جدل «البوركيني والحجاب» يعود من جديد في أوروبا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن حالة الجدل التي أثيرت في أوروبا عقب توافد اللاجئين المسلمين والعرب إلى هناك هربًا من الحروب والنزاعات، على مدار الأعوام الماضية لم تنتهي بعد، فحتى الآن مازالت قضايا مثل ارتداء الحجاب والبوركيني تتصدر اهتمامات السياسيين وتخلق نزاعات بينهم حول حرية العقيدة والمساواة.


البوركيني في ألمانيا

 

 


فوفقًا لموقع BBC، الثلاثاء 26 يونيو، تسببت مدرسة ألمانية بإشعال جدل سياسي بين عدد من النواب البرلمانيين بعد أن قامت بشراء نحو عشرين قطعة من البوركيني ومنحتها لطالباتها المسلمات اللواتي كن في المعتاد يرفضن حضور حصص تعليم السباحة.


ودافعت وزيرة الأسرة بالحكومة «فرانزيسكا جيفي» عن حق الفتيات المسلمات في ارتداء البوركيني، وذلك خلال تصريحات صحفية لها قالت فيها: «إنه من حق الفتيات ارتداء البوركيني في المدارس خلال حصص السباحة لكي يتمكنوا من ممارسة الرياضة».


وعلى الرغم من أن المبلغ الذي تم استخدامه لشراء «البوركيني» كان تبرعًا خاصًا ولم يكن من ميزانية المدرسة أو أموال الطلاب، انتقدت نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، جوليا كلوكنر، قرار المدرسة قائلة إنه يمثل تفرقة في المعاملة بين الفتيات في المدرسة.


جدير بالذكر أن زي السباحة الإسلامي أو ما يسمى بـ«البوركيني» سبب الكثير من الجدل على مدار السنوات الماضية خاصة في فرنسا و ألمانيا وايطاليا وذلك بعد أن ارتفع عدد من أصوات السياسيين اليمينيين ضد وجود المسلمين وخاصة من يرتدون الحجاب و النقاب والبوركيني في تلك الدول في أعقاب عدد من الهجمات الإرهابية التي ضربت تلك الدول وثبت تورط لاجئين من أصول عربية فيها.


كما كانت محكمة فرنسية قد فرضت غرامة مالية على امرأة ارتدت البوركيني على شاطئ عام،  كما منعت المسلمات من ارتداءه على الشواطئ، حيث قالت الحكومة الفرنسية السابقة في ذلك الوقت إنه «لا يتناسب مع القيم الفرنسية التي نسعى لنشرها في المجتمع». 


و ذكرت صحيفة بليد الألمانية أن ارتداء البوركيني سيكلف صاحبته غرامة قدرها 38 يورو في مدينة كان الفرنسية.


الحجاب في فرنسا 


لم يتوقف الأمر في فرنسا فقط عند جدل «البوركيني»، لكنه امتد ليشمل الحجاب الذي يعتبر محظورًا في الأماكن العامة وفقًا للقانون منذ عام 2004. وفي تصريحات صحفية للرئيس الحالي ايمانويل ماكرون، ابريل الماضي، قال إن المساواة بين الرجل والمرأة مبدأ مهم في فرنسا، «لذلك فنحن لان نفهم فكرة الاختلاف أو المسافة أو الفصل التي يشكلها الحجاب بعض الشيء. إنه يصدم فلسفتنا العميقة، وحياتنا المشتركة».


وأضاف ماكرون أنه على الرغم من ذلك يجب أن نحاول «شرح الأمر والاقتناع بفكرته» لان إصدار قانون لحظره في الشارع يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية وفقًا لتصريحاته.


قضية مريم بوجيتو

 

 

 


تسببت الطالبة ذات الـ19 عامًا، مريم بوجيتو، في عودة الجدل حول فكرة وجود الحجاب في فرنسا مرة أخرى والمغزى من ورائه. فإلى جانب كونها طالبة بجامعة السوربون، فإن بوجيتو ترأس اتحاد الطلبة بالجامعة المسمى اختصارا بـ «أوناف».    


وتسبب نشاط الفتاة الجامعي وظهورها في فيديو ينتقد قرارات إصلاحية سعت الحكومة الفرنسية لفرضها على التعليم خلال الفترة الماضية، الكثير من الانتقاد حول نواياها في الظهور بالحجاب والحديث عن شئون سياسية من وجهة نظر المنتقدين.


ويزعم منتقدي بوجيتو أنها كانت تسعى للترويج للإسلام السياسي من خلال ظهور بالحجاب في الفيديو المعارض لماكرون.


من جانبها أكدت الفتاة الفرنسية في تصريحات للرد على الانتقادات الموجهة إليها إن مزاعم استخدام الحجاب كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية «أمر محزن» بالنسبة لها. وتابعت قائلة: «إنها عقيدتي، حجابي ليست له وظيفة سياسية».


ومن ضمن المنتقدين للفتاة الفرنسية، مارلين شيابا، وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء، حيث قالت إن الأمر يعد «شكلا من أشكال الترويج للإسلام السياسي»، مضيفة أن اتحاد الطلبة «أوناف» ينبغي أن «يخبرنا عن القيم التي يرغب في ترويجها، بوضوح ودقة»، وفي الوقت ذاته، وصف وزير الداخلية ظهور بوجيتو بالحجاب بأنه «استفزاز» وعمل «صادم» له.