقد بأنها نشرت الفيديو «لإغرائه ودفعه للتواصل معها»، لافتة إلى أنها وافقت على التحدث معه لاعتقادها بأنه «رجل ناجح وذكي».

وأضافت الفتاة «اعتقدت أنه بإمكاني التحدث معه في موضوعات مختلفة، مثل طبيعة عمله على سبيل المثال، إلا أنه لم يكن يتحدث عن أي شيء سوى الجنس».

وأوضحت الفتاة أنه مع مرور الوقت ازداد الأمر سوءا، إذ أرسل لها نحو 2000 رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار 3 أسابيع فقط، لافتة إلى أن الأمر «أثر عليها في حياتها وأثار ذعرها، بسبب كثرة الرسائل ومحتواها البذيء جدا والمقزز».

ليس هذا فحسب بل قان الوزير بتحويل مبالغ مالية للشابتين، وصلت إلى 717 جنيها إسترلينيا، مقابل إرسال صور وفيديوهات، وكان يخطط لاستئجار شقة للقائهما.

ولكن الدافع الأقوى للاستقالة، فكانت إرساله صورة سيلفي له خارج قصر باكينجهام، وصورة أخرى من منطقة داخل القصر ليس من المسموح التصوير فيها والتحدث عن أسرار خاصة بعمله.

شكلت تلك الاستقالة صدمة كبيرة للبريطانيين كون وزيرهم يتمتع بمظهر هادئ ويتمتع بالرزانة، كما أنه معروف عنه الاستقرار في حياته الزوجية وقد استقبل مولودته الأولى في إبريل الماضي.

سبق جريفيث في تلك الفعلة سياسيين بارزين، مثل:

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون

صرحت صحفية تدعى جوليا هارتلي براور، أن فالون وضع يده على ركبتها، قبل 15 عاما، في تصرف خشت وقتها الإفصاح عنه علانية لأهمية منصبه.

وأشار فالون إلى أن براور التي لمس ركبتها عام 2002 وبخته وقتها، بينما قالت هي إنها تحترمه، وجمعت بينهما علاقة طبية وودية دائما، لذلك لم تعر الأمر الكثير من الأهمية عندما حدث.

اعترف وزير الدفاع بتلك الاتهامات مقدما استقالته، بل أصدر بيانا يعتذر فيه للشعب البريطاني ويعترف بارتكابه فعلا لا يليق بانتسابه للمؤسسة العسكرية.

ولا تعد براور السيدة الوحيدة التي توجه اتهامات لفالون بالتحرش، إذ زعمت زعيمة كتلة الأغلبية في مجلس العموم البريطاني أندريا ليدسوم أنه قال لها تعليقات جنسية غير ملائمة و غير لائقة.

ومن جانبه، نفى فالون مزاعم ليدسوم بشكل قطعي، مؤكدا أنه لم تصدر منه أي تصريحات بذيئة لها.

سيلفيو برلسكوني

تعد تلك الفضيحة هي الأكبر لسياسي في تاريخ أوروبا، حيث اتهم رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بإقامة علاقة جنسية مع قاصر.

توالت الاتهامات على برلسكوني حيث أدين بدفع أموال مقابل مضاجعة فتاة مغربية الأصل تدعى روبي غيث واسمها الحقيقي كريمة المحروقي، لكنه نفى تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، لكن نفيه لم يحميه من النقد خاصة وأن علاقاته النسائية متعددة ومعروفة.

موشيه كتساف

أدين الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كتساف، باتهامات أخلاقية وإقدامه على ارتكاب اعتداءات جنسية وحوادث تحرش بحق العديد من الفتيات منهن بعض المجندات.

عوقب كتساف بالسجن عقابا له على تلك الجرائم، وذلك عام 2000 وبالطبع أطاحت تلك الفضائح بمستقبله السياسي.

سياسيون أمريكيون

أما في الولايات المتحدة «بلد الحريات»، فقد تسببت الفضائح الأخلاقية في العديد من الاستقالات بل وتعدد حالات الطلاق اثر افتضاح أمر الأزواج الخائنون.

جاء على رأس القائمة مارك سانفورد، حاكم ولاية ساوث كارولينا والذي أقام علاقة غير شرعية مما دفعه إلى الخروج علنا وتقديم اعتذاره واستقالته.

جاء أيضا حاكم نيويورك وعمدة لوس أنجلوس إضافة إلى حاكم كاليفورنيا والذين أقاموا جميعا علاقات غير شرعية، ووصل الأمر بأحدهم إلى حد إنجاب ابنا له غير شرعي من مديرة منزله.