صور وفيديو| أسرار المتحف الحيواني وسيلة التثقيف والجذب السياحي 

المتحف الحيواني
المتحف الحيواني

للوهلة الأولي عندما تضع قدمك داخل المتحف الحيواني بحديقة حيوان الجيزة، تحس أنك دخلت أدغال أفريقيا أو ربما تشاهد فيلم «أفريكانو»، تلك الحياة البرية المفتوحة والتي تحتوي على كل الحيوانات والزواحف والهياكل المحنطة، التي لم نعاصرها ولا نسمع عنها إلا في الروايات وأفلام الأساطير.


يعتبر المتحف الحيواني هو أول متحف حيواني يتم إنشاؤه فى مصر والشرق الأوسط ويضم أقدم معروضات للحيوانات المحنطة والهياكل العظمية وأدوات لعرض دورة حياة الحيوانات، بالإضافة إلى مجموعات مختلفة من المومياوات الأثرية.


وترصد «بوابة أخبار اليوم» في تقريرها بالصور والفيديو أسرار وخبايا المتحف الحيواني بحديقة الحيوان بالجيزة منذ إنشائه عام  1906، وحتى الآن في عام 2018.


«أقدم متحف حيواني» 


أوضح د. سمير إبراهيم رئيس قسم التنصيف والعرض بالمتحف الحيواني أن المتحف الحيوان يعد أقدم المتاحف الموجودة بالشرق الأوسط،  وتم أنشائه عام 1906، حيث كان يحتوي على نماذج من المحنطات النادرة والهياكل العظمية والجلود والجماجم لمعظم الحيوانات والطيور والزواحف البرية، وتم تجديده عام 1962 وعمل دواليب خشبية لوضع الحيوانات المحنطة بداخلها ، وفي عام 1988 تم تجديده مرة أخري وعمل دواليب  معدنية ذات وجهات زجاجية  والتي تشبه البيئة الطبيعة التي يعيش فيها الحيوانات وكان يضم بعض الحيوانات البرية وطيور البيئة المصرية ، ثم أغلق المتحف  ما يقرب من 18 عام  منذ عام 1998 وحتي عام  2015 ، ثم أعيد تطويره وافتتاحه بعد التطوير عام 2015.


«لغة الأرقام»


تم إعداد قاعدة بيانات للمتحف تضم جميع محتوياته من أعداد وأنواع وأسماء علمية للمحنطات،  حيث يضم المتحف 1352 طائرا مُحنطا، 555 من الثدييات، و259 من الزواحف، و115 من الجماجم، 49 من الرءوس، و35 من الهياكل العظمية، ويعود عمر بعض تلك المحنطات إلى عمر حديقة الحيوان نفسها الذي تجاوز المائة عام، بينما يعود بعضها لأواخر القرن التاسع عشر، أما أحدث مومياء في المتحف فهي لإنسان الغاب، حيث تم تحنيطه منذ خمس سنوات مضت.


«مكونات المتحف الحيواني»


قال د. سوزان كمال مدير إدارة المتاحف  بالحديقة، إن المتحف الحيواني بعد أن تم إغلاقه لمدة 18 عاما  تم تطويره  ليضم 3 طوابق بدلا من طابق واحد كان يحتوي على كل الحيوانات والهياكل، مشيرة إلى أن الدور الأول يحتوي على 10 فاترين، الفاترينة الأولي تضم البيئية الإفريقية وكل الحيوانات التي تعيش فيها، والفاترينة الثانية تضم البيئة المائية والتي تعيش فيها الزواحف  والطيور والحيوانات التي تعيش على الشواطئ، ثم الفاترينة الثالثة والتي تضم الحيوانات والزواحف التي تعيش في البيئة الصحراوي مثل الثعالب والفنس، والفاترينة الرابعة تضم الحيوانات التي تعيش في البيئة البحرية مثل سبع البحر والبجعة، ثم فاترينة بيئة الأمازون وتضم الحيوانات التي تعيش في البرازيل، وهناك فاترينة للقردة وتطورها منذ أن تم اكتشافها، وهناك فاترينة لإنسان الغاب الشمبانزي، ثم فاترينة القوارض والسنجاب، ثم فاترينة حيوانات أكلة اللحوم مثل الأسود والفهود والدبابة ، ويتوسط المتحف الهياكل العظمية.


وأكد سوزان أن أغلب الحيوانات والهياكل الموجودة بالمتحف هي حيوانات كانت موجود في الحديقة ونفقت بسبب كبر السن لو للمرض وتم تحنيطها، وهناك أيضا فوناطات من الخارج وتم مصادراتها أو هدايا مثل إوز الفول الذي احضره الملك فاروق عام 1943 ، وطيور الجوارح من صقور ونسور ورحمة والطيور التي تعيش على الشواطئ والحمام واليمام والبغبانات وأبو قرن والبومة وهناك أيضا 3 فاترين للعصفوريات  وتضم أنواع جميلة ونادرة.


أما الطابق الثاني محنطات حيوانات البيئة المصرية والزواحف وقاع البحر وكهف يحتوى على هياكل عظمية للمقارنة العلمية بين الإنسان والشمبانزى وإنسان الغابة والقردة وعرض للمقتنيات القديمة ومجموعة فراشات وحشرات تعرض لأول مرة بالمتحف، بالإضافة إلى الطابق الثالث الذي يضم عرض للطيور طبقا للتقسيم العلمي للرتب المُختلفة.


كما يوجد بدروم أسفل المتحف لتخزين المحنطات التي لم يتم عرضها في المتحف، وتوجد حجرتان بمدخل المتحف إحداهما للمؤتمرات والمحاضرات وتضم مجموعة صور للوفود والزيارات الهامة للحديقة، والحجرة الأخرى تضم المجموعات العلمية النادرة والتي تعتبر مجموعة مرجعية ضخمة في تقسيم وتصنيف المملكة الحيوانية، وهي مجموعة علمية موجودة في مصر فقط، والتي يبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض و 6254 طائر ويرجع إليها عند تعريف أي من الثدييات والطيور والزواحف فهي تخدم بذلك الدارسين في علم الحيوان في جميع المجالات.


دور سياحي وتثقيفي


 يعد المتحف صرح ثقافي تعليمي يوفر المعلومات العلمية الصحيحة والمتنوعة عن منظومة البيئة من حيوان ونبات بشكل متكامل بداية من التصنيف العلمي والمعيشة والبيئة المحيطة وكيفية الإيواء والسلوكيات، كي يخدم الزائرين من كافة الأطياف شاملة في ذلك الأسرة المصرية والطلاب والهواه والعاملين في مجال البيئة والحيوان من المتخصصين وطلبة كليات العلوم والزراعة والطب البيطري، كذلك تستهدف الأطفال في  منظومة بيئية مصغرة تحاكي البيئة الأم.


ويساهم أيضا المتحف الحيواني باعتباره الأول والأقدم في الشرق الأوسط ويحتوي على كثير من الهياكل والمحنطات الأثرية في جذب السائحين المهتمين بالبيئة وحدائق الحيوان وهذا يعكس رسالة دولية تعكس الدور المصري في الحفاظ علي البيئة.