صور| «العرضحالجي».. كاتب عموم عفى عليه الزمن !!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استمرت مهنة «العرضحالجى» لعقود طويلة، خاصة في دول العالم الثالث، التى ينتشر فيها الأمية والجهل والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية، وهى مهنة من يقوم بالكتابة بالنيابة عن الغير ممن لا يجيد القراءة أو الكتابة، وغير ملم بالطريقة الإدارية والقانونية المطلوبة منه لاستيفاء بعض الأمور الهامة، حتى يكون بمثابة كاتب عمومي يلجأ اليه الناس لقضاء حوائجهم من هذا الجانب.


و"العرضحالجي" هو الشخص الذي يكتب "العرضحال" أو رسالة عرض المشكلة والتي تستوفي الدمغة الحكومية اللازمة، وفي بعض الأماكن يجلس أمام المحكمة أو المصالح والدوائر الحكومية ليكتب للناس شكواهم نظير أجر معروف، و تعتبر مهنة الكاتب العمومي مهنة حرة تقدم خدمات كتابية على أشكال وأنواع ولغات مختلفة مثل كتابة المراسلات وقراءتها وترجمتها، فالخبرة الواسعة التي يحصل عليها الكاتب من تلك المهنة ترجع لحكمته في النصح والإرشاد والفتاوى ويبدي رأيه في المواقف والمشاكل والنزاعات، ولكن بصورة ودية وليست قانونية، فجلوسهم أمام المحاكم ومعايشتهم للقضايا تسمح لهم ببناء خلفية معرفية طويلة.

 

"العرضحالجي" يجب أن يكون شخصية معروفة لأبناء البلدة التي يعمل بها حتى يكون له متسع من الثقة نظرًا لأنهم يعتمدون عليه في مكاتباتهم الرسمية، وفي البداية كان يكتب بقلم جاف ويجلس بالأسواق العمومية ولا يحدد أجرًا معينًا مقابل مهنته، فقط يقوم الناس بإعطائه حفنة من النقود، إلى أن تطور وضعه وأصبح يكتب على الآلة الكاتبة بخفة وسرعة ومهارة تتوازى مع سرعة الكلام المنطوق دون الوقوع في أخطاء، ثم أصبح الحاسب الآلى وسيلة الكاتب في عمله.

 

 

ولم يعد الشكل القديم "العرضحالجي" قائما حيث كان يرتدي جلابية كالحة ومنديل محلاوي يضعه تحت طاقيته اذ لم يمتلك مظلة والآن أصبح "العرضحالجي" حاصلا علي شهادة متوسطة وجامعية.


و "العرضحالجي" يجب ان يكون حاصلا علي رخصة (كاتب عمومي) التي تصدرها وزارة الداخلية لمن يريد مزاولة هذه المهنة والرخصة أيضا مشروطة بإشتراطات صارمة منها التنبيه علي "العرضحالجي" بإتباع احكام اللائحة الصادرة عن وزارة الداخلية منذ أكثرمن 110 اعوام تحديد في 6/1/1894 والتي تنص علي وجوب إبراز الرخصة لأفراد الشرطة كلما طلبوا ذلك مع جواز سحبها دون تقديم مبررات فورية.