حوار| شريف سلامة يتحدث عن «السهام المارقة» وتلقيه رسائل تهديد

شريف سلامة
شريف سلامة

فنان صاحب بصمة خاصة نجح في عدم حصر نفسه في أدوار محددة وأجاد في كل الأدوار التي قدمها فهو الرومانسي العاشق أو الجاسوس أو الضابط وكانت الدقة وحسن الاختيار العامل المشترك بين أعماله سواء كانت كوميديا أو تراجيديا فقدم أعمالا فنية مميزة منها مسلسلات «الخروج»، «حرب الجواسيس»، «الجماعة»، «نابليون والمحروسة» و٤ أجزاء من «الباب في الباب»، «رمضان كريم»، «الخطيئة»، «العار»، «ملكة فى المنفى»، «جنة إبليس»، «حضرة المتهم أبى»، وأفلام «إذاعة حب»، «مرجان أحمد مرجان»، «الباب يفوت أمل»، «مقلب حرامية»، «سوء تفاهم»، «درس خصوصي»، «دم الغزال» و»تحالف الصبار» وقدم هذا العام شخصية عمار بطل مسلسل «السهام المارقة» إنه الفنان شريف سلامة الذي يتحدث في السطور التالية..


< فى البداية، ماذا جذبك للمشاركة في مسلسل «السهام المارقة» ؟


- أولاً الدور جذبني فور قراءة تفاصيل الشخصية والسيناريو فعندما علمت أنه يتناول قضية من أخطر قضايا الوطن العربي وهى الإرهاب وافقت على الفور لتقديمه، في الحقيقة الجهة المنتجة والمؤلف محمد دياب «شجعوني» فى ذلك، لأن العمل يحمل فكرا ويقدم القضية بسلاسة وموضوعية شديدة ويشهد العديد من التطورات التي تساهم في مواجهة الفكر المتطرف في نطاق اجتماعي، ولن نقول إن المقصود هو داعش فقط أو جماعة بعينها، ولكننا نواجه الفكر المتطرف بشكل عام ونرصد الأسباب المؤدية لذلك من جذورها من خلال رصد طريقة حياتهم من الداخل ومحيطهم ولماذا تحولوا إلى إرهابيين وكيفية التغلب على ذلك.


< ألم تخش من تجسيد هذه الشخصية خاصة أنها قد تستفز الجماعات الإرهابية، وهل جاءتك تهديدات ؟


- لم أخف لحظة، «أخاف من إيه» أنا لا أعرف إذا كانت هناك رسائل تهديدية تم إرسالها على الصفحات التي تحمل اسمي على مواقع التواصل الاجتماعي أم لا لأنني في الأساس خارج «السوشيال ميديا» تماماً ولا أفتح رسائل الإنترنت، ولكن بالتأكيد أن فكرة مواجهة هذا الفكر المتطرف من خلال المسلسل هو أمر أهم من أي تهديدات شخصية فهذا واجبنا كأهل للفن، وأنا ضد التطرف في كل الأوقات، وبذلت في العمل مجهودا كبيرا حتى يخرج بهذا الشكل والحمد لله نال إعجاب الجمهور.


< كيف ترى التعاون مع المخرج ومدير التصوير الفرنسي الجنسية ؟


- هي المرة الأولى التي أتعاون فيها مع المخرج محمود كامل وهو مخرج قدير وواع يعلم جيداً تفاصيل الممثل وهو متعاون جداً أثناء التصوير ليس معي فقط بل مع كافة الممثلين المشاركين في العمل مصريين وعربا ويملك رؤية واضحة، استطاع من خلالها أن يتعاون بشكل مثمر مع مدير التصوير الفرنسى وهو شخص محترم للغاية و»شاطر أوى فى شغله» وأنا سعيد بالعمل معهما.


< هل أثر العرض الحصرى لقناة أبو ظبي على نسب المشاهدة ؟


- العمل الجيد «بيلاقى نجاح في أي مكان» أينما وجد المشاهدون يبحثون عنه سواء تليفزيونياً أو الكترونياً وأكبر دليل على ذلك هو نجاح مسلسلات تليفزيونية تم عرضها خارج دراما شهر رمضان، وبرومو «السهام المارقة» فقط تخطى المليون مشاهدة، أبو ظبي محطة قوية جداً خليجيا ومصرياً ولها جمهورها الخاص والجمهور المصري «ميفرقش معاه» إن المسلسل يكون تم عرضه على قناة مصرية أو عربيه وأعتقد أن عرضه حصرياً على أبو ظبى لم يؤثر إطلاقا على نسب المشاهدة.


< هل قرأت عن الشخصيات الإرهابية قبل التصوير ؟


- نعم، قرأت العديد من الكتب لهذا الفكر المتطرف حتى أتعرف عليه بشكل أكثر عمقاً وليس بشكل سطحي، ومن خلال شخصيات حقيقية سواء مصرية أو عربية، ولكن المسلسل لا يقتبس شخصيات حقيقية قطعاً، هي شخصيات متشابهة للخطوط الأساسية لدى قادة هذا الفكر المتطرف.


< المسلسل فكرة معز مسعود، هل أعطى هذا الأمر للمسلسل مصداقية خاصة أنه داعية إسلامي؟


معز مسعود صاحب الفكرة والرؤية وهو «جواه فنان كبير» وداعية إسلامي معاصر بكل تأكيد له احترافية وخبرة دينية كبيرة وطبعا كان له تجربة ناجحة في تناول مثل هذه القضايا من خلال برنامجه «خطوات الشيطان» الذي عمل على توعية الناس بشكل عام والشباب بشكل خاص وهو الأمر الذي يهدف إليه المسلسل أيضاً.


< ما أصعب مشهد واجهك في التصوير؟


- لا يوجد هناك مشهد معين كان مُرهقاً عن الآخر، لأن كل مشاهد العمل مرهقة جسدياً ونفسياً وذهنياً.


< خاض العمل في حياة الإرهاب من الداخل، هل هناك خطورة في أن يقوم هذا الأمر بتحريض عدد من المشاهدين ولو قليل في الدخول إلى هذه الجماعات ؟


- لا طبعا، نحن نناقش الإرهاب من جذوره، ونعمل على مواجهة هذا الفكر منذ بدايته وننبه ونحذر البعض حول كيفية استغلالهم وما يحدث في قلب هذا الجُرم، ونتعايش داخل واقعهم من خلال خطوط عريضة وأبعاد حقيقية حتى يتم كشف إجرامهم وتطرفهم بشكل أكثر عمقاً ومتكامل.


< أحمد عز أيضاً قدم «أبو عمر المصري» عن الإرهاب، كيف وجدت المنافسة بينكم؟


- قضية تناول الإرهاب واجب وطني ويجب علينا أن نقدم أعمالا تتناوله حتى يتم القضاء عليه تماما وتعود الدول العربية للاستقرار مرة أخرى وهذا واجب وطني وقومي، والطبيعي أن نرى أعمالاً كثيرة تتناول هذا الأمر والجمهور يقرر أي منهم تتم رؤيته أو الاثنين ولكن هدف ورسالة الأعمال اسمي من ذلك أن يكون لهذه الأعمال هدف واحد وأن تحترم عقول المشاهدين، أحمد عز فنان كبير واختياراته جيدة تحترم عقول المشاهدين، وهى منافسة هادفة وجيدة بكل تأكيد، «مبخافش» من المنافسة عموماً، أحمد عز له جمهوره وأنا لى جمهوري ورسائل الأعمال الفنية هي الباقية.


< هل يتشابه «السهام المارقة» مع «غرابيب سود»؟


- لم أشاهد «غرابيب سود» كاملا ولكن على حسب المقتطفات التي شاهدتها، يمكنني أن أقول إن «السهام المارقة» أكثر تعمقا من «غرابيب سود» فريق عملنا كان محترفا تماماً وتعمق في الفكرة جداً وغاص فيها من جذورها، والأبطال والموضوع مختلفان، وأيضا أهداف العمل وطريقة التناول للموضوع.


< ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في التغلب على الإرهاب ؟


- الدور الفني مؤثر جداً على القضاء على الإرهاب، فهناك العديد من الأشخاص السُذج يمكن أن تُجر رجليهم إلى هذا الأمر عن طريق الخطأ، لذا فتناول الموضوع فنياً ساهم في حل المشكلة ويحذر من الوقوع فريسة لهذه الجماعات الإرهابية ويكشف سوء المصير لمن انزلقت قدماه في هذا الوحل.


< خضت تجربة تقديم البرامج مع «قعده رجالة»، هل تنوى خوض التجربة مرة أخرى؟


- إذا حصلت على فكرة عمل تليفزيوني بنفس كفاءة هذا البرنامج فسأوافق بلا تردد، فما جذبني له هو المضمون وأنه من تقديم ممثل وليس مذيع، فالفكرة كانت رائعة و»حلوة جداً» ورصدت السؤال والجواب بشكل لائق يستمتع به الجمهور.


< هل تنوى تقديم عمل فني جديد مع زوجتك داليا مصطفى ؟


- ولم لا إن شاء الله عندما يتواجد نص لعمل فني هادف «يناسبنا» سنوافق على الفور وسنعمل على تقديم عمل فنى ينال إعجاب الجمهور بكل تأكيد.


< خاض معظم أبناء جيلك البطولة المطلقة وتصدر صورهم الأفيش، فهل تُفضل البطولة المطلقة ؟


- أنا الوحيد من أبناء جيلى الذي لم يحصر نفسه في البطولة المطلقة، وليس لدى أي مانع أن أشارك في عمل بطولة جماعية فكما قلت لك الأهم عندي هو العمل ورسالته وماذا سأستفيد عندما أحصر نفسي في تصدر الأفيش و»اشيله لوحدى» وكل هذه الأمور، ما يهمنى هو العمل نفسه «مش أي بطولة وخلاص» لابد أن يكون هناك خطوط عريضة ورسالة قوية للعمل حتى أشارك فيه «أنا طول عمري أهدافي كده».


< أين أنت من السينما ؟


- موجود، ولكنني أقدم فيلما سينمائيا كل سنة أو اثنتين، وأفضل هذه الطريقة، « ولا أحب أن يكون هناك فيلم لى كل أسبوع فالأفضل عدم الظهور كثيراً وتقديم الأفلام الهادفة.