سوهاج نموذجا للمصالحات الثأرية

حازم الشرقاوي
حازم الشرقاوي

وقفت كثيرا أمام أعداد المصالحات في قضايا القتل والثأر التي تمت في محافظة سوهاج، ووفقا لمعلوماتي أنها بلغت نحو 250 حالة منذ تولي اللواء خالد الشاذلي ادارة البحث الجنائي في المحافظة حيث تبنى الشاذلي هذا النموذج بكثافة في محاولة جادة للحد من الجريمة، مثلما فعل مع قضايا الاختطاف التي كانت ظاهرة وتحولت الى نادرة في عهده.


هذه المصالحات ساهمت بشكل فعال في حقن الدماء والحد من عمليات الثأر بين العائلات التي كانت منتشرة في المحافظة وجعلت من القرى والنجوع والمدن أكثر استقرارا وتألفا بين مختلف العائلات والاسر.


إن عمليات الثأر والقتل تؤدي لظهور مجتمعات تتوقف عند حدود التناحر والتصارع وسفك الدماء وتحويل مقدرات الأسر والافراد الى أسلحة وذخائر بدلا من انفاقها على مشروعات سكنية او تنموية تنعكس ايجابا على مختلف أفراد المجتمع. 


أعتقد أن النموذج السوهاجي يتطلب اولا من الباحثين في قطاع الجريمة والبحوث الاجتماعية دراسة كافة ابعاده والنتائج الإيجابية للمصالحات التي تتم على الارض وانعكاساتها على الفرد والمجتمع والتنمية الاقتصادية.


ونأمل من وزارة الداخلية أن تتخذ من سوهاج نموذجا لتطبيقه في كافة محافظات الصعيد والاستفادة من تجربة خالد الشاذلي الأمنية والمصالحات العرفية الذي تمتد جذوره لعمق الصعيد المصري والخروج بآلية جديدة تسهم في الحد من عمليات الثأر والقتل في الصعيد، وتصبح هذه الالية بداية جديدة لحياة خالية من الثأر في مختلف ربوع مصر.