اليوم وغدًا.. ذكرى ميلاد ووفاة «طارق سليم»

طارق سليم
طارق سليم

تحل اليوم، الأحد، الذكرى الـ 8 لميلاد الكابتن طارق سليم، الضلع الثالث في عائلة سليم «صالح وعبد الوهاب وطارق سليم» الذين لم يدخروا جهدًا على مدار مسيرتهم في رفعة النادي الأهلي داخل المستطيل الأخضر وخارجه.

وحرص  الموقع الرسمي للنادي الأهلي على إحياء ذكرى الراحل، موضحًا مسيرة الراحل في السطور القادمة..

 كان طارق سليم، لاعبًا بارزًا، وأحد أشهر من شغل منصب مدير الكرة، والمشرف العام على الكرة، وعضو لجنة الكرة بالنادي الأهلي، بالإضافة لتقلده منصب كبير الطيارين في شركة مصر للطيران.

طارق سليم على الرغم من قدراته الإدارية والفنية إلا أنه لم يتطلع لشغل المناصب بقدر اهتمامه بالنادي الأهلي، فهو من الرجال الذين يعرفون حقيقة شعار «الأهلي فوق الجميع»، مفضلا البقاء بجانب المستطيل الأخضر على خطى رمز الأهلي الخالد مختار التتش .

طارق سليم، هو جنتلمان الكرة المصرية، كما لقبته الصحافة الرياضية اتخذ النادي الأهلي بيتا، وظل طوال الوقت على مدار حياته مشغولًا بالحفاظ على أركان هذا البيت، رافضا المساس به أو الحديث للإعلام عن أسرار النادي بأي شكل من الأشكال، فلم يبالغ عندما قال كلمته المأثورة :«الأهلي ليس مجرد ناد رياضي بالنسبة لي.. بل هو بيتي.. ولا أحد يبوح بأسرار منزله للخارج».

نشأ الكابتن طارق سليم ليجد كرة القدم بين قدميه، وسط عائلة رياضية أهلاوية، عائلة تعشق الساحرة المستديرة، فبدأ طارق سليم ممارسة الكرة في شارع عكاشة بالدقي حتى شاهده حسين كامل؛ كشاف الأهلي الشهير، لينضم إلى ناشئ الأهلي ونجح في إثبات موهبته، وكان عمره آنذاك 11 عامًا، ليصنع أسطورة ومجدًا جديدًا لعائلة سليم، ويكتمل مثلث العائلة داخل جدران النادي الأهلي.

شارك طارق سليم لأول مرة مع الفريق الأول أمام فريق السويس بناءً على ترشيح خاص من رائد الأهلى الخالد مختار التتش، ليبدأ رحلة التألق في صفوف الفريق لمدة 17 عامًا حتى اعتزل اللعبة عام 1966.

شغل طارق سليم مركزي الظهير الأيمن والأيسر ضمن فريق الأهلي ومنتخب مصر على مدار مسيرته الكروية، تميز بالرشاقة واللياقة البدنية العالية، واشتهر بالتسديد القوى من خارج منطقة الجزاء، وساهم طارق سليم في تحقيق 13 بطولة للأهلي؛ بواقع 7 بطولات دوري عام، وخمس بطولات كأس مصر، وبطولة الجمهورية العربية المتحدة، كما أحرز مع منتخب مصر كأس الأمم الإفريقية عام 1959 .

لعب نجم الأهلي على الصعيد الدولي مدافعا عن شعار منتخب مصر من عام 1956 وحتى عام 1963، ومثل مصر في بطولة الأمم الأفريقية عامي 1959و1963، ودورة روما الأوليمبية عام 1960، وبطولة البحر الأبيض المتوسط وكأس العالم العسكرية .

عقب الاعتزال اتجه طارق سليم للعمل الإداري حيث كان صاحب قرارات حاسمة ورؤية فنية ثاقبة، و ساهم في صناعة العديد من الأجيال الكروية في النادي الأهلي أشهرها حقبة التسعينيات عندما شارك في إعداد فريق هيمن على بطولة الدوري 7 مواسم متتالية بخلاف البطولات العربية والأفريقية، حيث كان برفقة مانويل جوزيه أسطورة التدريب في عودة النادي الأهلي لمنصات التتويج القارية بعد غياب أربعة عشر عاما، كما ساهم طارق سليم بفعالية في بناء جيل الأهلي الذهبي 2005 باختيار عناصر الفريق الذي هيمن على كافة الألقاب والبطولات المحلية والقارية طوال 10 سنوات كونه عضو لجنة الكرة بجوار حسن حمدي ومحمود الخطيب .

نال المرض من جسد طارق سليم إلا إن قلبه ظل متعلقا بالنادي الأهلي، وكثيرا ما تحامل على أوجاعه ليتواجد بجوار بيته في اللحظات السعيدة، وكذلك في اللحظات الصعبة، كان طارق سليم حاضرًا إلى أن انتقل إلى جوار ربه في السادس عشر من يوليو 2016 وهي الذكرى الثانية لوفاته والتي تحل غدًا الاثنين، وكأن شهر يوليو هو شهر الحياة و الموت بالنسبة لـ « جنتلمان الكرة المصرية».