هل يحتاج أردوغان لتزوير الانتخابات الرئاسية لحسمها لصالحة؟

الرئيس رجب طيب اردوغان خلال أحد فعاليات حملته الرئاسية - رويترز
الرئيس رجب طيب اردوغان خلال أحد فعاليات حملته الرئاسية - رويترز

تساءلت مجلة «ذا اتلنتيك» الأمريكية الشهيرة في تقرير لها حول إمكانية لجوء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتزوير من أجل ضمان الحصول على فترة رئاسية ثانية، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالفعل قد تعزز من إمكانية هذا الاحتمال.


وقالت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني قبل ساعات من الانتخابات التركية المقررة الأحد، 24 يونيو، إن الإجراءات التي قام بها الرئيس التركي في ابريل الماضي والتي حولت البلاد من النظام البرلماني الأوروبي إلى النظام الرئاسي كانت مفاجئة بالنسبة لعدد كبير من السياسيين، ذلك بالإضافة لإعلانه إجراء الانتخابات في وقت مبكر عن موعدها الذي كان مقررًا نوفمبر 2019.


وفي تصريحات للمجلة الأمريكية، قال عضو حزب الشعب الجمهوري الليبرالي العلماني، «أونرسال أديجوزيل» إن التغييرات التي قام الرئيس أردوغان وحكومته، بالإضافة لان الانتخابات سيتم إجراءاها في ظل تطبيق قانون الطوارئ، كل ذلك دفع الناس للتساؤل حول الإجراءات الأمنية التي ستقوم بها الحكومة التركية لتأمين الانتخابات وإذا كانت ستستغل ذلك بشكل أو آخر من أجل مصلحتها وتمرير الأجندة الخاصة بها.


وأضاف أنه منذ أن دعت الحكومة الشعب التركي للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ابريل الماضي، وهناك حالة من التخوف من إمكانية حدوث تزوير في الانتخابات، وتابع قائلا: «لكننا ندعو الجميع للمشاركة دون الشعور بالخوف، نعدكم جميعًا أننا لن نسمح بأن يذهب صوت واحد بلا جدوى».


وفي تقرير آخر نشرته «الجارديان» البريطانية، تم التأكيد على أن شعبية أردوغان لم تعد كما كانت عليه في السابق وان الشعب التركي يبحث عن بديل حقيقي ليطبق سياسات تركية جديدة.

 

إقرأ أيضًا: صلاح الدين دمرداش| مرشح رئاسي لم يمنعه السجن من هز عرش أردوغان 
 


وأشارت الصحيفة إلى النهج الذي اتبعته الحكومة مع المرشح الكردي المعارض صلاح الدين دمراداش، مشيرة لان حزب الشعوب الديمقراطي الذي يقوده المرشح المعتقل منذ ما يقرب من عام ونصف يحذر الناس من محاولات الحكومة لتزوير الانتخابات، واستغلال ما سيحدث الأحد 24 يونيو لصالحهم.

 

مؤشرات تثير الجدل..والحكومة تنفي!

 

تعتبر واقعة قناة TVNET من أكثر الأشياء التي أثارت حفيظة الأتراك وجعلتهم يشعرون بالخطر، أو بأن أصواتهم لن تعكس بشكل حقيقي إرادتهم خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة 24 يونيو.


فقبل حوالي أربعة أيام من الانتخابات، قامت القناة التابعة للحكومة التركية بإعلان نتائج، اعتبرتها نتائج أولية للانتخابات التي لم تُعقد بعد.


وأظهرت القناة في نتائجها الرئيس التركي وقد حصل على حوالي 53% من الأصوات، يليه منافسه محرم إنجيه بنسبة 26% من الأصوات، وفي المركز الثالث جاءت المرشحة ميرال أكشينار بنسبة 12% من الأصوات، وفي المركز الأخير حصل المرشح المعتقل صلاح الدين على 7% من الأصوات.


أثارت تلك النتيجة غضب الشعب التركي، لكن ذلك دفع الحكومة للرد والدفاع عن القناة التابعة لها، مؤكدة أن الإحصائيات التي تم نشرها لا تعني بالضرورة أنه سيتم التلاعب في النتائج النهائية للانتخابات.


جدير بالذكر أن الانتخابات التركية كان من المقرر أن تقام في نوفمبر 2019، لكن الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان دعا إلى انتخابات مبكرة تُقام في 24 يونيو الحالي بسبب ما وصفة بالحاجة لاتخاذ قرارات هامة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية للبلاد وأزمات المنطقة.