على الرغم من المحاولات العديدة للنهوض بالمسرح المصري، والتخلص من أزماته المستمرة، إلا أنه مازال يعاني من عدم إقبال الجمهور عليه مثلما كان في سابق عهده.
أكد عدد من فناني ونقاد المسرح، أن السبب في عزوف الجمهور عن المسرح، وتدهوره، إلى الحالة استقرار الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمع.
قالت الفنانة د.سميرة محسن، إن المأساة الكبيرة في أزمة المسرح سواء الخاص أو التابع للدولة، هي ضعف الميزانيات، وبسبب الظروف التي تمر بها البلد الميزانيات محدودة وهذا لا يمكن أن يساعد في نهوض المسرح، مشيرة إلى أنه إذا توفرت الميزانية الجيدة والكافية لإنتاج عمل مسرحي على مستوى عالي من الإبهار، سوف ينهض المسرح ويعود إلى الرواج الذي كان عليه في الستينات والسبعينات والثمانيات.
وأضافت أن الظروف الاقتصادية هي السبب في عزوف الجمهور عن الذهاب إلى المسرح، وما يلقاه من معاناة في المواصلات وصعوبة الوصول إلى المسارح.
وأكد الكاتب المسرحي د.حسن عطيه، أن المسرح له علاقة وثيقة بالتغيرات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية الموجودة في المجتمع، والمسرح المصري بدأ حاليا يستعيد عنفوانه وحيويته سواء داخل البيت الفني للمسرح أو خارجة في الجامعة أو الأقاليم والثقافة الجماهيرية، مشيرا إلى أن المسرح الخاص انسحب من السوق لأنه موجه لشريحة معينة من المجتمع ولم تعد تذهب إليه نتيجة للتغيرات التي حدثت في وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، ولم يعد المسرح مبهرا بالنسبة لهذه الشريحة، كما أنه فقد نجومه الذين كان يعتمد عليهم مثل عادل إمام وسمير غانم.
وأوضح د.حسن عطيه، أن المشاكل التي تواجه المسرح هي نفس الأزمات التي تواجه المجتمع كله، حيث أن سعر التذكرة أصبح غالي على الجمهور، لأن الطبقة المتوسطة هي المهتمة بالمسرح، وأصبحت تجد صعوبة في الوصول إليه، سواء بسعر التذكرة المرتفع، أو ارتفاع سعر وسائل المواصلات بما فيها تذاكر المترو، فإذا كانت هناك أسرة كاملة ترغب في الذهاب إلى مشاهدة عرض مسرحي فكم تكون تكلفة ذلك عليها؟!، والحل هو أن يتوفر للجمهور الوقت والإمكانية المادية للذهاب إلى المسرح وتخفيض سعر التذكرة، حتى يسعى للذهاب إلى المسرح، خاصة أن التجارب التي كان فيها المسرح بالمجان خلال أيام معينة، كانت المسارح كاملة العدد.
وأكد الفنان د.أحمد حلاوة، على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الحسي والجمالين هو السبيل الوحيد للنهوض بالمسرح المصري، فلا يمكن أن يتحسن حاله والمواطن طوال الوقت يعاني من أمور كثيرة في الحياة لا تعطي له الفرصة للتفكير في الرفاهية أو الاستمتاع، ومشكلة المسرح هي مشكلة دولة ونظام.
