روسيا 2018| نبوءة صحيفة بلجيكية التي رأت النور في روسيا بعد 15 عامًا

فرحة بلجيكية أمام البرازيل
فرحة بلجيكية أمام البرازيل

بدأت قصة بلجيكا بنبوءة صحيفة بلجيكية بأن هؤلاء سيكونون هم نواة المنتخب البلجيكي الذي سيقود حلم البلجيكيين في المستقبل نحو منصات التتويج العالمية.

كانت هذه النبوءة عام 2003، وقبلها بعامٍ واحدٍ، ودعت بلجيكا مونديال كوريا الجنوبية واليابان من الدور ثمن النهائي على يد البرازيل، بالخسارة أمامها بهدفين نظيفين.

لم يكن حينها المنتخب البلجيكي ذا شأنٍ كبيرٍ وقتها، ولم يكن من المنتخبات صاحبة التقاليع الكروية الكبيرة في أوروبا، لكن بلجيكا وضعت آمالها في مجموعة من الصبية الصغار لعلهم يغيروا مجرى التاريخ.

إيدن هازارد، وفسينت كومباني، وروميل لوكاكو، وموسى ديمبلي، وكيفي ندي بروين أسماء مجهولة رفقة مجموعة أخرى من الأطفال، يصبح مسألة الرهان عليهم وعلى إمكانية حملهم لواء بلجيكا عاليًا في كرة القدم ضربًا من ضروب الخيال.

لكن هذا الخيال وجد لنفسه موطأ قدمٍ على أرض الواقع، وأصبح هذا الجيل من الأطفال وهم في رعيان المجد على أعتاب تسلق سلم المجد.

معظم تلك العناصر مثلت بلجيكا في كأس العالم للناشئين عام 2009، فكانت النواة التي بنت عليها بلجيكا المنتخب الذي أصبح على بعد خطوتين من إحراز أغلى كأس على وجه البسيطة، وهو كأس العالم.

عودة بعد غياب

وبعد مونديال 2002، غابت بلجيكا عن الساحة الدولية سواء على الصعيد العالمي أو الأوروبي، فآخر ظهور في بطولة اليورو كان على أراضيها  عام 2000 خلال التنظيم المشترك مع هولندا، وأُقصيت حينها بلجيكا من الدور الأول.

بعد ذلك غياب تام عن كأس العالم وبطولة أمم أوروبا من عام 2002 إلى غاية أن بلغ هذا الجيل من اللاعبين مبلغ الشباب، وباتوا نجومًا حاملين لواء منتخب الشياطين الحمر.

أرادت بلجيكا أن تكسر غياب اثني عشر عامًا عن المونديال، فوجدت في هازارد ولوكاكو ودي بروين خير معينين نحو تحقيق ذلك، ولتدخل بلجيكا المعترك العالمي بهذا الجيل من اللاعبين.

توقفت أحلام بلجيكا في نسخة البرازيل المونديالية عام 2014 عند حاجز الربع نهائي بعد الخسارة أمام منتخب الأرجنتين بهدفٍ نظيفٍ.

وعادت بلجيكا بعدها بعامين للظهور في بطولة اليورو بفرنسا لأول مرة منذ ستة عشر عامًا، وفي هذه البطولة تعرض البلجيكيون لصدمة الإقصاء المفاجئ أمام منتخب ويلز في الدور ربع النهائي بعد الهزيمة بهدفٍ لقاء ثلاثة.

بعدها بات البلجيكيون أكثر نضجًا وتخطوا مرحلة الصدمات، ليبدأوا مونديال روسيا 2018 بشكلٍ مثاليٍ، وهم في طريقهم الآن لصنع الإنجاز، بعدما بلغوا المربع الذهبي، وأزاحوا من طريقهم نجوم السامبا من الدور ربع النهائي الذي كان حجرًا عثرًا في المونديال واليورو السابقين.

والآن أصبحت نبوءة الصحيفة البلجيكية واقعًا ملموسًا، فيمكن للأحلام يومًا ما أن تصبح حقيقةً، شريطة التخطيط والعمل الجيدين والمحسوبين.