حكايات| «مجاذيب» النجوم.. من زمن «الست» لأيام «التِت»

مجاذيب النجوم لاحقوهم في زمن الأبيض والأسود والألوان
مجاذيب النجوم لاحقوهم في زمن الأبيض والأسود والألوان

علاقات حب استثنائية وصلت حد الجنون، ربما لأن أغلبها "من طرف واحد"، ذاق بعضهم حلاوتها بلقاءات تنوعت ما بين سلام اليد والعناق وحتى تقبيل القدمين، فيما تجرع آخرون مرارتها بردود أفعال صادمة حزنا على فراق نجمهم المفضل.

 

وما بين "عظمة يا ست" و"أسيادنا راضيين عليك"، دارت عجلة الزمن وتغيرت معها طبائع الجمهور من "السميعة" إلى "الهتيفة" وبينهما حكايات عشق لنجوم الطرب يعبر عنها كل بطريقته الخاصة.

 

"مجنون ثومة".. "عظمة يا ست"

لا بداية دون ذكر الجملة الأشهر على الإطلاق "عظمة على عظمة يا ست"، ورغم انتشارها على نطاق واسع حتى صارت أيقونة بين محبي زمن الفن الجميل وعلى رأسهم عشاق كوكب الشرق أم كلثوم، إلا أن أول من نطق بها لم يكن يعلم أن جملته ستتخطى حاجز الزمن حتى ينطق بها مواليد الألفية مع كل لحظة إبداع ووصلة "سلطنة" بإحدى أغنيات "الست".

 

الحاج سعيد الطحان أو "مجنون ثومة" كما كان يطلق عليه، أحد كبار أعيان طنطا الأثرياء العاملين بالتجارة، وصاحب العلامة المسجلة للجملة الشهيرة، كان رغم انشغاله الدائم بأعماله التجارية، دائم الحضور في الصف الأول لحفلات كوكب الشرق حتى لو تطلب الأمر السفر خارج "أرض المحروسة"، فيترك كل التزاماته ملبيًا نداء "معشوقته".

 

 

هل رأى الحب سكارى "بيننا"؟ 

في العام 1967، فوجئت "الست" خلال بداية وصلتها الثانية من أغنية "الأطلال"، على مسرح الأولمبيا بباريس، بشاب يصعد على خشبة المسرح ويستلقي على الأرض ليقبل قدمها، وعندما حاولت إبعاده سقطت معه على الأرض، قبل أن يتدخل رجال الأمن لإبعاد الشاب، فيما تدخل آخرون لمساعدتها على النهوض.


"أم كلثوم" لم تترك الأمر يمر دون إضفاء لمستها الفكاهية، فبعدما استأنفت الغناء ووصلت إلى مقطع "هل رأى الحب سكارى مثلنا" بدلتها الكلمة الأخيرة لتقول: "هل رأى الحب سكارى بيننا" ويدها تشير إلى الشاب، ليضج المسرح بالتصفيق والهتاف لها.

 

"قدم الست" لم تكن هدفًا لهذا الشاب وحده، إذ تكررت واقعة تقبيل قدمها مع شاب آخر، ولكن هذه المرة خلال زيارتها لإحدى الدول العربية، ورغم محاولتها إبعاد معجبها عن ذلك الفعل، إلا أنه أصر ووثقت عدسات المصورين الواقعة.

 

 

انتحار في وداع "العندليب"

أحد أشهر وأكثر علاقات الحب التي حملتها معجبة لنجمها المفضل، كانت تلك التي جمعت بين أميمة عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بدأت تلك العلاقة منذ نعومة أظافرها على أنغام أغنياته وانتهت إلى الأبد برحيله بعدما قررت هي الأخرى أنه لا حياة لها بدون "العندليب".

 

"سامحني يا رب على ما فعلت بنفسي، لم أقو على تحمل هذه الصدمة بوفاة أعز وأغلى ما في الحياة، فقد كان النور الذي أضاء حياتي، واليوم الخميس كرهت الحياة منذ اللحظة التي قرأت في الصحف خبر وفاته".

 

كتبت "أميمة" - البالغة من العمر 21 عامًا آنذاك - تلك الكلمات على ورقة في رسالة تركتها لأهلها، واتجهت صوب محل إقامة "حليم" في الزمالك، صعدت إلى شقته مقدمة التعازي إلى أهله، ثم ذهبت إلى الشرفة وألقت بنفسها من الطابق السابع حزنًا على فراقه.

 

 

«حلاوة السندريلا».. خطة التخلص من معجب

لم تكن الفنانة سعاد حسني كغيرها من نجمات جيلها، إذ كانت ولا تزال إحدى أيقونات الحب والرومانسية للكثيرين، وهو ما دفعت ضريبته كثيرا من مطارات المعجبين.

 

ورغم كثرتهم ما بين رأفت فهمي أشهر معجبيها والذي هددها بالقتل من شدة حبه لها، و«زيزو» الذي كان يطوف شوارع وميادين القاهرة يوميًا حافِ القدمين ولا ينطق إلا باسم معشوقته «سعاد»، إلا أنه يبقى لأول معجب مكانته الخاصة في ذاكرة «السندريلا».

 

تحكي «سعاد» في حديث لمجلة «الإذاعة» في العام 1961، أنه بعد ظهورها الأول في فيلم «حسن ونعيمة»، أخذ أحد المعجبين الصغار يطاردها وكلما رآها يناديها بـ«نعيمة» مسببًا حرجًا شديدًا لها، مؤكدة أنها أعدت خطة لإبعاده عن طريقها.

 

تقول «السندريلا»: «في إحدى المرات ناديته وقلت له: أنا مبسوطة قوي منك وكل ما تشوفني قول يا نعيمة وأنا هديلك الحلاوة.. وأعطيته قطعة حلوى، فوافق..واستمر الاتفاق أسبوعين، ثم توقفت عن إعطائه الحلوى، فما كان منه إلا أن أقلع عن التهليل كلما رأني».

 

"أبوس روحك خلي صوتك ناصي"

مع اختلاف الأزمنة تختلف طبائع الجمهور ومدى تعلقهم بالفنان ووسيلة التواصل معه، فسابقًا كانت الحفلات هي الوسيلة الأسهل للوصول إلى الفنان ورؤيته أو حتى مصافحته، ولكن مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي صارت حياة الكثير من الفنانين كتابًا مفتوحًا للجمهور وبالتالي يمكن ملاحقته في أي مكان يحل به.

 

منذ انطلاق الفنان كاظم الساهر الفنية في تسعينيات القرن الماضي، ورغم تعدد وقائع "مهووسات القيصر" ما بين العناق المفاجئ على خشبة المسرح، تبقى علاقة هي الأكثر طرافة.

 

 

البطل شاب لم يترك "القيصر" يغني وحده خلال إحدى حفلات "ستارز أون بورد" في لاس فيجاس، وظل يردد خلفه بصوتِ عالٍ طغى على تفاعل الجمهور وغناء "كاظم"، حتى نفد صبر الأخير واستدعى لباقة "أم كلثوم" وخفة ظلها كما فعلت مع "مهووس حفل الأولمبيا"، وقال مغنيًا: "أبوس روحك خلي صوتك ناصي.. ذبحتني والله ذبحتني".

 

تامر.. قبلة وعناق فإغماءة

الأمر لا يختلف كثيرا مع معجبي تامر حسني من الشباب والفتيات، ومنذ انطلاقته الفنية مطلع الألفية وتحديدا في العام 2002، لا تزال المعجبات تلاحقن الفنان تامر حسني في حله وترحاله.




وما بين تلقي هدايا تحمل من الورود و"الدباديب" الكثير، أو التقاط صورة تذكارية تنتهي دائمًا بقبلة منه أو إليه و"حضن"، وصولا إلى حد الصراخ وفقدان الوعي بمجرد صعوده على خشبة المسرح، يظل "نجم الجيل" هو الأكثر إثارة للجدل وموضع اتهام دائم بشأن معجباته التي يرى البعض أنها مصطنعة ومُبالغ فيها زاعمين أنهن "مأجورات".


ورغم كثرتهن وتعدد الوقائع في حفلات، إلا أن هوس إحداهن دفعها للوصول إلى باب منزله، وتهديد كل من حاول منعها بالانتحار إذا لم يسمح لها بلقائه، وبعد طول انتظار خرج لها نجمها المفضل، وبمجرد رؤيته دخلت في نوبة بكاء وسقطت أرضًا مغشيا عليها، فاضطر لنقلها إلى داخل منزله وإسعافها حتى استعادت وعيها وغادرت بعد أن غنى لها.

 

"الهضبة" يفقد أعصابه

رغم ما يفرضه من سياج أمني حول محيط المسرح، إلا أن النجم عمرو دياب لم يسلم من الوقائع الطريفة التي جمعته بمعجبيه شبابًا وأطفالا، سواء في حفل بمكان مفتوح أو حتى داخل قاعة مغلقة في حفل زفاف.
 

أحد «المهووسين» بالهضبة ظل يطارده لفترة طويلة خلال أداءه أغنية «أعمل إيه» في حفل زفاف، مشاركًا إياه في ترديد كلمات الأغنية وهو يلتقط فيديو مصور معه على طريقة «السيلفي»، ما دفعه للقرب منه ودفعه قائلاً: «يا ابني أنت بتعمل إيه زهقتني»، فرد عليه المعجب صارخًا: «بحبك»، ليعاود «الهضبة» الرد عليه قائلا: «حب إيه بس».

 


محمد عمرو.. حكاية أصغر معجب بـ"الهضبة"

على مدار عامين متتاليين، أثار طفل الجدل بين جمهور "الهضبة"، بعدما طلب منه خلال حفلين منفصلين الصعود بجواره على خشبة المسرح بعد ملاحظة اندماجه وحفظه لأغانيه رغم صغر سنه.


البداية في العام 2016، لاحظ "الهضبة" الطفل محمد عمرو يقف أمامه في الصفوف الأولى ويردد معه أغانيه، فأرسل له قبلة في الهواء وتركه، وبعد دقائق نظر إليه ثانية فوجد الصغير مندمجا يقول: "على حبك عندي 100 إثبات.. شوقي مثلا بان في عيني ساعات"، فناداه للصعود على المسرح بجواره وكانت المفاجأة وهي حفظ الصغير للعديد من الأغاني قديمة وحديثة،  وتشاركا سويا 5 أغنيات متنوعة من ألبومات "الهضبة".


في العام التالي 2017، في ذات المكان بالساحل الشمالي، خلال الحفل الأول له عقب طرح ألبومه الأخير "معدي الناس"، شاهد "الهضبة" ذات الصغير فنظر له قائلا: "أنت تاني.. حفظت الألبوم ولا لسه".. ليرد محمد: "آه".. فيضيف عمرو: "هاشوف وهاختبرك استنى"، وعاد للغناء قبل أن يطلب من أحدهم رفعه على خشبة المسرح لاستكمال قصة عشق أصغر "مهووس" بالهضبة التي بدأت قبل عدة أعوام على يد شقيقته "المعجبة الكبرى" بـ"الهضبة".

 


"أسيادنا راضيين عليك"

قبل نحو 4 أعوام تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لشاب ثلاثيني يلاحق الفنان شعبي أحمد شيبة خلال أداء أغنيته الشهيرة "اللي مني"، مرددا جملته الشهيرة: "أسيادنا راضيين عليك"، والتي صارت موضع سخرية من الكثيرين تارة ومدح على حسن الأداء من آخرين.


"أبو صدام"، أو "مجنون أحمد شيبة" كما يحب أن يطلق عليه، كان أحد العوامل المساعدة في بناء قاعدة جماهيرية –لم تكن موجودة وقتها- أخذت في الاتساع، حتى صار أحمد شيبة أحد أشهر نجوم الأغنية الشعبية بعدها.


"فيه حاجة بتجذبني ناجيته أول ما بيغني موال.. وأسيادنا نادوني وقالوا لي إيه ده اللي الراجل دهب يقوله.. وفجأة لقيتني بروحله وأحضنه وأقوله: يا راجل حرام عليك.. أسيادنا راضيين عليك"، بتلك الكلمات يكشف "أبو صدام" سر عشقه للفنان أحمد شيبة، مؤكدًا أن تلك كانت المرة الأولى التي يرى فيها "شيبة" ويسمعه، فتحول الأمر من مجرد معجب إلى "مهووس" به.