حكايات| ابن بطوطة «الجديد».. بـ«البسكلتة» يلف مصر «كعب داير»

 محمد أبو عجيزة متنقلا بين المحافظات
محمد أبو عجيزة متنقلا بين المحافظات

ما إن منحه عمله وزوجته وطفلاه «تأشيرة» تحقيق حلم العمر، لم ينتظر محمد أبو عجيزة كثيرًا ليستقل دراجته ويبدأ رحلة التبرك بتراب مدن مصر من شمالها لجنوبها، قاطعًا مئات الأميال.

 

محمود أبو عجيزة الشهير بـ«المصري»، أحد أبناء مركز بسيون بمحافظة الغربية، شاب في مقتبل الثلاثين من عمره، اختار طريقة خاصة ليعبر بها عن حبه لمصر والمساهمة في تنشيط السياحة الداخلية بين المحافظات المختلفة.

 

رحلة 15 يومًا

 

من بسيون أعطى «ابن بطوطة» القرن الواحد والعشرين ظهره للشمال، متجهًا صوب مدينة أسوان في أقصى صعيد مصر، ليبدأ رحلة الـ15 يومًا بين شوارع ومدن المحروسة، تاركًا في القناطر الخيرية والأهرامات والواحات قطرات من عرقه إلى أن استقر في أسوان، مسجلا مشوار الـ1750 كيلومترًا.

 

أقرأ حكاية أخرى| أسرار صيادين «على باب الله» 

 

«المصري» لا يتوقف عن الحديث عن إنجازه في كل مدينة يمر بها، يدخل قرية محدثًا أهلها عن جمال كل شبر في مصر، ثم يودع أهلها بابتسامته المعتادة.

 

سيلفي كل يوم

 

ورغم المشقة التي واجهها الشاب إلا أنه يجد فيها متعة تحقيق الحلم، وكل لحظة لا يخجل في توثيقها بطريقة السيلفي  أو يجعل أحد أبناء المنطقة يصوره ثم يرفعها على صفحة الترحال الخاصة به، مؤمنًا أن ممارسته لتلك الهواية بدافع وطني، بدعم من أسرته وأصدقائه.

 

التعرف على عادات أهالي المدن والمحافظات المختلفة، والواحات البحرية، تحديدًا متعة يومية لـ«المصري»، فأبناء الواحات لا يعرفون الخيانة، ولا يوجد تاجر يغلق متجره في حالة ذهابه إلى الصلاة، ولا تاجر ينقل بضاعته إلى داخل المتجر في المساء خوفًا من سرقتها، فالجميع يخشى على غيره، ويغير على مال غيره وكأنه ماله، ولعل هذا أكثر ما يستفاد به من رحلاته.

 

أقرأ حكاية أخرى| تصنيع الحناطير بطنطا

 

ظل «المصري» يتنقل بين المدن حتى حط رحاله في النوبة، ليختم بذلك خط مساره في الأطلس المصري، مستمعًا بموسوعة المعرفة الخاصة، فعلى الحدود الجنوبية لا تزال ذاكرته تحتفظ بمشاهد الرقص الجماعي التي يشترك فيها الرجال والنساء، والتي أبى أن يخرج منها دون أن يتخذ 20 صديقًا بين حواريها.