البرلمان العربي: مستمرون في استثمار الدور المتصاعد للدبلوماسية البرلمانية العربية

 الدكتور مشعل بن فهم السلمي
الدكتور مشعل بن فهم السلمي

افتتح د.مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، الجلسة الخامسة والأخيرة لدور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي،الأربعاء 4 يوليو ، والذي بدأ أعماله من أرض السودان في الخرطوم واختتمه في القاهرة أرض الكنانة.

حيث رحب باسم البرلمان العربي بمعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية مقدراً لمعاليه استجابته لدعوته لتقديم إحاطة أمام البرلمان العربي، في إطار الحرص على توحيد الجهود تحت مظلة الجامعة العربية، لمواجهة التحديات الجسيمة التي تمر بها أمتنا العربية.

وأكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته أن دور الانعقاد المنصرم شهد تطورات عربية بالغة الدقة، من توترات سياسية، وأزمات اقتصادية، وضرب للقضية الفلسطينية في جوهرها بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لقوة الاحتلال الغاشمة، واستمرار التدخل الخارجي في الشؤون العربية. قائلا إن البرلمان العربي كممثل للشعب العربي يرصد ويتابع التطورات، ويتصدى للتحديات، التي شكلت جوهر عملنا ونشاطنا، وحتمت علينا مضاعفة الجهد، وتستوجب منا جميعاً قادة وشعوباً أفراداً ومؤسسات التصدي لها، بوحدة الموقف العربي وتعزيز التضامن العربي الصادق، والعمل على تقديم الحلول لهذه التحديات والصعوبات، بما نملك من أدوات وصلاحيات وإمكانيات.

وأوضح د.مشعل السلمي، أن البرلمان العربي كان له خلال هذا الدور العديد من النشاطات والأعمال والجهود لتحقيق طموحات وآمال الشعب العربي، في مقدمتها قضية العرب الأولى فلسطين، فكانت خطط العمل الثلاث: التصدي للتغلغل الإسرائيلي في افريقيا، ومواجهة قرار الإدارة الامريكية المرفوض الاعتراف بالقدس عاصمةً لقوة الاحتلال، ومواجهة ترشح قوة الاحتلال لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي، مؤكدا استمراره في العمل دعماً لصمود اشقائنا الفلسطينيين، حتى ينالوا حقوقهم المشروعة في قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، مثمنا عالياً إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة للجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والموافقة على طلب الحماية الدولية له، وهذا ما دعا إليه من خلال الرسالة التي أرسلها للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن ذلك.

وأضاف رئيس البرلمان العربي، أن أعمال وجهود البرلمان العربي أثمرت خلال دورة الانعقاد عن صدور العديد من الوثائق وخطط العمل، في مقدمتها الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب، والتقرير الأول عن الحالة السياسية في العالم العربي، وخطط العمل الثلاث الخاصة بفلسطين، وخطة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وخطة دعم الدول العربية الأقل نمواً، ويعمل البرلمان العربي الآن على إصدار تقرير حالة حقوق الإنسان في العالم العربي، وتقرير للحالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي، كما يتم التحضير لإصدار خمسة قوانين استرشادية في مجالات: التعليم العالي والبحث العلمي، وحفظ الآثار العربية، وشبكة أمان اجتماعي عربي، وتحقيق الأمن الغذائي العربي، وجذب رؤوس الأموال العربية داخل العالم العربي .

وأشار د. مشعل السلمي، إلى ما قام البرلمان العربي بتفعيل الدبلوماسية البرلمانية العربية من خلال توثيق العلاقات وتعزيزها مع الاتحاد البرلماني الدولي، وبناء شراكات قوية مع البرلمانات الإقليمية المماثلة، والذي أثمر عن تبنى الاتحاد البرلماني الدولي مقترح رئيس البرلمان العربي بشأن إنشاء "المنتدى الدولي للبرلمانات الإقليمية" وتم البدء في التحضير لعقد هذا المنتدى في المكسيك قريباً.

وقال رئيس البرلمان العربي "وإذ ننهي دور الانعقاد، فأننا نحمل معنا ملفات وتحديات جسام لا زالت تعصف بعالمنا العربي، وستكون على أوليات جدول أعمالنا في دور الانعقاد القادم، وسنستمر في استثمار الدور المتصاعد للدبلوماسية البرلمانية العربية للتصدي لكل من يحاول إضعاف الموقف العربي الموحد، والوقوف ضد كل ما يُدبر من مؤامرات وإثارة الفتن بين أبناء الأمة العربية والمخططات الخبيثة والمغرضة والمدفوعة من قوى إقليمية ودولية، وسوف ندعم المبادرات العربية لمساندة الدول العربية لبعضها البعض، وفي هذا الإطار أوجه تحية إعزاز وتقدير وشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي بادر بالدعوة لعقد اجتماع لتقديم الدعم المطلوب للمملكة الأردنية الهاشمية والشكر والتقدير لدولة الامارات العربية ولدولة الكويت لاستجابتهم السريعة وتقديمهم الدعم المطلوب لمساعدة الأردن، كما نشكرهم ايضاً، على تقديم برنامج متكامل لدعم الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار المالي بمملكة البحرين".

وأكد الدكتور مشعل السلمي تمسك البرلمان العربي بالحل السياسي للأزمات التي التي تمر بها بعض دولنا العربية باعتباره الحل الأنجع لهذه الأزمات، بدءًا من الصراع في سوريا تلبيةً لتطلعات الشعب السورى والحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وعروبتها، وطالب النظام السوري ودولتي روسيا وإيران باحترام منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا وحملهم المسؤولية الكاملة لما يترتب على خرق منطقة التصعيد، كما دعم دولة العراق وتطلع أن تفضي الانتخابات التي جرت مؤخراً في تفعيل الحوار والمصالحة والوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي، كما وضح عمله على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية بهدف الوصول إلى تسوية سياسية تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، كما أعلن البدأ في تنفيذ خطة البرلمان العربي لرفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والتي شهدت مشاركة وفد رفيع المستوى عن جمهورية السودان برئاسة صاحب المعالي أسامة فيصل وزير الدولة بوزارة الخارجية وهي معروضة أمام البرلمان اليوم. 

وجدد رئيس البرلمان العربي الإلتزام بدعم الشرعية الدستورية بجمهورية اليمن، مراقبا عن كثب تطورات الوضع في الحديدة، ومؤكدا دعمه لقوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، والتصدي لما تقوم به ميليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، من اعتداءات على الشعب اليمني وعلى دول الجوار اليمني من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية ايرانية الصنع، الأمر الذي يمثل تهديداً للأمن القومي العربي والإقليمي.