حكايات| في الأزهر «الجديد».. «شباكنا ستايره حرير» بصوت المرأة ليس عورة

فرقة جامعة الأزهر
فرقة جامعة الأزهر

في «الأزهر» دون سواه يبدو كل شيء مختلفًا، «جامع وجامعة» لا آخر لهما، في الأول صلاة وفي الثانية «إبداع» على كل شكل ولون، ومن هنا حمل طلاب أزهريون فؤوسًا لتحطيم صورة «أصنام التشدد» المُتخذة عن الجامعة. 

 

كوكتيل أغاني لـ16 طالبًا وطالبة في جامعة الأزهر، بدأ من «نعيش لمصر» ثم شق طريقه إلى «شباكنا ستايره حرير»، أثبتوا من خلاله أن المستحيل ليس أزهريًا، برعاية كاملة من رئيس الجامعة، ليضعوا معًا خريطة أول فرقة غنائية «مختلطة» وفرقة فنون شعبية.

 

في أزهرنا.. الدلوعة والعندليب وموسيقار الأجيال 

 

للوهلة الأولى، بدا المشهد لدى البعض غير مألوف، بداية من استحضار شادية وعبد الوهاب والعندليب إلى الحرم الجامعي، لتبدأ مدافع الهجوم على مسئولي جامعة الأزهر تلقي بقنابلها في وجه من سمحوا بالغناء والاختلاط. 

 

كل ما سبق شيء، ومفاجأة أعداد المتقدمين للمشاركة في مسابقة الغناء شيء آخر، إذ تقدم ما يزيد على 600 طالب وطالبة للمشاركة بالفرق المختلفة، قبل الاستقرار على 16 فقط للأداء النهائي.


 

 

أعمالنا لا تدين «الأزهر»

 

بنبرة ثقة، تحدثت مسئولة النشاط الفني بجامعة الأزهر، ابتسام زيدان لـ«بوابة أخبار اليوم» عن مشاركة جامعة الأزهر في مسابقة غنائية، مؤكدة أن الفكرة تتمثل في تقديم الغناء والفنون الشعبية والأعمال المسرحية باحترام، قائلة: «أعمالنا لا تدين الأزهر».

 

قدمت الفرقة الطلابية فرحًا شعبيًا على المسرح كأحد الأعمال – بحسب زيدان – قبل أن تنتقل إلى العمل الثاني الخاص بالفنون الشعبية، والذي تضمن ما يخص الجامع الأزهر، وكيفية اللجوء لله والتوبة من المعاصي. 

 

«ابتسام» رأت أن الانتقاد يكون دائمًا مع أي عمل جديد، مؤكدة أن المنتقدين لم يمنحوا لأنفسهم فرصة لمشاهدة الأعمال وتقييمها، بل اهتموا بما بين السطور دون المحتوى.

 

صوت المرأة.. ليس عورة

 

الإنشاد مثل الغناء..  بهذه الكلمات الثلاث، ردت «زيدان» على تعليق البعض بأن صوت المرأة عورة ولا يجوز لها الغناء، مؤكدة أن صوت المرأة ليس عورة.. «في إنشاد مرحب به في الأزهر ويضم أصوات نسائية، والإنشاد مثل الغناء، وأعمالنا في أغلبها وطنية أو تواشيح».

 

الفكرة لم تدخل في إطار التنفيذ إلا بعد موافقة رئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوي، والذي حرص على حضور البروفات بنفسه، ووفر الدعم الكامل ماديًا ومعنويًا لإحضار مدربين متخصصين، وحضر العرض الأول للمسابقة والحفل الختامي واستلم الجائزة نيابة عن الطلاب، وفقًا لما أكدته مسئولة النشاط الفني بجامعة الأزهر.

 

«شباكنا ستايره حرير».. مفروضة بالاسم

 

ورغم حماسة «زيدان» للفرقة وكل ما تقدمه من إنشاد ديني وأغانٍ وطنية فقط، إلا أنها اعترفت بأن أغاني «شباكنا ستايره حرير، والحلوة داير شباكها، وليه تشغل بالك، ويا شاغلني بالحب» اضطروا إلى تقديمها بعد فرضها عليهم من قبل القائمين على المسابقة. 

 

ومع تزايد الاتهامات عن الاختلاط، تمسكت بأن الفرق الغنائية موجودة في الجامعة بالفعل، ولكن لم تكن مختلطة، والاختلاط فيها قاصر على وقت البروفات فقط، وتم اختيار الطلاب بعناية، ثم بدأ الاختيار والاختبار منذ شهر أكتوبر الماضي عن طريق دكتور حسن فكري قائد فرقة عيون مصر بالإذاعة والتليفزيون، والدكتورة نهلة بكير بكلية التربية الموسيقية.

 

الهدف.. استغلال المواهب 
 

من أخصائية اجتماعية وتخاطب إلى مسئولة الأنشطة بجامعة الأزهر، وجدت ابتسام زيدان أن معظم الأنشطة قاصرة على الطلاب دون الطالبات حتى الرسم، واكتشفت أن الكثير من الطالبات موهوبات في مجالات مختلفة ويستحققن فرصة.

 

بهذه القناعة، آمنت «زيدان» بأن هناك سببًا كافيًا لها لتحويل يوم الطلاب والطالبات إلى يوم مثمر بدلًا من استغلال وقت فراغهم في أمور غير مفيدة، وساندها أولياء الأمور وربما هم أكبر حافز لأبنائهم.

 

لا مشاركة دون تفوق دراسي

 

مسئولة النشاط شددت على أن هناك حرصًا شديدًا على مستوى المواهب المشتركة في المسابقات؛ حيث يتم متابعة حضورهم المحاضرات وتقييماتهم، ومعظمهم كليات عملية من بينها الطب والهندسة، وجميعهم من أوائل دفعاتهم. 

 

غير أن ما تردد عن وجود رقص في فرقة جامعة الأزهر، أمر نفته مسئولة الأنشطة شكلا وموضوعًا، مؤكدة أن الفتيات يؤدين حركات وهن في أماكنهن تعبر عن العرض، أما التحرك فمقتصر على الأولاد فقط، ورغم هذا حصل الفريق على المركز الأول في هذا المجال خلال مسابقة إبداع السنوية. 

 

لم تختم زيدان حديثها إلا بعد أن وعدت بمفاجآت ستقدمها جامعة الأزهر، الفترة المقبلة، من بينها نية الفريق تقديم أغانٍ من تأليفه، والاهتمام بشكل أكبر بالأفلام القصيرة، ومسرحية في أحد مراكز الفنون التابعة لوزارة الشباب والرياضة،  تشمل قضايا التعليم والصحة والمواصلات وكرة القدم.