حكايات| امتثال محمود.. شاعرة سودانية حاربت الإبادة بـ«الأبيات»‎

امتثال محمود
امتثال محمود

«قلت لي يومًا بأنني أبدو جميلة عندما أغضب، حسنًا.. أنا على وشك أن أصبح فاتنة».. هذا ما اختارته الشاعرة السودانية امتثال محمود لتعبر به عن الحالة التي تكون عليها وهي تلقي الشعر، «الغضب».. فلن يكون أحد سعيدًا وهو يتحدث عن الإبادة الجماعية.


«امتثال» أو «إيمي» فتاة سودانية ولدت في دارفور، حيث المدينة التي شهدت مجازر إبادة جماعية، وكانت واحدة ممن شاهدوا المئات وهم يقتلون، الآلاف وهم يجبرون على الهروب من وطنهم، وجدها الذي مات لأنه لم يغادر معهم.. لتحارب كل ذلك بالكلمات الغاضبة التي تكتبها.

أكتب لأثبت للعالم أني موجودة

تحدثت «إيمي» عن قصتها خلال حديثها في منصة «TED» الشهيرة، حكت كل ما مرت به، كل ما شاهدته، عن غضبها من عدم الحديث مع أسرتها خلال تناول الشاي في الصباح لأن صوت الطائرات التي تحوم فوق رؤوسهم أعلى، وعن اليوم الأول الذي عرفت فيه معنى كلمة «إبادة جماعية»، عن أمها وعن جدتها، وعن وجهها الذي لا يُظهر ما تشعر به.

تقول «إيمي»: «كان عمري 10 أعوام فقط عندما عرفت معنى كلمة إبادة جماعية، كانت أمي تبكي، سألتها: لماذا ندفن كل يوم شخصا جديدًا؟، لا أتذكر الكلمات التي اختارتها أمي وقتها لوصف مصطلح الإبادة الجماعية، لكني أتذكر ما شعرت به، شعرت أننا وحيدين، لا أحد يرانا.. عندها كتبت لأجبر العالم على رؤيتنا.. وقتها كتبت أول قصيدة لي عن دارفور».

وأشارت الشاعر السودانية، إلى أنها اختارت أن تكتب الشعر لأنه بكل بساطة قادم من أعماق نفسها، يعبر عنها وعن كل تجاربها في الحياة، يعبر عنها ككل.


سودانية أبهرت العالم

«سودانية أبهرت العالم».. كلمات اختارتها صحيفة «الجارديان» البريطانية لكي تصف امثتال محمود، في التقرير الذي نشرته عنها على موقعها الإلكتروني.


وقالت الصحيفة، إن امتثال شاعرة استثنائية استطاعت أن تبهر العالم خلال مشاركتها في المنافسة العالمية الكبرى لفنون الشعر الفردية – خلال العام 2015- في الولايات المتحدة وذلك عبر إلقائها قصيدتها «MAMA». 


وأضافت «الجارديان»، أنه مع انتهاء الشاعرة السودانية من إلقاء قصيدتها كان جميع الحضور يقفون في انبهار، ومنحتها وقتها لجنة الحكم الدرجات الكاملة.

«لقد كتبت تلك القصيدة في واحدة من أكثر أوقات حياتي ظلاما.. كنت على متن طائرة مُتجهة إلى السودان بصحبة والدتي لحضور جنازة جدتي.. كنت أفكر وقتها أن تلك السيدة نجت من كل شيء، الحرب الأهلية، المجاعات، ثم ماتت في النهاية بسبب السرطان.. بسبب أنها لم تتلقى العلاج المناسب».. هكذا لخصت إيمي تجربتها في كتابة قصيدتها «MAMA».

أصبح أجمل عندما أغضب

«لديكي خيال واسع.. وآلاف الطرق للبكاء.. فتاة حزينة.. لكن وجهي له رأي آخر.. يركز طاقته كلها على الابتسام كي لا تضيع على الشعور بالألم.. عيناي ثقيلتان من عدم النوم إلا أنهما دائما مفتوحتان على اتساعهما»..  بتلك الكلمات عبرت إيمي عن مشاعرها التي دائما ما تخرج في صورة الغضب «الذي يجعلها أجمل».

وفي قصيديتها «JOKE» أو «مزحة» تظهر إيمي في بداية القصيدة، وهي تبتسم ابتسامة عريضة، إلا أنها تبدأ في التحول لوجه آخر وهي تتحدث عن ما تعانيه النساء من قهر حول العالم.. وجه آخر غاضب مما رأى.