إلى نجوم الإعلانات.. أعيدوا حساباتكم من أجل التاريخ

نجوم إعلانات 2018
نجوم إعلانات 2018

قبل أيام أشرت في كلمات متواضعة إلى سقوط بعض الفنانين في براثن المعلنين، واستغلالهم عبر الإعلانات الخيرية لدعم المرضى والبسطاء، وها هو الأستاذ وحيد حامد يفجر قضية مستشفى "57357" ويرد على جميع الأسئلة التي كانت تدور في ذهني وأذهان كل من يضيق صدره بالإلحاح الذي يدق بابنا كل لحظة، متسولين الجنيهات الزهيدة تحت شعار "تبرع ولو بجنيه"، "انقذ قلب طفل بجنيه".. إلخ.

 

وسياسة الإلحاح التي يسلكها المعلنون للضغط على المشاهد للوصول إلى التبرعات بأي شكل وصورة، كانت مسار استفزاز لكل من يلقيه حظه العسر أمام شاشات التلفزيون ليرفه عن نفسه، بعدما صار التلفاز الوسيلة الوحيدة للمواطن المصري للترفيه عنه بعد غلاء الأسعار.

 

ومع الإلحاح من جانب المعلنين للانقضاض على جنيهات المصريين القليلة للتبرع بها، وتفنن صناع الإعلانات ومخرجيها في تقديم أجمل ما لديهم من أفكار، مستغلين نجوم السينما والمسلسلات في الإعلانات التجارية، والقوة الناعمة لأهل الفن، حتى صار الإعلان يقدم في حلقات تماما مثل المسلسلات.

 

نكتشف الحقيقة المؤلمة من الأرقام التي لا تكذب أبدا، وهي أن إجمالي التبرعات لمستشفى"57357" يزيد عن المليار جنيه، وما ينفق على علاج المرضى سنويا يتراوح بين  160: 200 مليون جنيه، وقيمة المبالغ التي يتم إنفاقها على الإعلانات تصل إلى 136 مليون جنيه، مع الأخذ في الاعتبار عبارات الشكر التي تكتب لتبرع النجم بالإعلان لصالح الجهة المعلن عنها، في الوقت الذي يتكلف علاج المرضى كما أوضحت ميزانية عام 2017 من تقرير المراقب المالي 164 مليون جنيه، والأرقام المستفزة في الميزانية كثيرة، ولكن ما يعنينا هنا هو استغلالهم لنجومية النجم وشعبيته.

 

تلك الأرقام تكشف زيف المنظومة، وسقوط النجوم ضحية عواطفهم الجياشة ظنًا منهم أنهم يقدمون الخير للإنسانية والوطن، في حين أنهم سقطوا في براثن "الأذكياء"! ولعبوا في منطقة لا تخصهم، متصورين أنهم يمدون يد العون للغير، ويزيدون من رصيدهم لدى الجمهور، وكان الأجدى لهم لو ادخروا مجهوداتهم البناءة في قرائه سيناريوهات أو أعمال أدبية تفيد تاريخهم الفني، ويترجموها إلى أعمال من شأنها أن تشحذ همم المشاهدين، وهو مجال تخصصهم الفعلي، أو كما كانت تقدم كوكب الشرق أم كلثوم عندما كانت تقيم الحفلات للتبرع من أجل مصر في مجالها الغنائي. 

 

والذي لا أفهمه.. لماذا يسعى كل إنسان أن يعمل ما ليس به علم، وتلك الآفة هي كارثة المصريين الكبرى.. فالنجم الذي يرضى أن يكون سلعة للمعلنين.. عليه أن يعيد حساباته من أجل شعبيته التي قد تهتز في زمن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ترصد وتحاسب كل هفوة صغيرة بلا رحمة ولا تقبل بالخديعة.