أخر الأخبار

«ترميم الكنائس».. الوطن يصلح ما أفسدته الجماعة الإرهابية

"ترميم الكنائس"..الوطن يصلح ما أفسدته الجماعة الإرهابية
"ترميم الكنائس"..الوطن يصلح ما أفسدته الجماعة الإرهابية

تحتفل مصر بذكرى ثورة 30 يونيو، تلك الانتفاضة التي قامت في مواجهة الإرهاب الإخواني الذي جثم على صدر مصر عقب تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية حيث عاشت مصر عاما من القرارات الخاطئة والسياسات غير المدروسة إضافة إلى ازدياد أعمال العنف والجرائم المتشددة والاضطهاد ضد الأقباط.

وأمام تلك الأجواء، تعالت الدعاوي التي طلبت من الشعب الاصطفاف يدا بيد مع القوات المسلحة من أجل مصلحة الوطن، فانطلقت المظاهرات في كافة أنحاء مصر ترفض الوجود الإخواني وتطالب بإسقاط نظام المرشد الخائن الذي يحكم مصر بقوانين وأعراف لم تعلمها من قبل، فكانت الانطلاقة في 30 يونيو عام 2013 حيث احتشدت الجموع الغاضبة رافعة راية العصيان، فاستجابت القوات المسلحة للنداءات وفي 3 يوليو أعلن وزير الدفاع "آنذاك" الفريق أول عبد الفتاح السيسي إنهاء حكم محمد مرسي، وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلي منصور.

وكما توقع الكثيرين، لم تتقبل الجماعة الإرهابية مرارة السقوط والهزيمة، فأظهرت وجهها الحقيقي أمام الجميع، حيث حشدت عناصرها للاعتصام بميداني رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة لمدة 41 يوما، وأعقب تلك الاعتصامات اندلاع عدد من الأعمال الإرهابية والتفجيرات وحوادث الاغتيال بحق عناصر الجيش والشرطة إضافة إلى استهداف الأقباط  كنوع من العقاب لمشاركتهم في تظاهرات 30 يونيو، فجاء العقاب من خلال خطابات التحريض على قتلهم وحرق كنائسهم وهو ما تم بالفعل لتصل محصلة الخسائر نحو 165 كنيسة من بينهم 4 كنائس تم هدمها بالكامل بمختلف محافظات الجمهورية.

عقب بيان عزل مرسي، تم حرق دير العذراء والأنبا إبرام، وما بداخله من محتويات كنيسة العذراء الأثرية، وكنيسة مارجرجس، ومبنى خدمات ومقر إقامة الأسقف، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، إضافة إلى مهاجمة كنيسة مارمينا بمنطقة أبوهلال في مدنية المنيا، ومهاجمة كنيسة الأنبا موسى الأسود، وقذفها وإلقاء زجاجات المولوتوف بمنطقة أبوهلال، وحرق كنائس ماريوحنا بشارع السوق والانجيلية بأبوهلال والمعمدانية بمركز بنى مزار.

كما تم حرق دير راهبات الراعي الصالح الكاثوليك والمدرسة والمستشفى التابعة بمحافظة السويس، وحرقت كنيسة الآباء الفرنسيسكان في شارع 23 بمحافظة السويس.

تم الاعتداء كذلك على كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا، والتي تعرضت من قبل للحرق، بالإضافة إلى حرق كنيسة أبوسيفين الرشاح بالمرج، والاعتداء على كنيسة العذراء وكنيسة مارجرجس بالمعادي، وكنيسة مارجرجس بحدائق حلوان.

واستمرت الحوادث الإرهابية بحق الأقباط وكنائسهم، حتى ديسمبر 2016 حيث شهدت الكنيسة البطرسية تفجيرا إرهابيا حصد أرواح 29 شخصا وأصاب 31 آخرون، أما في يوم الأحد 9 أبريل 2017 شهدت كنيستي مار جرجس في مدينة طنطا ومار مرقس في مدينة الإسكندرية تفجيرين ضخمين تسببا في وقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين.

ومنذ بداية الأعمال الإرهابية في 2013، وجه القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع "آنذاك" الفريق أول عبدالفتاح السيسي بسرعة إعادة بناء وترميم جميع الكنائس التي تم الاعتداء عليها، مشيرا بأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ستتولى عملية إعادة الترميم والبناء، وأن ذلك سيتم على نفقة الجيش تقديرا للدور الوطني الذي يقوم به الأقباط.

وبالفعل، أقدمت الهيئة الهندسية على ترميم الكنائس المتضررة بمحافظات مصر المختلفة، على سبيل المثال بالمنيا تم ترميم كنائس الأمير تادرس وكنيستي العائلة المقدسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية وكلتاهما بمدينة ملوي، وكنيسة مارجرجس بقرية "بلهاسة" بمركز مغاغة، والكنيسة الإنجيلية ببني مزار، إضافة لمدرسة راهبات القديس يوسف.

أما الكنيسة البطرسية، فقد انتهت القوات المسلحة من تجديدها وقامت عناصر من الهيئة الهندسية برفع كفاءة وإصلاح الأماكن المتضررة خلال خمسة عشر يوما، مع الحفاظ على التراث المعماري الخاص بالكنيسة حيث استقبلت المصلين في عيد الميلاد المجيد وذلك تنفيذا لأوامر الرئيس السيسي، وحسبما أفاد اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بأن "الكنيسة ستعود إلى ما كانت عليه بسقفها الخشبي وأعمدتها المخروطية وارضيتها خلال 15 يوما"، وهو ما تم بالفعل.

لم تكن البطرسية هي الكنيسة الوحيدة التي أنهت القوات المسلحة تجديدها في وقت قياسي، فالأمر ذاته تم مع كنيسة مار جرجس أبي النجا بطنطا والتي دمرت بفعل التفجير الذي استهدفها العام الماضي، حيث استلمها رجال الهيئة الهندسية في شهر إبريل عقب الاعتداء عليها وتم الانتهاء من أعمال التجديد والترميم في ديسمبر من العام ذاته، لتعود كما كانت.