«مغتصبات الحروب».. النزاع انتهي والألم مستمر

«مغتصبات الحروب»..النزاع انتهي والألم مستمر
«مغتصبات الحروب»..النزاع انتهي والألم مستمر

تعد الحروب أبشع ما عرفته البشرية على الإطلاق، فرفع الإنسان للسلاح في وجه أخيه واغتصاب الأراضي والحقوق، حرفة أجادها الملايين عبر التاريخ وقدموا لها العديد من الأسباب، ولأن كل شيء مباح في الحروب فقد أبادت النزاعات كل شيء فكما أبادت الأراضي والأبنية والحرث، أبادت أيضا الإنسانية والكرامة والنخوة ومرت دون عقاب.

 

لم تفلح المؤتمرات العالمية أو معاهدات السلام في إعادة أو إصلاح ما دمرته الحروب فانتهى القتال وأعيد تشييد ما هدم، وأعيد ترميم ما دمر ولكن بقيت النفوس التي أصابها الوجع شاهدا على بشر تخطت وحشيتهم الحيوانات المفترسة.

 

«ألبانيا - كوسوفو - أفغانستان – رواندا- العراق- السودان - الكونغو – البوسنة – نيجيريا - سيراليون»..وقائمة طويلة من الدول التي شهدت أرضها أبشع جرائم الإنسانية المرتكبة ضد النساء، فالاغتصاب وجرائم العنف الجنسي كانوا امتدادا للعنف المسلح وكأنها خطة ضمن الخطط العسكرية الموضوعة للحرب، حيث تسابق العساكر على هذا الأمر الوحشي وكأن النساء غنائم وحق مكتسب لهم.

 

يؤدي العنف الجنسي إلى صدمة جسدية ونفسية شديدة، ويكون سببا مباشرا للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وأحيانا إلى الوفاة، وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تتضاعف معاناة الضحايا: فإلى جانب ما يعانونه من إصابات وصدمات نفسية خطرة وطويلة الأمد، فهم يوصمون بالعار ويصبحون منبوذين داخل عائلاتهم ومجتمعاتهم وكأنهم جناة وليسوا ضحايا.

 

في 19 يونيو عام 2015، قررت الأمم المتحدة اعتبار هذا اليوم «يوما عالميا للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع»، حيث أرادت بهذا اليوم أن تنشر التوعية ضد تلك الجرائم وأن تساهم في دعم ضحاياها والناجين.  

 

في هذا التقرير، تستعرض بوابة أخبار اليوم، نماذج لأبرز الدول التي تعرضت لتلك المآسي الأخلاقية التي تركت بصمة سوداء في جبين الإنسانية.

 

سيراليون

في 2002، انتهت الحرب الأهلية بسيراليون ولكنها تركت دولة مهلهلة، تركت أكثر من نصف التعداد الكلي للبلاد مشردين، كما تركت حوالي ربع مليون امرأة وقد قتلوا ولكنهم لازالوا على قيد الحياة، ربع مليون امرأة تعرضوا للاغتصاب وكأنهم يدفعون ثمن الحرب.

 

رواندا والكونغو

أما رواندا، فقد حملت حرب «الثلاثة أشهر» هناك مآسي لم يسبق لها مثيل، ففي تلك الفترة القصيرة تم اغتصاب 250 ألف سيدة، كذلك الكونغو التي تسابق المغتصبين فيها في تحقيق أكبر عدد من هتك عرض النساء، حيث بلغ عدد النساء المغتصبات هناك 48 سيدة كل ساعة.

 

البوسنة

23 عاما مرت على انتهاء حرب البوسنة، ولا تزال آثار الألم والشعور بالعار تهيمن على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب إبان ذلك النزاع الذي استمر من العام 1992 إلى العام 1995، بلغ عدد النساء الضحايا من 50 إلى 60 ألف امرأة واللاتي اغتصبن على يد الصرب، منهن من فقدت حياتها ومنهن من عاشت تحت تأثير العقاقير والمهدئات والعلاج النفسي.

 

نيجيريا

تعاني تلك الدولة الإفريقية من نزاع دائم مع جماعة بوكو حرام الإرهابية، والتي تتخذ من سياستها صبغة دينية شبيهة بكافة التنظيمات المتشددة، وتعيش البلاد في حالة من عدم الاستقرار الدائم نتيجة تلك ما تقوم به من تفجيرات وعمليات خطف لمدنيين.

 

وفي عام 2015، قامت التنظيم بخطف حوالي 1000 فتاة من طلاب المدارس وأجبرتهن على ارتداء الحجاب والظهور في فيديوهات جماعية، وفور إطلاق سراح بعضهن تحدثوا عن تعرضهن لحوادث اغتصاب وعنف جنسي، إضافة إلى إجبار البعض منهن على الزواج القسري.

 

سوريا والعراق

ظهر منذ سنوات، تنظيم داعش الإرهابي ليسطو على تلك الدولتين الشقيقتين، ويتحول لكابوس أرعب الملايين وحول حياتهم لجحيم.

 

ارتكب هذا التنظيم جرائم وتفنن في تطبيق أبشع وسائل القتل تجاه معارضيه، ليس هذا فحسب بل طمع في النساء واعتبرهن حقا له ومكافأة على ما ينفذوه أعضائه من إرضاء الله ورسوله – على حد زعمهم.

 

لم تصدر إحصائيات محددة تشير إلى عددا كليا للنساء اللاتي تعرضن للاغتصاب والانتهاكات الجنسية، لكن قدرن بالآلاف ممن تم اغتصابهن ومن أجبرن على زواج ومن أجبرن على ممارسة جهاد النكاح خشية التعرض للقتل في حالة الرفض.