المنتقبة ضحية العاشقة المجنونة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مجنونة أم انتابتها لوثة، لم تراودها نفسها ولو برهة، بعدما سيطر عليها شيطانها، وأعمى الحب قلبها، وأصبحت مغلقة الفهم والضمير، وسلبت من الأمس فرحته، فقتلت زوجة زميلها بالعمل، بدلًا من أن تحني رأسها خفرًا وحياءً بل تعترف بعشقها له.


أخذت العاشقة المجنونة تبحث عن الحب حتى وقعت عيناها على زميل لها بالعمل، وتوسمت فيه فتى أحلامها، والفارس الذي باتت تحلم به، نسجت خيوطها حوله، والتقرب منه باختلاق الروايات طمعًا في الجلوس معه، ونجحت في لفت نظره إليها، وبعد تفكير أفاق الزوج، وصارحها بحقيقة الأمر بأنه متزوج ويحب زوجته الجامعية المنتقبة، الحافظة للقرآن، والتي لها في كل قلب تقدير، والمتحدثة كأشهى مايكون الحديث، ولها على كل لسان كلمة إعجاب ممن يحيطون بها ويشيدون بأخلاقها القويمة.


استشاطت العاشقة غيظًا وحنقًا، من كلمات المدح التي أمطرها بها الزوج عن زوجته، واتخذت القرار، وتوجهت إلى منزل الزوجة التي استقبلتها بترحاب وسعة صدر بعدما أخبرتها بأنها زميلة زوجها بالعمل، وانطلقت الكلمات من بين ثنايا فمها تصارحها بحبها له وعشقها ورغبتها في الزواج منه كالرصاصات تخترق جسد الزوجة كأن جمرَا يتوقد بين ضلعيها، واتسعت عيناها ذهولَا، وانعقد لسانها عن الكلام، تعلو وجهها الدهشة التي تعاظمت وتموج انفعالاتها على وجهها حتى أصبحت لا تسمع ولا ترى، ونشبت بينهما مشادة كلامية بينهما، وطلبت منها الانصراف، وفجأة انتفضت العاشقة من فوق مقعدها، وأخرجت من حقيبتها سكينًا كان بحوزتها، وطعنتها طعنة بالرقبة هرولت على إثرها الزوجة إلى شرفة الشقة، بينما تنفجر منها الدماء كالشلالات، وبصرخات مدوية تطلب الاستغاثة إلا أنها انقضت عليها بشراسة النمر، وسددت لها عدة طعنات أخرى في أماكن متفرقة من جسدها، ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة وسط بركة من الدماء.


وداخل محكمة جنايات شبرا الخيمة، جلست عائلة الزوجة المجني عليها ترتقب حكم القضاء الذي جاء بردًا وسلامًا وطمأنينة على روح الزوجة، وشفاءً لغليل صدورهم.


حيث أصدر المستشار هشام التوني، رئيس المحكمة قراره بإحالة العاشقة المتهمة إلى فضيلة المفتي، بينما انهارت العاشقة وراء القفص الحديدي تتساقط الدموع من عينيها، وانهمرت في البكاء حتى أشهرت غددها الدمعية إفلاسها، وتوقفت تماما عن ضخ الدموع، وتحولت إلى غدد للنحيب الجاف.