قمة بين سانشيث وماكرون اليوم

أزمة في الاتحاد الأوروبي بعد استقبال اسبانيا ثلاث سفن مهاجرين غير شرعيين

رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشي
رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشي

اشتعل فتيل أزمة المهاجرين غير الشرعيين بين دول الاتحاد الأوروبي خلال اليومين الماضيين بعد استقبال أسبانيا ثلاث سفن يحملون 629 مهاجراً أنقذتهم السفينة أكواريوس بالقرب من السواحل الليبية.

 

أعلن رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيث: "من واجبنا أن نساعد في تجنب كارثة إنسانية، وتقديم ملاذ آمن لهؤلاء المهاجرين، امتثالاً لالتزاماتنا في مجال حقوق الإنسان"، كان من بين المهاجرين الذين جرى إنقاذهم 123 قاصراً دون مرافق و11 طفلاً دون سن 13 وسبع نساء حوامل.

 

وبرزت انقسامات عميقة بين دول الاتحاد الأوروبي في ما يخص التعامل مع الأعداد الكبيرة من المهاجرين الفارين من مناطق الصراع وبخاصة الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى عدم اتفاق يشبه الصراع بين دول أوروبا الساحلية في استقبال اللاجئين غير الشرعيين من عدمه .

 

كانت مالطا قد رفضت استقبال اللاجئين، كما فعلت إيطاليا بعد أن حذر وزير الداخلية الايطالي ماتيو سلافيني المهاجرين غير الشرعيين بأن عليهم "حزم حقائبهم" معلناً تأييده للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتولي حزب الرابطة اليميني الذي يتزعمه السلطة استنادا إلى خطابه السياسي المناهض للهجرة، بالإضافة إلى استكمال خطتها والتي تتمثل في إنعاش مذكرة التفاهم الموقعة مع ليبيا مقابل دعم سياسي واقتصادي، عبر زيادة حجم الدعم في التجهيزات البحرية لدوريات خفر الساحل الليبي وتزويد ليبيا بعشرة زوارق إضافية، بينها ثلاثة زوارق راسية حاليا في ميناء بنزرت التونسي.

 

وتعقد قمة ثنائية اليوم السبت 23 يونيو، بين رئيس الوزراء الاسباني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس لبحث تداعيات الأزمة التي وصلت إلى ذروتها بعد استقبال القارة العجوز ما يقرب من نصف مليون مهاجر غير شرعي خلال الفترة الماضية.

 

واستجابة لرغبة الرئيس ايمانويل ماكرون ستستقبل فرنسا عددا قليلا من المهاجرين الذين وصلوا إلى ميناء فالنسيا جنوب شرق اسبانيا، ولكن الأكيد أن مصالح الهجرة الفرنسية ستختار من بين راغبي الاستفادة من "الكرم الفرنسي" من تكون ملفاتهم مطابقة لحق اللجوء فقط، أي الفارين من الحروب وليس بسبب الأوضاع الاقتصادية.

 

ويشارك "سانشيث" غدا الأحد في القمة التي دعا إليها جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث الأزمة وإيجاد حلول للقضاء عليها،  ومنها إلي برلين لعقد قمة يوم الثلاثاء المقبل مع المستشارة أنجيلا ميركل بعد الأزمة التي تعرضت لها ألمانيا بعد أن أمهل وزير الداخلية زعيم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، هورست زيهوفر، ميركل 14 يوما لتقديم تقرير حول جهودها لحل الأزمة، وإيجاد حل أوروبي لمشكلة الهجرة غير الشرعية.

 

الجولة الأوروبية التي يجريها سانشيث هي برنامج أعلنه منذ توليه المنصب مطلع الشهر الحالي لتعزيز دور اسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي، والدفاع عن مصالحه لجعله أكثر قوة بين دول العالم.

 

وتطالب الدول الأوروبية الواقعة على ساحل المتوسط دول شمال أوروبا بتحمل بعض العبء وقبول لاجئين يرسون على شواطئها.

 

وفي هذا السياق تستعد دول الاتحاد الأوروبي لحضور القمة غير العادية يومي ٢٨ و ٢٩ يونيو المقبل لوضع خطوط عريضة لحل أزمة زحف المهاجرين الغير شرعيين إلى أوروبا.

 

يذكر أن إسبانيا قد استقبلت منذ بداية العام الجاري أكثر من 9300 مهاجر إلى شواطئ فالينسيا، البوابة الثالثة إلى أوروبا بحراً وراء إيطاليا واليونان، وفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، وتضاعف هذا الرقم مقارنة بنفس الفترة عن العام الماضي، كما تضاعف عدد الوفيات من المهاجرين غير الشرعيين إلى  244 حالة وفاة حتى 10 يونيو الماضي، مقابل 61 حاله من العام الماضي خلال نفس الفترة.