قنوات بير السلم .. أفلام مسروقة وإعلانات مضللة

قنوات بير السلم .. أفلام مسروقة وإعلانات مضللة
قنوات بير السلم .. أفلام مسروقة وإعلانات مضللة

الخبراء: لا نستطيع إيقافها والحل في اتفاقيات دولية

 

رغم محاولات أكثر من جهة فى مصر منع بث القنوات مجهولة المصدر «أو قنوات بير السلم» والتى تعرف فى سوق الإعلانات بالقنوات ذات التصنيف c، وتعقبها قانونيا إلا أن عدد هذه القنوات فى تزايد مستمر بسبب إقبال بعض المعلنين عليها لتدنى أسعار إعلاناتها حيث تصل سعر الدقيقة الإعلانية فيها لعشر سعر الدقيقة فى القنوات الأخرى المعروفة التي تبث على القمر المصري نايل سات .

 

من أبرز السموم التى تبثها هذه القنوات ترويجها لكثير من العقاقير الطبية مجهولة المصدر ويقع بعض المشاهدين فريسة لهذه الإعلانات المخادعة ويقبل على شرائها مما يزيد من انتشار هذه العقاقير وانتشار هذه القنوات .

 

وقد وصل عددها لأكثر من 200 قناة كلها بلا تصريح ولا تستطيع أي جهة فى مصر أن تفرض سيطرتها عليها حيث أن كل هذه القنوات تبث على أقمار صناعية غير النايل سات لكنها تشارك النايل سات فى المدار لذلك يستطيع المشاهد أن يستقبلها على نفس «الرسيفر» الذى يستقبل قنوات «النايل سات» .

 

وبجانب جريمة الترويج للأدوية والمستحضرات الطبية والترويج للجدل والشعوذة وأيضا القنوات التى تبث وتدعم الإرهاب تعمل هذه القنوات على تدمير صناعة السينما والدراما حيث تقوم ببث بعض الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية دون أن يحصل أصحاب هذه الأفلام على حقوقهم المادية فى عمليات قرصنة واضحة.

 

ومع تزايد خطورة هذه القنوات لجأ بعض المهتمين بالصحة أو السينما والشأن العام المصرى لمقاضاة هذه القنوات وبالفعل حصلوا على أحكام قضائية بوقف بعض هذه القنوات ولكنها لم تنفذ والتساؤل هنا.. هل توجد وسيلة لإيقاف هذه القنوات ومن يعطيهم حق البث فى مصر؟.

 

مجهولة المصدر

 

قال حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي الأسبق أن ما تسمى بقنوات بير السلم أو القنوات مجهولة المصدر ليس لها علاقة بأي جهة فى مصر ولا تتبع أي جهة لذلك لا نستطيع محاسبتها فهى لا تتبع النايل سات لأنها لا تبث عليه ولا تتبع المنطقة الحرة أو هيئة الاستثمار لأنها لا تستأجر ستديوهات أو لها مقر معلوم نستطيع أن نحاسبها ونغلقه إذا لزم الأمر حتى. 

 

وأضاف أن هذه القنوات تغلب عليها الإعلانات المضللة والعقاقير الطبية مجهولة المصدر والأفلام المسروقة التى بعرضها نهدم صناعة قائمة وهى صناعة السينما الحل يكون فى التوعية بخطورة هذه القنوات وان ما يروجون له من أدوية ومستحضرات ليس لها علاقة بالصحة وانها غير مطابقة للمواصفات كما يجب أن يتم حرمان هذه القنوات من أى حق فى الحصول على معلومة ومنع شركات الإعلانات من إعطائهم اى إعلان.

 

فهذه القنوات أشبه بالدكاكين وليس من الشرف لأي معلن أن يضع إعلانه على شاشاتهم ولابد أن يعي المشاهد هذا جيدا أنه لا يوجد منتج محترم سيتم الإعلان له على مثل هذه القنوات.

 

التوعية بخطورتها


أكد د.حسن على رئيس جمعية حماية المشاهدين وأستاذ الإعلام بجامعة المنيا أننا فى مصر غير قادرين على مواجهة ما تسمى قنوات بير السلم بسبب بسيط أنه لا توجد سيطرة للقمر الصناعى المصرى نايل سات عليها فرغم وقوعها على نفس مدار النايل سات إلا أنها تتبع أقمارا أخرى مثل يوتيل سات ونور سات وغيرهما من الأقمار التى تبث من الاردن والبحرين وقبرص ولندن وغيرها من الدول وجميع هذه الأقمار تشترك مع النايل سات فى نفس المدار لذلك يستطيع المشاهد المصرى أن يشاهدها ولكن لا نستطيع السيطرة عليها.

 

وأضاف نحن كجمعية حماية المشاهدين حصلنا على حكمين قضائيين بإيقاف قناتين من هذه القنوات لكن للأسف الأحكام لم تنفذ بسبب عدم الاستدلال على أماكن أو عنوان لهذه القنوات.

 

وأوضح حسن على ان السبيل لمواجهة هذه القنوات هو توعية الجمهور بخطورتها لان جهل الجمهور بذلك هو ما يساعد هذه القنوات على الانتشار والتوغل فى المجتمع أكثر وأكثر كما يجب أن تقوم مؤسسات الدولة المعنية بالإعلام بمخاطبة الدول التى تعطى تصاريح لهذه القنوات بوقف هذه المهزلة وعقد اتفاقيات ثنائية بيننا وبينهم يمنع إعطاء تصريحات إلا بموافقة مصر البلد المعنية باطلاق هذه القنوات أو التى تطلق هذه القنوات لجمهورها.

 

المحاكم الدولية


وقال د.على مبارك رئيس قناة النيل للأخبار الأسبق أنه ينبغى أن يكون هناك طريقة لمحاسبة هذه القنوات فلا يجب أن تظل مثل هذه القنوات تستبيح فضاءنا وتروج لأكاذيب من سحر ودجل وشعوذة وأدوية وعقاقير ليس لها أى علاقة بالصحة فأظن انه اذا كانت هذه القنوات تبث من خارج مصر فلابد أن نلجأ للمحاكم الدولية بالاحكام القضائية التى حصلت عليها بعض الجهات ضد هذه القنوات لتنفيذها ووقف هذه القنوات من مصدرها سواء قمرا فرنسيا أو أردنيا أو أى دولة اخرى يستطيع اصحاب هذه القنوات ان يحصلوا على تصاريح لقنواتهم منها، أما إذا كانت هذه القنوات لها أماكن معلومة فى مصر فلابد أن يتم إغلاقها وإخضاعها للقانون.

 

وأضاف أرى ان المجلس الأعلى للإعلام له دور كبير فى التصدي لهذه القنوات بصفته المسئول الأول عن الإعلام فى مصر عن طريق عقد اتفاقيات مع بعض هذه الدول التى تبيع حقوق البث او الترددات لمثل هؤلاء التجار او حتى يكون المجلس شريكا فى هذه العقود ليستطيع ان يفرض وجهة نظره وما يتناسب مع المجتمع المصرى من عدمه وأظن أن كل المشاهدين يدركون أن إعلانات هذه القنوات مضللة ولا ينبغى الالتفات لها.

 

لا نستطيع المنع

 

وأكد مصدر مسئول بالشركة المصرية للأقمار الصناعية أن النايل سات ليست له صلة بهذه القنوات وأنها تبث من أقمار صناعية فى دول أخرى مثل البحرين والأردن.

 

وأضاف أن القمر الصناعي المصري يحمل ما يقرب من 800 قناة معتمدة من هيئة الاستثمار وأكثر من 1000 قناة يتم التقاطها من أقمار أخرى على نفس القمر ليس بشكل متعمد وإنما بسبب وقوع الأقمار بجوار بعضها فى مدار واحد وهو تردد 7 غرب، وهو الموقع المدارى الذى يبث منه النايل سات حيث إننا نشترك فى هذا المدار مع 5 أقمار أخرى تبث ما تريد من قنوات منها إحدى الشركات الفرنسية واليوتل سات وهم من يبيع الترددات للقنوات مجهولة المصدر.

 

وأشار إلى انه لا توجد دولة تستطيع أن تمنع قمراً آخر يبث فى نفس مدار قمرها الصناعي وأقصى شيء تستطيع فعله هو حماية قمرها فى الفضاء.