صور وفيديو| بعد افتتاح «الشريفين».. استكمال تطوير القاهرة الخديوية في انتظار التمويل

شارع الشريفين
شارع الشريفين

أضواء حديثة تزين المكان الممتلئ بالمباني الأثرية.. مجموعة من الأصدقاء يسيرون جنبا إلى جنب، وأصوات ضحكاتهم تتعالى وتملأ المكان بهجة، وسعادة، يحملون تليفوناتهم ويلتقطون صور لتخليد مرورهم بهذا الشارع وهذه المنطقة، وعائلات قررت المرور بالشارع لقضاء أوقات ممتعة والترويح عن أنفسهم.. انه شارع «الشريفين» الذي بات ينافس أرقى الشوارع الأوروبية بعد تطويره.

 

يقع شارع «الشريفين» في قلب منطقة البورصة، أحد أبرز المناطق بوسط البلد، وأكثرها تاريخية وأثرية، يأتيها المواطنين والسائح من كل صوب وحدب، لرؤية عمارتها المميزة، والتي ضاهت العمارة الأوروبية، وجمالها فاق جمال مدن القارة العجوز، القاهرة الخديوية، والتي أعادتها التجديدات التي اتخذتها محافظة القاهرة على عاتقها، ضمن أبرز المناطق السياحية المستهدفة جذب المهتمين بالمناطق التاريخية. 

 

تحول شارع «الشريفين» إلى لتحفة بعد تجديد كافة المباني والعقارات التي تطل عليه، وأبرزها متحف البورصة المصرية، وعدد كبير من البنوك، والتي بنيت بطراز قديم، لتواكب أصالة وعراقة منطقة وسط البلد، وعقار يعود تاريخه لعام 1905، وتحويل الشارع لمتحف مفتوح، ضمن خطة لتطوير القاهرة الخديوية بأكملها.

 

 

الحفاظ على الطراز القديم

 

أكد أحد المهندسين المشرفين على مشروع تطوير «القاهرة الخديوية» أن العاملين بالمشروع يقوموا بتغيير «الفورم البنائية»، وإعادة ترميم فتحات التكييفات الملغية بالبلكونات، و ترميم الرطوبة و أي خلل في الفنيات، مضيفا أن الترميم والدهانات يتم تنفيذها من الخارج فقط.

 

وتابع قائلا إن الشركات العاملة على التطوير تقوم بإعادة ترميم الكرانيش، مؤكدا أن المحافظة قد شددت على جميع الشركات بضرورة الحفاظ على الطراز القديم لجميع العقارات.

 

 وأضاف أن «العمل يتم بالتنسيق مع هيئة التنسيق الحضاري وأن هناك استشاريين تابعين للمحافظة يقوموا بتوجيهانا في عملنا، ونعمل مع عمال على أعلى مستوى وبخامات مقاومة للطبيعة وللشمس وللأمطار والرطوبة»، مؤكدا أنه يوميا يقوم مسؤول بالمحافظة بالمرور لمتابعة الأعمال وعندما يجد عمل يريد إعادته يقوم بتوجيهانا وبالفعل نقوم بإعادة العمل.

 

 

أصحاب المحلات: سعداء بالتطوير..والمحافظة وعدتنا بحل مشاكلنا

 

أكد «محمد» أحد أصحاب المحلات المتواجدة بمنطقة البورصة أن المسؤولون بالمحافظة طالبوا أصحاب المحلات بوضع كاميرات مراقبة، وصندوق للقمامة أمام كل محل، مضيفا أنه «خلال فترة التطوير شهدنا حالة من التوتر والارتباك في المنطقة ولكن بعد أن تم الانتهاء من عملية التطوير بشارع الشريفين والبورصة سادت بيننا جميعا حالة من الفرح نتيجة الجمال التي تشهده المنطقة حاليا».

 

وأضاف «محمد» أن المسؤولون قاموا بوعدهم بحل جميع مشاكلهم وطالبوا منهم الالتزام داخل المحل وعدم إخراج أي أشياء أو بروز خارج المحلات، وتابع قائلاً إن أصحاب المحلات تعانوا مع المسؤولون في تنفيذ عملية التطوير.

 

 

تفاصيل المرحلة «الأولى والثانية» لتطوير «القاهرة الخديوية»


قالت  د. سهير زاهى أستاذة العمارة والتنسيق العمراني بهندسة القاهرة وعضو مجلس إدارة جهاز التنسيق الحضاري والاستشاري العام لتطوير القاهرة الخديوية بالمرحلة الأولى التي بدأت عام 2014 وانتهت عام 2017، إن مصطلح «القاهرة الخديوية» يقصد به «قاهرة الخديوي إسماعيل» وهى مناطق « ميدان التحرير، وميدان هليوبوليس، وميدان عابدين، وهدى شعراوي، وقصر النيل، وشارع الألفي»، مضيفة أن القاهرة الخديوية تحتوي أيضا على عقارات بناها الخديوي عباس حلمي الثاني. 

 

وتابعت د. سهير زاهي، أن تطوير القاهرة الخديوية في المرحلة الأولى استمر لمدة 3 أعوام متواصلة من العمل المتفاني، وكان يتم العمل على التطوير بحب وإخلاص وأمانة من جميع العاملين على المشروع، والمشرفين عليه، مضيفة أنه في نوفمبر ٢٠١٤ بدأ مشروع التطوير في شارع الألفي وميدان عرابي ثم امتد إلى باقي الشوارع والميادين.

 

 

منطقة محمية بالقانون

 

وأضافت د.سهير زاهي أنه تم إصدار قانون التنسيق الحضاري عام 2008 كباب مستقل ضمن قانون البناء رقم ١١٩ الصادر في عام ٢٠٠٨، وبناءا على هذا القانون تم تسجيل «القاهرة الخديوية» كمنطقة تراثية ووضع جهاز التنسيق الحضاري اشتراطات الحماية بالمنطقة، وذلك يعني أن مباني القاهرة الخديوية محمية بالقانون.

 

وأكدت د.سهير زاهي أنه تم تطوير 200 مبنى بشوارع القاهرة الخديوية كمرحلة أولى في عام 2017، واستقبل أهالي المنطقة عملية التطوير بحالة من السعادة والترحيب، مضيفة : «أنه في تلك الأيام تسيطر علي حالة من الحزن عند مروري بالشوارع التي تم تطويرها بالمرحلة الأولى وأجد الدعاية الإعلانية تغطي المباني التي تم تطويرها وأعمال التخريب تسيطر  على الشوارع وأعمدة الإضاءة مائلة، واللافتات المهنية تعود إلى واجهات المباني وتغطي الزخارف والتفاصيل المعمارية وذلك بالمخالفة للقانون».

 

 وطالبت د. سهير زاهي المحافظة بعدم استخراج تصاريح للورش والمخازن وأن يتم تعيين كوادر تقوم بالإشراف على الأماكن المطورة، بالمرحلة الأولى والثانية، وعدم استخراج تصاريح للإعلانات داخل المنطقة وذلك طبقا لقانون التنسيق الحضاري واشتراطات المنطقة.

 

 

المرحلة الثالثة في انتظار الدعم 

 

وقال سعيد البحر مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية، إن مشروع التطوير بدأ في المرحلة الأولى بشارع الألفي، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية للتطوير ويتم الآن العمل بالمرحلة الثالثة، مضيفا أنه تم الانتهاء من تطوير 200 عقار و هناك 500 عقار إلى جانب الميادين الفرعية بوسط البلد في انتظار التطوير.

 

وتابع سعيد البحر قائلاً إن استكمال عمليات التطوير يحتاج دعم مادي لأن ليس هناك ميزانية كافية لاستكمال تطوير شوارع القاهرة الخديوية، مضيفا أن عمليات التطوير تتم بمشاركة مجتمعية، وبتبرعات رجال الأعمال وشركات إدارة العمران، والتأمينات.

 

وأكد مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية، أن قيادات ومسؤولين محافظة القاهرة يقوموا بعقد اجتماع أسبوعي، مع هيئة النظافة، والمرور، والمرافق، ورؤساء الأحياء، ووزارة الإسكان،والاستشاريين، لبحث تنفيذ عمليات التطوير.

 

وتابع سعيد البحر قائلاً: المرحلة الثالثة للتطوير بدأت بمنطقة البورصة بشارع الشريفين وتم الانتهاء من تطوير 20% من المنطقة، ودعا رئيس مشروع القاهرة الخديوية البنوك المتواجدة بالمنطقة للمشاركة والتقدم بالدعم المادي لاستكمال عمليات التطوير بالمرحلتين الثالثة والرابعة. 

 

وأكد سعيد البحر، أن اتحاد البنوك قد ساهم في المرحلة الأولى والثانية للتطوير، وذلك بجانب المشاركات الاجتماعية، وتحتاج الآن منطقة البورصة تمويل بقيمة 20 مليون لاستكمال عمليات التطوير، مضيفا أن هناك 14 عقار في انتظار التطوير.

 

وبسؤال رئيس مشروع القاهرة الخديوية عن سبب عدم تطوير مبنى البورصة المتواجد بشارع الشريفين أكد سعيد البحر أن البورصة في بداية الأمر طالبوا بالتطوير، وعند بدء العمل رفضوا دفع 2 مليون لتطوير الواجهات والأرضيات والمرافق المجاورة للبورصة وأعمدة الإضاءة.