«الرمال السوداء».. الكنز المنسي

«الرمال السوداء».. الكنز المنسي
«الرمال السوداء».. الكنز المنسي

كنز تبوح به سواحل مصر المطلة على البحر المتوسط في المناطق الواقعة بين رشيد إلى رفح بطول ٤٠٠ كيلو متر، أنه «الرمال السوداء» التي تنتشر في 11 موقعا بتركيزات مرتفعة،طبقاً لآخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية. 

 

ويضم الخام 6 معادن ثمينة أبرزها الألمنيت والزركون اللذان يدخلان في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والسيراميك بالإضافة إلى الروتيل الذي يستخرج منه التيتانيوم ويعد كنزا استراتيجيا أيضاً يساهم في صناعات مختلفة .

 

بالإضافة إلى انه عنصر أساسي في صناعه البويات، والماجنتيت الذي يعد من أهم الخامات التي تستخدم في صناعه الحديد، والجارنيت الذي يساهم في صناعات عديدة ويبقى المعدن السادس الاستراتيجي هو المونازيت والذي يعد اقتصاديا هو الأخر ولكن لندرته أصبح استراتيجيا حيث انه يحتوى على اليورانيوم والثوريم اللذين يدخلان في صناعه المفاعلات النووية ذات الاستخدامات السلمية وغيرها من الصناعات الهامة، الأرقام تؤكد أن مصر تمتلك أكبر احتياطي في العالم يبلغ مليارا و200 مليون طن.

 

«الأخبار » زارت أحد أهم مواقع الرمال السوداء بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ ورصدت جهود الدولة لاستغلالها وناقشت رئيس الشركة المسئولة عن استغلال الرمال السوداء حول ما يحمله الخام من آمال وطموحات لدعم الاقتصاد القومي.

 

فى موقع المشروع تنتشر معدات ثقيلة وأعمال تجرى على قدم وساق للإعداد لتنفيذ المشروع.التقينا بالعميد طارق راغب مدير فرع شركة الرمال السوداء الذى أوضح أنه سيتم إنشاء مصنعين الأول هو مصنع الركاز وهو عبارة عن حوض صناعى متحرك بمساحة 60 ألف متر مربع متصل بمجموعة من المواسير تقوم بدفع الرمال عن طريق المياه لتصل إلى المصنع الذى تم تركيب وحدات تكنولوجية إضافية عليه تقوم بفصل الرمال السوداء عن الرمال العادية، حيث توجد الرمال السوداء بنسبة تتراوح من 3 إلى 7 % لكل متر مربع من الرمال العادية وفقاً للدراسات العالمية أي كل 1000 متر مربع يخرج منها من 30 إلى 70 مترا مربعا ثم يتم نقل الكميات المستخرجة بعد ذلك إلى مصنع الفصل بمنطقة المنيسى الذى سيبنى على مساحة 50 فدانا ويقوم بفصل كافة المعادن المختلفة من الرمال السوداء والتى تمثل 6 أنواع تدخل فى صناعات بالغة الأهمية. 

 

وأثناء جولتنا كان يتخلل بعض التلال عمارات ومنازل كثيرة تتوسطها بقع من الرمال السوداء تدل على أن الأهالي قاموا باستغلال الكنز دون إدراك قيمته الاقتصادية.

 

بيع الرمال


فى زمن الفوضى والغياب الأمني بعد اندلاع ثورة 25 يناير، بدأت عمليات التعدى على أملاك الدولة والبناء عليها، وقام الكثير من الأهالى باستغلال كنز الرمال فى بناء عمارات شاهقة ورصدت عدسة «الأخبار» مناطق أحاطها بعض المواطنين وأنشئوا فيها مشروعا لبيع الكنز – عن جهل - كرمال صالحة للاستخدام فى البناء إلا أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن اختلاط الرمال السوداء بمواد البناء يصيب من يسكن بها بالسرطان نظرا لوجود عناصر مشعة وآخرون قاموا بإنشاء سور خرسانى حول تل من الرمال السوداء واضعين يافطات تفيد أن هذه الأرض ملك لهم إلا أن شركة الرمال السوداء استطاعت وضع حد لهذه التعديات بنسبة كبيرة واستردت مساحات من الأراضي التى تحوى رمالاً سوداء كان الأهالي أحاطوها بـ « الخوص « وآخرون وضعوا براميل على مسافات معينة حولها وغيرهم قاموا ببناء حائط ووضعوا لافتات بأن الأرض ملك لهم .

 

دهشة الأهالي


التقينا بعض الأهالي الذين عبروا عن دهشتهم لاهتمام الدولة مؤخرا بالرمال السوداء باعتبارها كنزا نادرا وآخرون يتمنون انجاز المشروع فى أقصر وقت لتوفير فرص عمل للشباب العاطل بالمحافظة حيث قال إسماعيل عبدالله 38- سنة- أنه لا يعلم الكثير عن مشروع الرمال السوداء إلا عندما تحركت الحكومة واتت قيادات المحافظة لتعلمنا بأنه مشروع قومي متمنياً تنفيذه على أرض الواقع.


ومن جانبه أكد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب السابق للشركة المصرية للرمال السوداء، أن وجود إرادة سياسية حقيقية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية فتح الباب لإنشاء الشركة لاستغلال هذا الكنز المنسي .


وأضاف إن الرمال السوداء رواسب سوداء تحتوى على كثير من المعادن الاقتصادية منها الروتيل والإلمنيت حيث يدخلان فى صناعات أساسية ومهمة مثل صناعة الدهانات والبلاستيك والورق والأحبار والفيبر والسيراميك والمطاط، كما يستخدمان في إنتاج عنصر التيتانيوم المعدنى الذي له متانة عالية مقارنة بكثافته ومقاومة عالية للصدأ، ويدخل فى صناعة هياكل الطائرات وسفن الفضاء والمعدات العسكرية والصناعات الكيميائية وتحلية المياه وصناعات البنية الأساسية فى البيئة المعرضة للتآكل والصناعات الطبية والرياضية، كما يستخدم الروتيل مع نسب من الإلمنيت والليكوكسين فى صناعةإلكترودات ( أسياخ ) اللحام بالقوس الكهربى الذى يستخدم كلحام لبناء السفن والطائرات والتطبيقات الصناعية.

 

أما معدن الزركون والذى يدخل فى صناعات أساسية ومهمة مثل السيراميك والحراريات والزجاج والمسابك ( المصاهر) والكسارات وفى قلوب المفاعلات النووية ويرجع ذلك لخواصه الفريدة مثل خموله الكيميائى والتوصيل الحرارى الجيد وكثافته النوعية المرتفعة ودرجة الانصهار العالية ومقاومته العالية للتأكل وكذلك الجارنت يدخل فى صناعة الخزائن والمكونات الإلكترونية وبناء السفن .

 

والمونازيت يعتبر مصدر إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية وتستخدم مادة اللانثنيوم كعامل محفز فى عملية تكرير البترول ومادة النيوديميوم تعتبر مصدرا ثانويا للحصول على الثوريوم واليورانيوم.

 

فرص عمل


وأضاف أن الرمال السوداء تكونت نتيجة تيارات شاطئية محمولة من مصبات الأنهار الكبيرة وتنتشر بالقرب منها وأكد أن هناك أكثر من فائدة لها حيث أنه باستخراجها ستمنع إستيراد الكثير من المعادن الهامة التى تشملها الرمال السوداء والتى تدخل فى صناعات عدة وبالتالى نوفر العملة الصعبة، بالاضافة إلى أن بعد إستخراجها سيتم تطهير الأرض من المعادن المشعة الموجودة بالرمال السوداء مما يؤدى إلى إيجاد مساحة كبيرة من الأراضى الصالحة إما للسياحة أو الصناعة أو الزراعة إلى جانب أنها ستعمل على إقتحام مصر للصناعات التعدينية وتصنيع المعادن التى تنتجها تلك الرمال.


وعن المواقع التى تتواجد بها الرمال السوداء قال إن هناك 11 موقعا بمصر ولكن المشروع التى تقوم به الشركة الآن هو المنطقة المتواجدة بالبرلس وبلطيم بكفر الشيخ والتى تحتوى على كميات كبيرة من الرمال السوداء وستساعد على توفير فرص عمل لحوالى 1000 عامل بطريقة مباشرة بالإضافة إلى أكثر من 2000 عامل بطريقة غير مباشرة.


وأوضح أن الشركة مصرية 100% وقد تم البدء فى تكوينها بعد قرار المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق فى عام 2014 الخاص بإنشاء شركة وطنية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية وتتكون من خمس جهات مساهمة هى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بنسبه 61%، هيئه المواد النووية 15 %، بنك الاستثمار القومى والتى تبلغ نسبته 12%،محافظه كفر الشيخ التى يقع على أرضها المشروع 10%، الشركة المصرية للثروات التعدينية 2 %.

 

ويضيف أن الإحتياطى التعدينى يعنى الكميات الموجودة من الرمال السوداء دون حساب الكمية الصالحة للإستغلال ويقدر بـ 318 مليون طن بينما الإحتياطى الصالح للتنجيم هو 238.5 مليون طن وهذا يسمى الإحتياطى التنجيمى وعن أبرز المعادن الموجودة بالمنطقة فقد توصلت الدراسة إلى أن المنطقة متوافر بها ستة أنواع من المعادن خمسة منها يعد كنزا إقتصاديا بينما النوع السادس هو كنزإستراتيجى لإحتوائه على العناصر الأرضية النادرة والثوريوم واليورانيوم ودخولهم فى صناعات إستراتيجية ونطلق على مراحل دراسات الجدوى مرحلة ما قبل الاستثمار.

 

صناعة الطائرات


وحول فرص دخول مصر مجال صناعة الطائرات يقول اللواء إن كل هذه المعادن تستوردها مصر بتكلفة باهظة وأنه علينا الإيمان بأن أول الغيث قطرة وأنه علينا التعلم أولاً كيفية الإستخراج وبعد ذلك نفكر فى الدخول فى الصناعات الكبرى ويضيف أنه علينا أن نتقبل التكنولوجيا الأولية لإستخراج المعادن الإقتصادية حتى نستطيع بعد ذلك الوصول لهذه المراحل المتقدمة والتى تتكلف مبالغ باهظة وهذا ما وضعته الشركة فى إعتباراتها وتعمل عليه.

 

 سلامة التجهيزات


وحول موعد الإنتهاء من المشروع قال نحن الآن فى مرحلة الإستثمار والتى تشتمل على أربعة خطوات وهى إجراء التعاقدات، الإنشاء والبناء، تدريب العاملين بالمشروع، التسليم وبدء التشغيل، وقد قامت الشركة بدعوة الشركات المتخصصة لتوريد وتركيب المصانع وتدريب العاملين وتقدمت عدد من الشركات وتم التقييم الفنى لها من خلال 49 لجنة فرعية قامت بتقييم العروض التى تقدمت بها الشركات العالمية لتوفير التصميمات والمعدات.

 

كما قامت الشركة المصرية للرمال السوداء بأعمال الممارسة للتعاقد وفازت إحدى الشركات الاسترالية بمناقصة تنفيذ المشروع القومى والآن أمامنا 30 شهرا من «نار» منها 3 أشهر تجريبية للعمل فى المصانع للتأكد من سلامة الإعداد والتجهيزات لينتهي المشروع ويبدأ العمل الفعلي، كما قامت الشركة المصرية للرمال السوداء باستلام 80 فدانا كحق انتفاع من محافظة كفر الشيخ والتعاقد معها على إعداد هذه الأرض بأعمال الدك والردم والتسوية وتم الانتهاء من أعمال البنية الأساسية مع الوزارات المعنية وهى أعمال الكهرباء والمياه والغاز الطبيعى وتم وضع حجر الأساس للمصنع منذ أيام والتعاقد مع كلا من الكلية الفنية العسكرية وجامعة كفر الشيخ كاستشاريين للمشروع مع تحديد المهام لكل جهة وجارى الأن بناء الأسوار والبوابات لتنفيد المصنع.

 

فصل المعادن


وحول المصانع المزمع إقامتها قال أنه سيتم إنشاء مصنعين للفصل والركاز أى المختصين بتركيز المعادن وفصلها بالإضافة إلى مكان لسحب الرمال عن طريق خلطها بالماء لتمر فى مواسير ضخمة لتكون نسبة المياه للرمال 1:3 وبالتالى يسهل فصل المعادن والرمال بسهولة فى مصنع التركيز وأكد ان الأسواق العالمية متعطشة للمعادن الثقيلة وهناك دراسة تسويقية لتوزيع الإنتاج تبدأ من عام 2020 إلى 2035 .

 

الآثار البيئية


وعن الآثار البيئية المحتملة قال أنه من الخطأ أن نقول أن هناك أثارا بيئية سلبية للمشروع لأنه لا يوجد مشروع لا يؤثر بشكل أو بأخر على البيئة ولا يخل بما وجدت عليه طبيعتها الأولية لذا الأولى أن يكون السؤال ما الخطة المطروحة لمواجهة هذا التأثير ونطلق عليه تقييم الأثر البيئى وهل هناك حلول لذلك أم لا ونحن حريصون من بداية المشروع على إيجاد حلول علمية لما سيترتب عليه استخراج الرمال السوداء أولها انه تم توقيع بروتوكول تعاون بين معهد بحوث والشواطئ وجهاز شئون البيئة .

 

وثانيها أن معهد بحوث الشواطئ بدأ دراساته لإيجاد حلول لتلافى التأثيرات السلبية الناتجة عن المشروع وهناك اقتراحات كثيرة مطروحة منها جعل الأراضي التى استخرجت منها الرمال السوداء على هيئة مصاطب أو سنقوم بوضع صبات خرسانية وبناء حائط جرانيتى بارتفاع ثلاثة أمتار لذا أرجو من المشككين فى المشروع أن يتقصوا الحقيقة أولا لأنه من المعروف أن الدراسات العلمية والتكنولوجيا تطورت ورسالتى للشعب المصرى أدعوه لعدم القلق وأننا نسعى أن نبدأ بالخطوة الأولى لاقتحام سوق التعدين وبعد ذلك سنقوم بتصنيع ما نستخرجه لتصديره بأسعار اقتصادية ستزيد من الدخل القومى.

 


دراسة علمية : 300 مليار جنيه عائدات متوقعة.. واحذروا التهريب


ثروات الرمال السوداء لم تكن بعيدة عن اهتمامات البحث العلمي، إلا أن هذا الاهتمام ظل قاصرا لفترة طويلة على الدراسات دون ان يتحول إلى تطبيق إلى الاستفادة مما توفره الرمال السوداء من مكاسب.


د. عبدالله علام أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، واحد من أهم الباحثين الذين أولوا الرمال السوداء اهتماما كبيرا منذ سنوات وقد اعد دراسات مهمة في هذا الشأن.


ويشير د.علام إلى ان الكميات المتوقع استخلاص المعادن منها تقدر بحوالي 300 مليون طن بمنطقة البرلس بمتوسط تركيز 3،5% من العناصر المعدنية الثقيلة وتمتد منطقة الرمال السوداء بالبرلس بطول 22 كيلو مترا..وستحقق عائدا اقتصاديا يقدر بأكثر من 300 مليار جنيه.


ويؤكد د.علام فى بحثه أن الرمال السوداء تحتوى على أكثر من 40 عنصرا معدنيا تدخل فى عدة صناعات حيوية وإستراتيجية منها الالمينيت والهيماتيت والمجناتيت والروتيل والزيركون وبعض العناصر المشعة على رأسها المونازيت، وهذه المعادن تدخل فى صناعة المفاعلات النووية والدهانات والأصباغ والبلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والسيراميك وهياكل الطائرات والمحركات والحديد إلى جانب العديد من الصناعات الأخرى، وسيتم إقامة العديد من المصانع والورش بالقرب من موقع استخلاص المعادن من الرمال السوداء حيث ستعتمد على العناصر المستخرجة منها فى العديد من الصناعات..مما يحقق طفرة تنموية كبيرة على الساحل الشمالى للمحافظة ويوفر الآلاف من فرص العمل..إلى جانب الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التى تنطلق معظمها من السواحل النائية شمال كفر الشيخ.


وأوضح د. علام أن الرمال السوداء تتركز بالأماكن القريبة من مصبات الأنهار..ومصر تمتلك اكبر احتياطي من الرمال السوداء على مستوى العالم على طول سواحلها الشمالية..ومصدر العناصر المتواجدة بالرمال السوداء يعود إلى الجبال التى ينحدر منها نهر النيل داخل الدول الإفريقية حيث حمل النهر هذه العناصر إلى منطقة المصب وترسبت على طول السواحل الشمالية.

 

وطالب بسرعة استخلاص المعادن من هذه الرمال والتى تعرضت للنهب من قبل العصابات التى تهربها إلى الخارج منذ فترة طويلة.. وأشار إلى انه حتى وقت قريب كان يتم بيع الرمال السوداء من خلال أجهزة المحافظة بمبلغ 15 جنيها عن السيارة الواحدة..الى جانب استخدام الأهالي الرمال السوداء فى بناء المنازل وهو خطر كبير حيث أثبتت الدراسات أن العناصر المشعة «المونازايت» التي تحتوى عليها هذه الرمال تتسبب فى إصابة الإنسان بأورام سرطانية خطيرة خلال 10 سنوات على أقصى تقدير في حالة التعرض لها بصفة مستمرة.

 


محافظ كفر الشيخ : مليار جنيه تكلفة إنشاء أول مشروع لاستخلاص المعادن


أكد اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ انه مصنع استخلاص العناصر المعدنية الثقيلة من الرمال السوداء يعد الأول من نوعه فى مصر ويقع على مساحة 50 فدانا بمنطقة البرلس لاستغلال الثروة المعدنية الكبيرة التى تمتلكها المحافظة والتى ستغير الخريطة الاستثمارية بها..موضحا انه يجرى حاليا مد شبكة الطرق والمرافق إلى موقع بناء المصنع الذى يتم حاليا تسوية المنطقة التى سيقام عليها واشار نصر إلى ان المصنع سيقام باستثمارات تبلغ حوالى مليار جنيه.

 

وقد انتظر أهالى المحافظة لسنوات قبل ان يتحقق حلمهم باستغلال الرمال السوداء إلى ان تم انشاء الشركة المصرية للرمال السوداء التى تشكلت من محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة الطاقة النووية وبنك الاستثمار القومى والشركة المصرية للثروات التعدينية.

 

وقال المحافظ إنه تم الاتفاق مع الأهالي الذين يمتلكون بعض المساحات بنطاق المشروع لتعويضهم عن ممتلكاتهم بصورة عادلة، موضحا أن الأهالى ابدوا استجابة كبيرة فى هذا الشأن وأكدوا أنهم لن يقفوا أمام تطوير وتنمية المنطقة، خاصة وان محافظة كفر الشيخ عضو مؤسس فى الشركة المصرية للرمال السوداء ويكون لها نصيب كبير من استثماراتها وسينعكس ذلك على جميع الخدمات المقدمة لأهالي المحافظة، إلى جانب توفير المصنع الذي سيقام بالمنطقة حوالي ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة.


وبالنسبة للأثر البيئي للمشروع على المنطقة وحقيقة تعرضها للغرق بمياه البحر المتوسط نتيجته استخلاص المعادن من الرمال، قال المهندس محمد أبو غنيمة السكرتير العام المساعد لمحافظة كفر الشيخ، إنه لا يوجد أي خوف على الاتزان البيئي بالمنطقة حيث أن المشروع سيقوم على استخلاص العناصر المعدنية من الرمال وإعادتها أولا بأول لمكانها للحفاظ على طبيعة المنطقة وحمايتها من الأمواج، مشددا على أنه لن يضار أحد من أهالى البرلس وسيتم تعويض أصحاب الأملاك المنزوعة للمنفعة العامة تعويضا عادلا.

 

وأكد أنه تم وضع ضوابط صارمة لمنع تهريب الرمال السوداء من خلال التحفظ على السيارة المستخدمة في التهريب وتغريم قائدها مبلغ 20 ألف جنيه، وإعادة الرمال إلى مكانها مرة أخرى.

 

محافظ شمال سيناء: 100 مليون متر مكعب على سواحل أرض الفيروز


أرض الفيروز لم تبح بكل أسرارها ولا يزال هناك الكثير من الخير الذي تحمله لنا هذه الأرض المباركة‏، التى تدعو لاستثمار كنوز سيناء وفى مقدمتها الرمال السوداء الغنية بالكثير من المعادن النافعة، حيث يطالب الشباب الحكومة بالترويج لاستغلال هذه الرمال.


ويقدر الاحتياطي الجيولوجى لرواسب الرمال السوداء المصرية بنحو مليار ومائة مليون متر مكعب من الرمال الجافة تكفى لتشغيل مصنع لاستخراج المعادن الاقتصادية لمدة مائة وخمسين عاماً بطاقة استهلاك للخام مقدارها ألف متر مكعب فى الساعة على مدى أربع وعشرين ساعة فى اليوم‏،‏ أى ‏24000‏ متر مكعب يومياً‏،‏ وعلى مدار ‏300‏ يوم تشغيل فى السنة .


المهندس عمر الكاشف (جيولوجي) بديوان عام المحافظة، يوضح أن الرمال السوداء توجد فى السهل الساحلى الممتد من شرق بحيرة البردويل حتى العريش، وتعتبر مصر من الدول الكبرى التى تحتوى على احتياطي عالمى ضخم من هذه الرمال يقدر بنحو مليار متر مكعب. 


مشيرا إلى أن الرمال السوداء لها أهمية اقتصادية، حيث تحتوى على مجموعة من المعادن ذات الاستخدامات المهمة والتى يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي قوى إذا تم استغلالها ومشاركة فعالة في زيادة انتعاش الاقتصاد القومى بملايين من الدولارات ، وبالتالي إتاحة فرص عمل والحد من البطالة، وأضاف أن من أهم هذه المعادن على سبيل المثال لا الحصر الألمنيت الذى يدخل فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ، بالإضافة إلى مادة الزركون وتدخل فى صناعة السيراميك وفى المفاعلات النووية، ومادة الجارتت والسليكا الثقيلة وتفيد فى صناعة الصنفرة .


قامت هيئة الطاقة النووية بعملية مسح جوى لتحديد أماكن وجود الرمال السوداء، حيث تم تحديد نحو11 موقعا غنيا بهذه المادة وهذه دعوة للمستثمرين الجادين باستغلال الرمال السوداء وطرحها للشركات الاستثمارية لدعم الاقتصاد وفتح مجالات لتشغيل الشباب والخريجين والقضاء على جميع أشكال البطالة .


وتملك منطقة رشيد اكبر احتياطى من الرمال السوداء إذ يوجد بها500‏ مليون متر مكعب، ويوجد فى منطقة دمياط 300‏ مليون متر مكعب، فيما تملك منطقة بلطيم احتياطى يقدر بنحو 200‏ مليون متر مكعب، بالإضافة إلى 100‏ مليون متر مكعب فى منطقة شمال سيناء.


ويؤكد المهندس الجيولوجى حسن خليل بإدارة المحاجر، أنه فى عام1990 تم عمل الاستكشافات الأولية التعدينية للرمال السوداء فى محافظة شمال سيناء عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية، وتم تقسيم الساحل الشرقى إلى منطقتين:


المنطقة الشرقية والتى تقع من المساعيد وبوغاز الزرانيق حيث تبلغ مساحة المنطقة التى تم دراستها نحو18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء التى تحتوى على الثروات المعدنية نحو44 مليون طن، واحتياطى المعادن الثقيلة بالمنطقة نحو200 الف طن.


أما المنطقة الغربية، فهى منطقة رمانة وتمتد لمساحة17 كم على طول الشاطئ تبدأ من تل المحمدية شرقا حتى بوغاز رقم (1) غربا حيث تبلغ مساحة المنطقة التى تم دراستها نحو18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء على المعادن الاقتصادية نحو45 مليون طن، وان احتياطي المعادن الاقتصادية بالمنطقة نحو250 ألف طن واتضح أن المنطقة غنية بالسليكات الثقيلة.


وبالنظر إلى وجود تلك الرمال التي تذخر بها شواطئ سيناء، فإن هذه الثروة الطبيعية كفيلة بوضع المحافظة على الخريطة التعدينية لمصر مع التوسع فى عمليات الاستثمار والتنقيب عن الثروات التعدينية، مع إتاحة المجال لاستخدام تكنولوجيات وأساليب حديثة، وحل مشكلة واضعي اليد من أبناء سيناء فى تلك المناطق إما بالتعويض أو المشاركة فى عملية الاستثمار على أرض سيناء ولإيجاد مجتمع تنموي.


وقال اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء أن الاحتياطي من الرمال السوداء الموجود فى المحافظة يساعد على إقامة مصنع لاستثمار المادة الخام إلى جانب صناعات أخرى قائمة على المواد الخام التعدينية ،حيث يمكن إقامة مجمع صناعي لأكثر من 22 صناعة كصناعة البويات القائمة على معدن كالألمنيت بالإضافة إلى إنشاء صناعة الحديد الزهر والسبائك والكريستال والصناعات الحربية، مما يساعد على تنمية محافظة شمال سيناء .


وأضاف أن تنفيذ مثل هذا المشروع يتم من خلال تبنى الدولة لإستراتيجيه متكاملة لتنميه سيناء عن طريق أخذ عدة عوامل فى الاعتبار مثل توفير عمالة رخيصة، وتوفير عدد من الموانئ والمطارات وتطويرها وزيادة قدرتها الاستيعابية.


وأشار إلى أن إقامة مشروعات متكاملة فى سيناء يساهم فى التنمية الصناعية بسيناء من خلال زيادة فرص التشغيل بسيناء والمساهمة فى إيجاد مجتمعات جديدة بها، وكذلك إدخال تكنولوجيات جديدة وإنتاج بدائل للواردات من نفس الخامات مما يرفع من فرص التصدير وزيادة العائد من العملات الأجنبية .

 

مدير معهد بحوث حماية الشواطئ: سور جرانيتى لصد الأمواج


أكد محمد سليمان مدير معهد بحوث حماية الشواطئ السابق أنه بالتنسيق مع الجهات المعنية بالتعدين أنه سيتم إعادة الكثبان الرملية لوضعها الطبيعى بعد استخراج المعادن الاقتصادية منها وذلك للحفاظ على البيئة الطبيعية لتلك المنطقة حيث أن هذه الرمال تعتبر درعا طبيعيا لحماية الشواطئ وتغذيتها بالرمال ضد قوى الأمواج والتيارات البحرية بالمنطقة وارتفاع سطح البحر بفعل التغيرات المناخية.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي