بين العبقرية والسخرية..

حرب «أثرية» على لوجو المتحف الكبير

 لوجو المتحف الكبير
لوجو المتحف الكبير

رغم أنه الحدث الأكبر في عالم الآثار خلال القرن الحادي والعشرين وأكبر مشروع حضاري وثقافي عالمي، واجه المتحف الكبير موجة من الانتقادات على الشعار (اللوجو) الجديد للمتحف الكبير، وأثار اللوجو حالة من الجدل والسخرية داخل الأوساط الفنية والأثرية، الذين اعتبروا أن الشعار لا يليق بحجم أكبر متاحف العالم، والذي يعد بمثابة واحد من أهم المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديثة. 

نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الاثار، فيديو توضيحي على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" تشرح فيه فكرة "لوجو" المتحف المصري الكبير.

وبحسب الفيديو، فإن "لوجو" المتحف الذي أثار الجدل خلال الفترة الماضية، استنبط من تصميم الشكل الخارجي للمتحف.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدت بعض الجدل بسبب "لوجو" المتحف، نظرًا لأنه لم يحتوي على أي رموز فرعونية أو آثرية مكتفيًا بشكل هندسي كتب فيه "المتحف المصري الكبير" بالإنجليزية والعربية.

وعلى الرغم من رد الآثار على الهجوم الحاد على اللوجو، حيث صرح الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن هناك فلسفة وراء اختيار الشعار، وأن عملية الاختيار تمت وفقا لمعايير التسويق والترويج الحديثة والمتبعة عالميا، مضيفا أنه تمت مراعاة أن يكون الشكل الهندسي المستخدم في الشعار بسيطا أسوة بشعارات المتاحف الكبرى في العالم، وأشار إلى أن بساطة تصميمه وانسيابيته تسمح باستغلاله بشكل واسع ومتنوع في الترويج والتسويق للمتحف المصري الكبير.

وأضاف، بأنه تم استلهامه من تخطيط المتحف وعمارته والبيئة المحيطة به، فهو يمثل التخطيط الأفقي الفريد المميز للمتحف المصري الكبير الذي تنفرج جوانبه لتطل على أهرامات الجيزة.

وقال المشرف العام على المتحف المصري الكبير إن الشعار الجديد والمتميز يسمح ببدء الحملة الترويجية بعلامة مميزة ستكون واضحة للعالم كله، ويأتي المتحف الكبير بشعار يرتبط بعمارة وتخطيط المتحف المصري الكبير، وهذا شعار مستمد ومستلهم من الشكل الهندسي لهذا المتحف، والتصميم الأفقي والعمارة والتصميم من خلال شركة التصميم الألمانية العالمية، وقد تم اختيار اللوجو من قبل لجنة مصرية من بين اختيارات متعددة". 

وأكد د. طارق توفيق أن عبقرية اللوجو الخاص بالمتحف تكمن في بساطته وتميزه وتفرده لما يمثله من بصمة للتخطيط الأفقي للمتحف المصري الكبير موضحًا أن سبب اختيار لونه البرتقالي الدافئ يعكس شمس المغيب عندما تطل بلونها على هضبة الأهرامات المحيطة بالمتحف ، والكتابة بالخط العربي الأصيل. 

وأوضح توفيق  إلى أن كتابة اسم المتحف المصري الكبير تأتي بخط عربي انسيابي مستلهم من الكثبان والتلال الرملية للبيئة المحيطة، حيث تم مراعاة أن يكون الشكل الهندسي المستخدم في الشعار بسيط أسوة بشعارات المتاحف الكبرى في العالم. 

كما سادت حالة من السخط الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان وزارة الآثار عن "لوجو المتحف المصري الكبير"، والذي يتضمن اللون البرتقالي مع اسم المتحف المصري الكبير فقط.

وأكد توفيق أن تصميم الشعار كان ضمن نطاق أعمال شركة تصميم العرض المتحفي الألمانية "أتيليه بروكنر"، والتي كانت فازت من خلال طرح عالمي شاركت فيه 12 شركة، من 8 دول بمهمة تصميم العرض المتحفي لقاعات المرحلة الأولى للمتحف، واستغرق إعداد مقترحات الشعارات عدة أشهر، حيث قامت لجنة متخصصة تضم قامات جامعية مصرية رفيعة باختيار هذا الشعار من ضمن مقترحات عديدة حيث يبرز تفرد تخطيط المتحف كما أن بساطة تصميمه وانسيابيته تسمح باستغلاله بشكل واسع ومتنوع في الترويج والتسويق للمتحف المصري الكبير.

كما علق عالم الآثار الدكتور زاهي حواس ، على ما جاء من سُخرية على الشعار الترويجي للمتحف المصري الكبير، إنه يتفهم اعتراض بعض المثقفين على شكل «اللوجو» الذي وقع عليه الاختيار، لأن الجميع يعتبر أن هذا المتحف هو أكبر مشروع ثقافي في القرن الحالي.

وأشار حواس خلال تصريحات صحفية له، إلى أن المعترضين لم يفهموا الفلسفة وراء الاختيار، مؤكداً أن  متاحف العالم الكبرى مثل «اللوڤر» و«المتحف البريطاني» و«المتروپوليتان»، تستخدم لوجو أو شعاراً بسيطاً وغير معقداً أو مركباً لاسم المتحف، ولا يظهر فيه صورة أو رسم لأي من القطع الأثرية التي يعرضها المتحف.

وأشار حواس إلى أنه يرى أن الشعار الذي وقع الاختيار عليه يمكن استخدامه في الفترة الحالية كأداة للترويج والتسويق العالمي للمتحف وحتى الافتتاح النهائي له، والذي من المقرر أن يكون في 2022، ووقتها تعلن وزارة الآثار عن مسابقة دولية يشترك فيها فنانون ومصممون مصريون وأجانب، لاختيار الشعار النهائي للمتحف.

يذكر أن وزارة الآثار بدأت إجراءات الطرح الدولي لإدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري المقام على مساحة 500 ألف متر مربع، ويضم 100 ألف قطعة من بينها كنوز الملك «توت عنخ آمون» الذهبية، بحضور وزراء الاستثمار والسياحة ومحافظ الجيزة ولفيف من السفراء.