مغامرة صحفية| أمبراطورية «الكتعة» تتحكم فى شـوارع القاهـرة ..صور

محرر الأخبار يتسول في شوارع وسط القاهرة
محرر الأخبار يتسول في شوارع وسط القاهرة

- مغامرة تكشف حصول المتسولين على 450 جنيهاً فى 10 ساعات
- يومية أطفال الشوارع 80 جنيهاً.. والطعام والسكن بالمجان
- «الشحاتين» يستأجرون الأطفال والرضع.. و«المعاق» الأعلى سعراً


عالم مثير يحمل بين طياته تفاصيل مرعبة، أطفال مشردة، كتب عليهم العيش بلا هوية أو مكان، دون أهل، شباب ونساء وعجائز لم يروا من الدنيا سوى وجهها العفن، لم يقرروا مصيرهم، قسوة الأيام حالت بينهم وأحلامهم، ملامح كسرها الدهر وغدر بها، فأصبحت تتوق لرحلة أخرى ترحمهم من الشقاء، لا يبحثون سوى عن لقمة عيش ومكان يحميهم من أنياب زمان لا يرحم، محطات مؤلمة مرت عليهم، سقطوا داخل شباك شياطين الإنس، لم ترحم ضعفهم، استغلتهم لجنى الأرباح.. «الأخبار» اقتحمت العالم الخفى لمافيا التسول وتخوض مغامرة تكشف من خلالها الوجه الحقيقى لعالم أطفال الشوارع وترصد تجربة واقعية استمرت أسابيع لتحكى عن مأساة هؤلاء وتنقل واقعهم المخيف وتجيب بالبراهين عن الأسئلة العالقة فى أذهان الكثيرين، من يدير عالم مافيا التسول ومن يحرك امبراطورية الشحاتين الذين يجوبون شوارعنا ؟.. حكايات وأسرار تكشفها السطور القادمة التى تحتضن روايات صادمة لأشخاص يعيشون خارج جلباب الحياة.

 

 

 

اليوم الأول كان الأصعب، فهم لا يقبلون غريبا بين صفوفهم، يعرفون بعضهم جيدا ولكن فى هذا العالم المال يدير كل شيء، يفتح جميع الأبواب.. الساعة كانت الخامسة مساء، اقتربت من أحدهم، جلست بجواره أمام إحدى إشارات المرور بمنطقة وسط البلد، عرفنى باسم الشهرة يدعى «محمود عطا».. تحدثت إليه فى محاولة لإقناعه بمساعدتى لخوض مغامرة ربما تحمل الكثير من العواقب، لحظات من التفكير أعقبها موافقته بعد عرض مبلغ من المال مقابل تسهيل مهمتى فى قضاء ساعات داخل هذا العالم الغامض، جلس فى جلباب المعلم يشرح لى كيف أتعامل فى الشارع، طلب منى ضرورة ارتداء ملابس تتناسب مع المهمة الجديدة، عرض قائمة من النصائح حتى لا يفتضح أمرى فهناك لا مجال للخطأ.

 


مع شمس يوم جديد وفى العاشرة صباحا انطلقت للمكان المتفق عليه بالقرب من منطقة العتبة، احضر مرشدنا عبوات مناديل لبيعها، ساعة تلو الأخرى، ليس هناك جديد، تابعت العمل حتى اقتربت من الثالثة عصرا ليأخذنى إلى أحد الأرصفة لنحصل على قسط من الراحة وسط جموع من الشباب والأطفال، بدأ بعضهم فى الإفصاح عن حكايته كعادتهم لتفريغ همومهم، فلا أحد يسمعهم سوى أنفسهم ليروى شخص يدعى «الليثى» قصته قائلا : «الواحد زهق من الشغلانة، وخلاص نفسنا ربنا يتوب علينا، أنا من ساعة ما جيت من أسيوط ومفيش جديد، الحياة بقت تقرف، الواحد بيطلع عينه طول اليوم وفى الآخر يأخذ 80 جنيه طب دا يرضى ربنا»، قاطعته بالسؤال عن سر تواجده فى الشارع واختيار الابتعاد عن أهله ليجيب بضحكة ساخرة : «هو فى حد مننا عارف مين أهله يا عم إحنا كلنا عيال الشارع» وبعد لحظات من الصمت صدمنى آخر ويدعى «سعيد بيبو» فى العقد الثانى من عمره قائلا : الواحد نفسه يشتغل شغلانة محترمة ويبطل التسول فى الشارع، المعلمين مبقوش بيرحموا، هما قاعدين فى بيوتهم وإحنا بنتبهدل فى الشوارع عشان فى الآخر ناكل ونام، حان وقت الرحيل تحركت مع الدليل ولكن هذه المرة لمنطقة أخرى بتقاطع شارع محمد محمود مع شارع يوسف الجندى بالقرب من ميدان التحرير وكانت الساعة تجاوزت السادسة والنصف، التقيت هناك بأحد ممن يعمل فى مهنة التسول ليتحدث إلىّ بعد الاطمئنان من مرشدى ليحكى عن مفاجأة كانت بداية الخيط لكشف الحقيقة قائلا : أنا فى الشغلانة بقالى 10 سنين، وشكلى خلاص هكمل حياتى كده، الحمد لله بنكسب كويس والدنيا ماشية والمعلم مبيبخلش علينا بحاجة، أنا منطقتى هنا حسب جدول الشغل، إحنا أساسا من السلام بس بناكل عيش بالشغل فى التحرير من بيع الورد وغيره واحنا كلنا أصحاب من زمان، لم يكمل حديثه بسبب أصوات تحذيرية بوجود دورية للشرطة فى المكان، لم نجد سوى الفرار للهروب من السقوط فى قبضة الداخلية حتى وصلنا للاختباء فى أحد الشوارع الخلفية.

 


ناضورجية المعلمة


جلسنا لبعض الوقت ننتظر الأوامر للعودة من جديد، سألت أحد الهاربين عن مصير من يتم القبض عليهم ليجيب بشيء من الاستغراب : انت أول مرة تشتغل ولا إيه، طبعا «الناضورجية» هيبلغوا المعلمة وهى هتتصرف وتبعت حد يخرجهم من القسم، بسرعة قاطعته بالسؤال إنت شغال مع مين ؟ ليجيب : مع المعلمة «فتحية الكتعة» بتاعة السلام.. غادرنا المكان ولم تتضح الصورة لنا بعد، فهناك مزيد من الأسئلة تحتاج لإجابات، اتفقت مع «عطا» الدليل أن أقضى معه يوما آخر، فى نفس الموعد تقابلنا مجددا فى منطقة وسط البلد، تحركنا ولكن هذه المرة فى زى مختلف ولون جديد وطريقة أخرى للتسول حيث قمت بارتداء جلباب واستخدام «عكاز» على أننى صاحب إعاقة، تم تجهيز الأمر فى أحد الجراجات القريبة من المكان لنبدأ رحلة جديدة للكشف عن جوانب هذا العالم، ساعات من التسول ربحت فيها كثيرا من الأموال ولكن العائد حصل عليه محمود بالكامل حسب الاتفاق وعند سؤاله عن كيفية تقسيم تلك الأموال؟ قال لنا : «إحنا شغالين مجاميع كل مجموعة ليها إيراد لازم تجيبه فى اليوم وفى الآخر بنروح لرجالة المعلم نسلمهم الفلوس وناخد اليومية وهما بيوفروا لنا كل حاجة: الأكل والشرب والهدوم والسكن والمواصلات كله ببلاش قصاد الإيراد، استكملت رحلتى لساعات أخرى كنت فيها على قرب من هؤلاء، غاب عنى الدليل لبعض الوقت، لأتابع مغامرتى فى الشارع وأجلس مع أحد أطفال الشوارع، رفض ذكر اسمه، ولكنه تحدث إلىّ بعفوية كاملة عن عمله فى الشارع قائلا : أنا شغال مع الست «حفيظة» ربنا يديها الصحة بمشى معاها فى كل مكان وبنطلب من الناس المساعدة وفعلا الناس مش بتتأخر عشان هى ست كبيرة فى السن وبنصعب على الناس وفى الآخر بآخد منها اليومية وبتروح هى تنام فى «المكنة» بتاعتها ويقصد بها الغرفة التى تعيش بها وأنا بروح بيتنا.


وبسؤاله عن سر تواجده معها ؟ قال : هى بتدفع إيجار لأبويا وأمى عن شغلى معاها 60 جنيه فى اليوم ومفيش قدامى حاجة غير كده فبشتغل معاها وربنا بيكرمنا وأخويا شغال مع ست تانيه وعشان عنده مشكلة فى عينه بياخد 100 جنيه يومية. استكمل جولتى بعد عودة الدليل الذى كان بمثابة النور الذى يضىء أمامنا الطريق ليكشف لى مزيدا من الحكايات قائلا : تعرف إحنا مش عايشين، المعلمين بيبيعوا ويشتروا فينا براحتهم وكل واحد وليه ثمن عشان إحنا ملناش أهل وفيه ناس مننا كان ليهم أهل بس تاهوا عنهم.

 


إتاوة العمل المنفرد


تحركت فى صمت، فالواقع مرير والحقيقة مرعبة، طرحت عليه السؤال الذى تردد فى ذهنى كثيرا: هل كل من يتسول فى الشارع يقع تحت قبضة هؤلاء المعلمين من البلطجية؟ ليجيب قائلا : «مش كل اللى بتشفهم فى الشارع بيشتغلوا مع معلمين، فى ناس كتير شغالة لحالهم بس بردوا «الناضورجية» من البلطجية والمسجلين اللى مسئولين عن الأماكن بيخدوا منهم نسبة «إتاوة» عشان يشتغلوا فى الشارع وكله بيرزق والدنيا بتمشى، تجولت فى الشارع أتابع حركة الأشخاص الذين يتسولون بالقرب من مكان تواجدى ربما أخرج بمزيد من الحكايات.


جلست أمام أحد المقاهى لأتابع مشهدا يؤكد صدق كلمات كل من قابلت فى رحلتى داخل عالم التسول، سيدة تجوب الشوارع مع أطفال صغار تجنى ثمار التسول وبعد ساعات من العمل يأتى «تاكسى» ليأخذها ويرحل، فى نفس الموعد مساء اليوم التالى ذهبت لنفس المكان لأشاهد من جديد نفس المشهد بكل تفاصيله لندرك حقيقة أن التسول بات مهنة تحتضن الكثيرين من الأطفال والشباب والشيوخ ويديرها البلطجية والمسجلون.


مع مطلع يوم جديد وفى الساعة الثالثة عصرا كانت المحطة الأخيرة من مغامرتى على رصيف سلم محطة مترو محمد نجيب جلست هناك، استكمل ساعات التسول لجنى مزيد من الأموال محققا ما يقرب من 450 جنيها فى أقل من 10 ساعات، تقابلت بشخص جديد فى هذا العالم، بدأ الحوار بيننا بمطالبتى بمغادرة المكان بحجة أنه يتسول به ويجب ألا أقف له فى لقمة عيشه، تحركت بعد لحظات من ذلك الحوار خوفا على نفسى من بطش البلطجية من «الناضورجية» الذين ربما يراقبوننى دون أن أدرى أماكنهم، خطواتى دفعتنى للركوب داخل إحدى عربات المترو من محطة محمد نجيب لأكتشف أن هناك عالما آخر من التسول وشخصية أخرى تدير العملية بكاملها داخل محطات المترو حيث توجد سيدة فى الخمسين من عمرها، ملامحها تحكى عنها، تتعامل مع الأطفال وكأنهم عبيد امتلكتهم، تصدر لهم الأوامر وعليهم التنفيذ، تقوم بتوزيعهم على عربات المترو من أجل قيامهم بجمع الإيراد من التسول على المواطنين وفى نهاية المطاف يعودون لها وتحصّل منهم الأرباح ثم تنصرف عنهم فقد قاموا بالمهمة على أكمل وجه وسط غياب تام للمسئولين عن الأمن داخل محطات المترو.

 

 


داخل «المغارة»


فى نهاية المغامرة طلبت من مرشدى اصطحابى للمكان الذى ينامون فيه ويجتمعون بداخله، رفض فى بداية الأمر ولكن بعد محاولات استمرت لأكثر من نصف ساعة وافق ولكن بشرط أن نراقب المكان عن بعد ولا نجلس هناك طويلا حتى لا يلاحظ أحد وجودنا من رجال المعلم الذى يعمل معه والذى رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من العقاب الذى قد يصل إلى حد القتل مطالبا عدم نشر صورته أو الإدلاء بمعلومات عنه، وافقت رغم أننى أعلم قدر المجازفة، ذهبت إلى هناك بخطوات بطيئة، ربما لا أجيد التعامل مع الأمر لو كشف السر، وصلنا إلى مكان يطلق عليه منطقة «المغارة» أسفل كوبرى الساحل بمنطقة شبرا، المكان يشبه الكهوف المهجورة، رائحة عفنة تفوح من هناك، أصوات عالية نخشى الاقتراب منها، فالداخل مفقود والخارج مولود، هنا كل شيء مباح، المخدرات والسلاح وغيرهما، الدخان يخفى الوجوه المتواجدة الذين تحولوا لأداة يستغلها تجار البشر من البلطجية والمسجلين الذين يفرضون سيطرتهم عليهم ويديرون وحدهم عالم المتسولين، لم أستطع الصمت لدقائق حتى طلبت المغادرة، فالمكان وحده يحتاج لتحقيق منفرد لكشف تفاصيله المأساوية والحكاية باتت واضحة ولا تحتاج لمزيد من البراهين.. غادرت المكان وأنا أنظر إلى هؤلاء الذين يعيشون فى شباك تجار البشر أمثال «الكتعة» وغيرها من المسميات التى كنت أظن أنها لا توجد سوى فى خيال مؤلفى الدراما والسينما ولكن أثبتت التجربة أن فى كل مكان معلما أو معلمة تشبه «الكتعة» تجنى كثيرا من الأرباح وتتحكم فى شوارعنا من خلال مجموعة متسولين من الأطفال والشباب والشيوخ الذين يحتاجون ليد العون من الدولة من أجل إنقاذهم.

 

 


للتسول وجوه كثيرة


على مدى ساعات رحلتى داخل هذا العالم أيقنت أن التسول أصبح مهنة تحمل وجوها كثيرة وتعتمد فى المقام الأول على الفوز بعطف الناس كما أدركت أن هناك متخصصين يعملون من أجل ابتكار أفكار جديدة للتسول من أجل ضمان استمرار المهنة فى تحقيق الأرباح.. السطور القادمة نرصد من خلالها أحدث الطرق والخدع التى شهدها عالم التسول على مدى الفترة الماضية.


شحات آخر شياكة


«شحات آخر شياكة» أو «الشحاتين المودرن» هو مصطلح جديد داخل عالم التسول ويطلق على رواد تلك المهنة الذين يرتدون ملابس جيدة ويضعون أفضل أنواع العطور من أجل خدعة الناس بحجة أنهم ضحايا تمت سرقتهم خلال رحلتهم إلى القاهرة ويحتاجون لمبلغ من المال للعودة للمحافظة التى ينتمون إليها وينتشر هذا الأسلوب بالقرب من المحلات التجارية والمولات الشهيرة ويحقق هؤلاء مكاسب طائلة حيث إن المساعدة فى هذه الحالات لا تقل عن متوسط خمسين جنيها وبهذا يحقق هؤلاء إيرادات يومية تتخطى الـ 500 جنيه.

 

 


نساء فى ثوب سوريات


القضية السورية كانت ملهمة لمافيا التسول فى مصر حيث تمت الاستفادة بها فى تنفيذ فكرة جديدة أساسها تعاطف الشارع مع اللاجئين من أهل سوريا الذين حضروا إلى بلادنا هربا من المعارك الشرسة التى دمرت وطنهم وتعتمد الفكرة على النساء فقط الذين يتم تدريبهن جيدا على التحدث باللهجة السورية ويقمن هؤلاء بارتداء نفس ملابس أهل سوريا ويتجولن فى الشوارع يطلبن المساعدة من أجل الحياة وهنا يقع الكثيرون فى الخدعة ويقدمون لهن المساعدة على أنهم من أبناء الشعب السورى وتحقق هذه الطريقة عائدا مرتفعا قد يتخطى الـ 600 جنيه فى اليوم الواحد.

 

 


معاق بأوراق وهمية


هناك طريقة أخرى للتسول ولكن تعتمد على شخص يعانى من إعاقة يرافقه أحد الأشخاص صاحب حنجرة قوية يتجولان فى الشوارع ويجلسان أمام المساجد ويهتف هذا الشخص طالبا من الناس المساعدة من أجل إجراء جراحة عاجلة لهذا المعاق حاملا مستندات وهمية بحالته الصحية وهذا النوع يحقق مكاسب مرتفعة أيضا لأن الكثيرين يدفعون لهما الأموال على أساس أنه يحتاج لمبلغ ضخم من أجل إجراء الجراحة وإنقاذه من الموت وتعد الفكرة ضمن القائمة الأكثر ربحا فى عالم التسول حيث يجنى الشحاذ منها مبلغا يتخطى الـ 700 جنيه فى ساعات عمل أقل بالشارع.

 

 

عجوز على الطريق


الطرق السريعة هى الأخرى كان لها نصيب من الأفكار والخدع فقد انتشرت طريقة جديدة للتسول وتعتمد على كبار السن حيث يمسك أحدهم بقطعة من القماش ويقوم بتنظيف السيارات فى المواقف العشوائية خاصة على الطريق الدائرى ويطلب من كل سيارة جنيها واحدا ليحقق يومية تتخطى 300 جنيه فى اليوم.


خدعة عامل النظافة


خلال رحلتى اكتشفت آخرين يتجولون بزى عمال نظافة يمسكون بنفس الأدوات ولكنهم فى حقيقة الأمر يختبئون داخل تلك الملابس من أجل كسب تعاطف الناس معهم وهذا النوع انتشر بشكل كبير ويتواجدون فى الشارع بشكل يومى فى نفس المواعيد الرسمية لعمال النظافة ويحصلون على إجازة رسمية من التسول مع العطلات الرسمية بالدولة.

 


فخ وسط القمامة


هناك مجموعة من المتسولين اختاروا الجلوس وسط القمامة فى شكل مشردين يتناولون طعامهم من البحث فى القمامة وهذا النوع يحقق مبالغ ضخمة حيث إن الطريقة يخدع بها كثيرون ويقدم الناس على مساعدة هذا الشخص دون أن يعلموا أنهم ضحية سقطت فى شباك مافيا التسول.


متسول بدرجة بهلوان


آخرون يعتمدون على مهاراتهم الخاصة حيث يقومون بتقديم العروض البهلوانية فى الشوارع وتشتهر تلك الطريقة للتسول فى المناطق الشعبية ويعد عائدها المادى هو الأقل ويقوم من خلالها المتسول بتقديم حركات استعراضية وفى نهايتها يتجول بين من حضر ليحصل على أموال منهم، مع كل يوم جديد تظهر أفكار أخرى وتبقى دائما للحكاية وجوه لم نكتشفها بعد فى عالم التسول.