حوار| رئيس قطاع السكان: 150 مليون جنيه لمواجهة «غول» الزيادة السكانية 

د.سعاد عبد المجيد خلال الحوار - تصوير عصام مناع
د.سعاد عبد المجيد خلال الحوار - تصوير عصام مناع

هدفها ووظيفتها الأساسية المساهمة فى تنظيم الأسرة للسيطرة على الانفجار السكانى فى مصر، تعتمد بشكل أساسى على جانبين الأول طبى من خلال توفير وسائل تنظيم الأسرة عبر مراكز الأسرة أو الحملات الميدانية، وثانياً من خلال التوعية بأهمية الأسرة الصغيرة على المجتمع والدولة، أنها د.سعاد عبد المجيد رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة والتى أكدت أن مصر تستقبل كل عام 2.5 مليون طفل، أى يعتبر تعداد دولة كل عام، أجرت «الأخبار» حوارا مع د.سعاد، للتعرف على الاستراتيجية الحالية فى تنظيم الأسرة والهدف والتحديات التى تواجه ذلك القطاع وتفاصيل حملة « طفلين وبس» التى أطلقتها وزارة الصحة.

فى البداية ما حجم المشكلة السكانية فى مصر؟
فى الفترة الماضية زاد عدد السكان زيادة كبيرة فكل عام يدخل 2.5 مليون طفل جديد للدولة، فى بلد تحاول النمو مثل مصر، فكأن دولة جديدة تدخل داخل مصر كل عام، وهؤلاء الاطفال يحتاجون تعليما وصحة وسكنا ورعاية ووظائف، ويصل معدل الإنجاب فى الصعيد والريف إلى 7 و10 أطفال للأسرة الواحدة مما يؤدى إلى تدهور صحة الأم وكثرة حالات النزيف والتشوهات الخلقية للأطفال والتقزم والاطفال المبتسرين، والصين لم تقدر على تحمل ذلك وأصدرت قانون الطفل الواحد.
ثمار التنمية
وما أسباب ذلك الانفجار السكانى؟

هناك أسباب رئيسية لكثرة الإنجاب منها الجهل والمفاهيم الخاطئة والتسرب من التعليم والمواريث المغلوطة مثل العزوة والولد والزواج المبكر وفى هذا العصر زادت احتياجات الأسرة وأعباؤها فإذا لم يتوافر دخل جيد للأسرة سيعانى الأطفال وينخفض مستوى التعليم وتتدهور الرعاية الصحية ولا يتمتع أحد بثمار التنمية.
 حققنا معدلات انخفاض فى عدد المواليد قبل عام 2005 ثم عاد الارتفاع ثانية فما السبب فى ذلك؟
لأن برنامج تنظيم الأسرة كان مدعما بشكل كامل من هيئة المعونة الأمريكية وبعدها انخفضت الميزانية، وقلت الحملات التوعوية والإعلانية، بالإضافة إلى اندلاع الثورة فى 2011 وأصبح من الصعب قيام مؤسسات الدولة بدورها، وبعد اكتمال أركان الدولة فى 2014 بدا العمل يعود ثانية وحققنا إنجازات فى خفض عدد المواليد عن السنوات السابقة ففى 2015 كان عدد المواليد 2 مليون و700 ألف مولود فى العام، وحاليا وصلنا إلى 2 مليون و580 ألف مولود فى العام، رغم قلة عدد الوفيات وجودة الخدمة الصحية، ومن المتوقع أن نصل إلى نسبة خصوبة 2.8 طفل لكل أسرة.
ما العناصر التى تعتمد عليها الدولة فى الاستراتيجية السكانية؟
تتكون الاستراتيجية من 3 أضلاع رئيسية أولاً تحسين خصائص السكان وثانياً تبنى مفهوم الأسرة الصغيرة وثالثاً خلخلة مفهوم الزيادة السكانية، وتتعاون جميع الوزارات المعنية فى مسئولياتها بالاستراتيجية السكانية وتم طرح ذلك أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكل وزارة حصلت على نسختها من الاستراتيجية لتطبيق الجزء الخاص بها وكذلك المحافظون لتنفيذ الخطط التفصيلية كل فى محافظته، فالخطة ليست مرتبطة بتنظيم الأسرة فقط بل تشمل تحسين الخصائص السكانية مثل محو الأمية والقضاء على البطالة والفقر والتوعية بأهمية تعليم الفتيات والأسرة الصغيرة.
السيدات العازفات 
هل سيكون ضمن الخطة حملات ميدانية لتنظيم الأسرة؟

هناك حملة «من بيت لبيت» بفريق من الأطباء والرائدات لتقديم الخدمات فى المنازل للسيدات العازفات عن الذهاب إلى الوحدات الصحية، وتوجد فرق متنقلة فى العيادات الثابتة التى لا تؤدى بعضها الخدمة لعدم وجود اطباء ونستهدف من ذلك 60 نقطة ساخنة من الاماكن فى محافظات سوهاج وأسيوط وقنا، وتستكمل باقى المحافظات، وتقدم الخدمة يومين فى الاسبوع، بالإضافة إلى وجود حملة مسائية بدأت فى شهر رمضان تسمى حملة «يوم الثلاثاء» من الساعة الثامنة إلى العاشرة مساء حتى لا نحرم السيدات من الحصول على خدمات تنظيم الاسرة واستهدفت 289 مركزا طبيا فى المحافظات، وستستمر الحملة إذا أثبتت نجاحها.
هناك شكاوى من نقص الوسائل الخاصة بمنع الحمل؟
بالعكس الوسائل متوافرة، وتبلغ ميزانيتها 150 مليون جنيه سنويا شاملة اسعار الوسائل والتدريب عليها والتخزين، كما تم توفير وسائل لم تكن موجودة من قبل مثل النجروفيل وهو لبوس موضعي، وهى وسيلة مفيدة للسيدات التى لا ترغب فى استخدام وسائل دائمة مثل السيدات ذات السن المتقدم والسمنة المفرطة والمصابين بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، لكونها وسيلة غير هرمونية، وتوجد خدمة مشورة تعطى عند استخدام كل وسيلة ومميزاتها وعيوبها، وهناك حقن مثل الأنسولين تستطيع السيدة إعطاءها لنفسها كل 3 شهور.
كما تم توفير حبوب الطوارئ للمرة الاولى تؤخذ بعد العلاقة الحميمية، فى غضون 3 ايام وتعد آمنة وفعالة ومتوافرة وسعرها رمزي، وكذلك الكبسولات تحت الجلد وتعطى حماية لمدة 3 إلى 5 سنوات وعليها اقبال فى محافظات الصعيد لانها تلائم طبيعة المجتمع المتحفظة، وتوزع الوسائل فى 4 آلاف قرية فقيرة بالمجان وفى الحضر بسعر رمزى من جنيه إلى جنيهين، ما عدا الكبسولات تحت الجلد بسعر 5 جنيهات فى الوقت الذى تشتريها الوزارة من 200 إلى 300 جنيه فى المناقصات والدولة تدعم الوسائل بأكثر من 95% من سعرها.
المناطق العشوائية 
هل يوجد جانب إعلامى جديد داخل حملة تنظيم الأسرة؟

بدأنا نجهز لإعلانات تنظيم اسرة مبنية على نظريات علمية للوصول بالرسالة بشكل بسيط إلى الجمهور، ونفذنا 3 اعلانات بتمويل من منظمة الصحة العالمية بطلها الفنان محمد ثروت، واعلان آخر مع الفنان أوكا وزوجته الفنانة مى كساب يستهدف الوصول إلى المناطق العشوائية والشعبية بأغنية ويتم بثها على القنوات الفضائية بدءا بالتليفزيون المصرى، كما تم تنفيذ مسلسلين إذاعيين الأول امسك اشاعة والثانى الدكتور وسيلة والحاجة اصيلة وسيتم إذاعتهما فى عدد من الإذاعات.
وما المشكلات التى تعيق تنفيذ الخطة السكانية؟
ينقصنا وجود إعلام يدعم القضية السكانية والتوعية بها، فى الوقت الذى نعانى من الشائعات من الجهات المغرضة ضد الدولة والقنوات المناهضة لمصر التى تريد هدم كل شيء، ولا بد أن نلزم مؤسسات الدولة سواء الإعلام أو الأوقاف أو التعليم على تبنى ملف السكان مع وزارة الصحة والسكان لحدوث طفرة فى ثقافة المواطنين.
هل يوجد دور للرائدات الريفيات خلال الفترة المقبلة؟
نعم سيكون لديهن دور مهم خلال الحملة، ولدينا 14 ألف رائدة ريفية على مستوى الجمهورية ونحتاج إلى 8 آلاف رائدة ريفية جديدة، لأن هناك 8 آلاف من الرائدات سيخرجن للمعاش فى وقت قريب وآخرين سنهم أكبر من 55 عاما.
والبرامج المقبلة ستوفر وظائف لـ 800 رائدة ريفية عن طريق التعاقد والشرط الاساسى انها تكون من سكان قرية ريفية بعيدة عن الحضر لأنهن يعملن فى الريف الذى يعد محروما من الوسائل التعليمية والتنموية وليس شرطا ان يكن خريجى جامعات، بل يفضل أن يكن من حاملى مؤهلات متوسطة وخريجى دبلومات ولهن الاولوية فى التعيين لانهن يملكن نفس لهجة ولغة السيدات المنتفعات فى البيوت واكثر ثقة لديهن من غيرهن.
استراتيجية قومية 
هل هن مؤهلات للقيام بعملهن؟
تم اعتماد برنامج تدريبى لتطوير أدائهن على الرسائل الصحية والتواصل المجتمعى من خلال برنامج من جامعة هارفارد، تم نقله وتعديله ليناسب الرسائل الصحية فى مصر، وقائم على إعطاء جرعات مخفضة للرائدات على فترات مختلفة طوال العام ليستمر التدريب طوال العام، ونجح البرنامح فى الارتقاء بأدائهن وسرعة تواصلهن مع الاسرة وعمل استراتيجية قومية للرائدات بحيث تكون كل اعمالها موحدة وتعمل بنظام واحد لكل الرائدات.
وما تفاصيل البرنامج الالكترونى الذى تعمل عليه الرائدات الريفيات؟
لكل رائدة ريفية سجل كامل يحوى بيانات المنتفعة والوسيلة التى تستخدمها وعدد الأطفال وتاريخ الأسرة الصحى.
والرائدات يقومن بدور مهم جدا فى اكتشاف أشياء مبكرة فى البيوت نتيجة عملهن غير موضوع تنظيم الاسرة، فرائدة ريفية هى من اكتشفت حمى الضنك فى البحر الاحمر، بعد رصدها أعراض سخونية فى عدد من الاسرة فأبلغت مديرية الصحة وتم إرسال الفريق الوقائي، وللرائدات دور عظيم فى مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس «سى» لتعريف السيدات بأماكن ارتكاز القوافل.
الحوافز السلبية 
هل نحن فى حاجة لقانون يحدد عدد الأطفال لكل أسرة؟

هناك 3 نواب قدموا مشروع قانون ينص على حرمان الأطفال بعد الطفل الثالث من دعم الدولة، ونحن كبرنامج تنفيذى لتنظيم الأسرة لا نروج لذلك، ولا نوافق على الحوافز السلبية، ونؤيد تبنى مفهوم الاسرة الصغيرة وتحفيزها إيجابيا ورفع الوعي، وصدور قانون يلزم كل مؤسسات الدولة برفع وعى المصريين والترويج للاسرة الصغيرة.
 التضامن أطلقت حملة «2 كفاية» فى الوقت الذى أطلقت فيه الصحة حملة «طفلين وبس» لماذا لم يتم التنسيق بين الوزارتين؟
حملة 2 كفاية اطلقتها وزارة التضامن للمنتفعات من برنامج تكافل، ولديها ميزانيتها الخاصة، اما حملة طفلين وبس التابعة لوزارة الصحة تستهدف 15 مليون سيدة فى سن الإنجاب فى جميع ربوع الجمهورية بما فيهن السيدات الخاضعات لبرنامج تكافل.