روسيا 2018| طعنة هدفٍ قاتلٍ و«قرار مجنون» قادا كرواتيا لصنع المجد في المونديال

فرحة كرواتية بهدف الفوز على إنجلترا
فرحة كرواتية بهدف الفوز على إنجلترا

دخلت كرواتيا مرحلة الحسم في تصفيات كأس العالم عام 2018 في أكتوبر من العام الماضي، وهي متصدرةً للمجموعة التاسعة برصيد 16 نقطة، وبفارق الأهداف أمام أيسلندا، وبفارق نقطتين أمام أوكرانيا وتركيا، اللذين يحتلا المركزين الثالث والرابع بالمجموعة، والفرق الأربعة جميعها لديها فرصة للتأهل لكأس العالم.

كرواتيا ستلعب مباراتين مصيريتين أمام فنلندا، البعيدة عن حسابات التأهل، في زغرب، يوم السادس من أكتوبر، ومباراة أكثر صرامة أمام أوكرانيا يوم التاسع من أكتوبر في العاصمة الأوكرانية كييف.

72 ساعة ستفصل في اسم المتأهل لكأس العالم، ومن سيذهب إلى الملحق الأوروبي، ومن سيودع حلم التأهل للمونديال يجر آثار الخيبة والانكسار.

الفوز لكرواتيا بالمباراتين هو السبيل الوحيد للعبور للنهائيات بفارق الأهداف المريح لها عن أيسلندا، وخلاف ذلك ستتعقد مهمة منتخب رقع الشطرنج في التأهل للنهائيات.

هدف قاتل يعقد مهمة التأهل

كرواتيا في مهمة سهلة أمام فنلندا في زغرب، في حين أيسلندا تخوض مباراةً عصيبةً في مدينة إسكيسهير التركية ضد الأتراك، الذي يتمتعون بكامل الحظوظ في العبور للنهائيات، في حين ستكون أوكرانيا في نزهةً في أرض كوسوفو متذيلة الترتيب.

كرواتيا تقدم أداءً شاحبًا أمام فنلندا، وهي متقدمة بهدف ماريو مانذوكيتش، إلى أن حانت الدقيقة 90، وفجرت فنلندا مفاجأة من العيار الثقيل بإحرازها هدف التعادل أمام ذهول الجميع، وذلك في وقتٍ تبدع فيه أيسلندا في بلاد الأناضول وتنتصر بالثلاثة على تركيا، كما سجلت أوكرانيا انتصارًا بهدفين على كوسوفو، لتصبح كرواتيا أمام شبح الإقصاء من المونديال.

وقتها تبدلت أحوال المجموعة أيسلندا باتت في الصدارة برصيد 19 نقطة، وهي في مهمة سهلة حينما تستقبل كوسوفو على أراضيها، وهو ما يعني أن التأهل بات مسألة وقتٍ وشبه مضمون للأيسلنديين، من أجل العبور للمونديال لأول مرة في تاريخهم.

وتركت أيسلندا كرواتيا وأوكرانيا برصيد 17 نقطة، في صراعٍ في كييف على الملحق الأوروبي، المؤهل للمونديال، مع أفضلية فارق أهداف للكروات.

قرار مجنون من الاتحاد الكرواتي

وقتها حدث الجنون من قبل الاتحاد الكرواتي، يومان فقط يفصلان كرواتيا على مباراة مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين، والتعادل فيها قد يقصي كرواتيا أيضًا رغم حلولها في المركز الثاني، لكن فوزٍ كبيرٍ لسلوفاكيا في المجموعة السابعة على مالطة قد يقصيهم باعتبار أسوأ ثانٍ في المجموعات التسع، فلا بديل سوى الفوز لأيٍ من المنتخبين سواء أوكرانيا أو كرواتيا للتأهل للملحق الأوروبي، فماذا فعل الاتحاد الكرواتي حينها؟

أقال مدرب المنتخب أنتي ساشيتش، وأتى بزلاتكو داليتش مدربًا للكروات قبل يومين من مباراة حسم التأهل، في قرارٍ وُصف محليًا وعالميًا وقتها بالجنون، وبات التشاؤم يسود الكروات أكثر فأكثر، وبدأ الشك يساورهم حول قدرة منتخب بلادهم على العبور للمونديال للمرة الخامسة في تاريخ البلاد.

لكن كل هذه الشكوك والمخاوف تبددت بعد ذلك بيومين حينما قاد داليتش كرواتيا للانتصار من أوكرانيا بهدفين نظيفين، والعبور للملحق الأوروبي، وقد أوقعت القرعة زملاء لوكا مودريتش في مواجهة مع اليونان.

كرواتيا انتصرت ذهابًا بأربعة أهداف مقابل هدفٍ واحدٍ في زغرب، قبل أن تعود بالتأهل من بلاد الأغريق بعد التعادل السلبي، ومن هنا بدأ زلاتكو داليتش قصةً جديدةً مع المنتخب الكرواتي.

مشوار تاريخي بالمونديال

قرعة كأس العالم لم تكن رحيمةً بالمنتخب الكرواتي فأوقعته في واحدةٍ من أقوى مجموعات البطولة مع منتخبات الأرجنتين وأيسلندا ونيجيريا، لكن الكروات ضربوا النسور النيجيرية بثنائيةٍ، وسحقوا راقصي التانجو بثلاثيةٍ نظيفةٍ عبدت طريق الدور ثمن النهائي، ثم أكدوا زعامتهم للمجموعة بانتصارٍ على الأيسلنديين بهدفين لهدفٍ واحدٍ.

وأكملوا طريقهم نحو المربع الذهبي بركلات الترجيح في مناسبتين على حساب الدنمارك في دور 16، وأصحاب الضيافة روسيا في الدور ربع النهائي، ليحاكوا بذلك إنجاز منتخب 1998، الذي بلغ المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ البلاد قبل أن يخسروا أمام فرنسا بهدفين لهدفٍ.

زملاء مودريتش طرقوا المجد من بابه الواسع يوم الأربعاء الماضي، حينما عبروا للمباراة النهائية على حساب الإنجليز، بعدما قلبوا الطاولة عليهم، وحولوا تأخرهم إلى فوزٍ بهدفين لهدف بعد التمديد.

كرواتيا باتت على موعدٍ مع مباراة العمر أمام فرنسا يوم الأحد المقبل، وربما لا تأتيها فرصة التتويج بالمونديال مرةً أخرى، ولكن مهما كان مهما سيكون فإنهم الكروات قد سطروا تاريخًا سيظل يحكى جيلًا بعد جيلٍ.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا