شيخ عموم المقارئ: المدرسة القرآنية المصرية بخير.. ونسعى لوضع «مقارئ السيدات» على خريطة الأوقاف

الرئيس السيسي يكرم شيخ عموم المقارئ
الرئيس السيسي يكرم شيخ عموم المقارئ

- تعديلات على قانون نقابة القراء ليشمل الضبطية القضائية

- إسقاط العضوية عقوبة غير الملتزمين بأحكام التلاوة


أبعاد متنوعة يحملها الحوار مع الشيخ محمد صالح حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية والأمين العام لنقابة القراء، وأحد أشهر المحكمين الدوليين فى علوم القراءات، يتحدث البُعد الأول عن اهتمام الرئيس بأهل القرآن وتأثير ذلك على انتشار الحفظة بين الشباب،أما البُعد الثانى فيناقش كيفية ضبط إيقاع بعض القراء الذين يخرجون عن أحكام التلاوة.. بالإضافة إلى الحديث عن اقتراح لإقامة «مقارئ السيدات» بعدما أظهرت المرأة تفوقا ملحوظا فى الفترة الأخيرة فى حفظ ودراسة القرآن الكريم.. الشيخ محمد حشاد يتحدث معنا بصدر رحب: 

كيف نضبط إيقاع القراء غير الملتزمين بأحكام التلاوة.. وهل تملك نقابة القراء سلطة ردعهم؟
- ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين يجرى الآن على قدم وساق، وذلك يتم عن طريق استدعاء القارئ غير الملتزم إلى مقر نقابة القراء وإسداء النصح والتوجيه له ليلتزم بالأداء الصحيح والجيد للقرآن الكريم، وفى هذا الصدد تم استدعاء بعض هؤلاء القراء للجلسة التى ستنعقد عقب إجازة عيد الفطر المبارك إن شاء الله، وأود أن أوجه بأن قانون النقابة ينص فى مادته الأولى على الحفاظ على أحكام التلاوة الصحيحة، أما سلطة النقابة فتتمثل عند عدم الالتزام من القارئ بإسقاط العضوية عنه، وهذا كل ما يمكننا عمله فى الوقت الحاضر.. وهذه على كل حال حالات بسيطة ولا تزال المدرسة القرآنية المصرية فى التلاوة والتجويد بخير وتحتل دائما المقدمة.


تعديلات القانون
 يتم تطبيق الضبطية القضائية لأشياء أقل قيمة.. لماذا لاتطالب النقابة بحق الضبطية القضائية ولو بالتعاون مع جهات أخرى؟

- نقابة القراء الآن بصدد إجراء تعديلات على قانون إنشاء النقابة، ويتصدر هذه التعديلات منح بعض أعضاء النقابة صفة الضبطية القضائية بالتعاون مع الجهات المسئولة كما يحدث الآن فى وزارة الأوقاف مع خطباء المكافأة غير الملتزمين بخطة الوزارة وتعليماتها فى هذا الصدد، والقارئ غير الملتزم ليس أقل خطورة من الخطيب غير الملتزم لأنه يقرأ القرآن دون التزام بأحكامه وضوابطه.


مقارئ الفتيات
 لماذا لا توجد مقارئ خاصة بالفتيات والسيدات.. وهل توجد خطة لتدارك ذلك؟

- هذا سؤال جيد، لأن هذا الطرح غير مسبوق، فمنذ إنشاء المقارئ من أكثر من مائة عام لم يتم تخصيص مقارئ للفتيات والسيدات، ولكن مع وجود فتيات كثيرات يحفظن القرآن الكريم ويقرأن حتى القراءات العشر فلا مانع من طرح هذه الفكرة من جانب نقابة القراء على وزارة الأوقاف لوضعها فى خطة الوزارة.


يشتكى العاملون بالمقارئ من تدنى المكافآت بصورة كبيرة.. ماذا فعلتم تجاه ذلك؟ 
- نقابة القراء تقدمت بالفعل منذ عدة أشهر إلى د. مختار جمعة وزير الأوقاف لحل هذه الأمور المالية المهمة، واستجاب د. مختار لطلب النقابة، وبالفعل قامت الوزارة برفع مكافآت أعضاء المقارئ والمحفظين، ومن هذا المنطلق فإننا لا نزال نطالب د. مختار جمعة وزير الأوقاف بالنظر فى رفع قيمة المكافآت التى تصرف للأعضاء وشيوخ المقارئ وقراء السورة، ونؤكد على قراء السورة لأن المكافأة التى تصرف لهم لا تتماشى مع الجهد المبذول، خاصة أن الغالبية العظمى من قراء السورة بالمساجد من الحفظة المُجدين وليست لهم مصادر دخل أخرى، ونثق تمامًا أن الرجل لن يتأخر أبدًا عن أهل القرآن.


اهتمام الرئيس
 يهتم الرئيس بتكريم حفظة القرآن الكريم كل عام.. كيف يسهم ذلك فى الارتقاء بالمدرسة القرائية المصرية؟

- تكريم الرئيس السيسى كل عام لحفظة القرآن وعنايته بهم يشير إلى أن القيادة السياسية تضع هذه الفئة نصب عينيها، كما أن هذا الاهتمام الرئاسى يسهم بدرجة كبيرة فى انتشار القارئين والحفظة لكتاب الله بين الشباب والأطفال، بل والتسابق لحفظ القرآن الكريم والتفسير وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا التسابق يجعل المتسابق يتقن حفظ القرآن وتجويده والاطلاع على كتب التفسير حتى يستطيع اجتياز المسابقة الدولية التى تجريها وزارة الأوقاف كل عام،أضف إلى ذلك أن من يحصل على مركز فى هذه المسابقات ترشحه وزارة الأوقاف المصرية للاشتراك فى المسابقات الدولية لأنه من فضل الله سبحانه وتعالى أن أصبحت هذه المسابقات تجرى فى كثير من الدول العربية والإسلامية.


 هل توجد خطة للتوسع فى المقارئ الحالية لتشمل مساجد أكثر من الموجودة الآن؟
- نعم هناك مقترحات تعمل عليها مشيخة عموم المقارئ التى أتشرف برئاستها،ثم ستنقل هذه المقترحات إلى وزير الأوقاف،لأن انتشار المقارئ فى المساجد يعطى فرصة كبيرة لرواد هذه المساجد لحضور هذه المقارئ باعتبارها حلقات قرآنية تفيد المستمع وتعطيه الخبرة التى يتمكن بها من قراءة القرآن الكريم بأحكامه ومخارجه الصحيحة، وسيتم،إن شاء الله،إجراء مسابقات تحت إشراف وزارة الأوقاف لأعضاء وشيوخ المقارئ.


رقابة محكمة
 كيف تتم الرقابة على المقارئ بحيث نضمن ألا يتسرب إليها أى فكر متطرف؟

- القرآن الكريم يحفظ صاحبه من تسرب أى فكر متطرف، لأن الإنسان عندما يكرمه الله بحفظ القرآن الكريم يحفظه بذلك من أن ينجرف لأى تيارات تريد أن تغير مساره،كما أن حفظه للقرآن يجعله يرد أى فكر جديد إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودائمًا يتسم حفظة القرآن بالفكر الوسطى الذى مرده الكتاب والسنة.. ونحن نتابع عمل المقارئ بصورة دائمة وتوجد رقابة محكمة على المقرئين والمستمعين بحيث نمنع أى انجراف إلى غير الهدف المرجو منها.


 كيف كانت رحلتكم الأخيرة لمؤتمر الهيئة العالمية للكتاب والسنة بمكة المكرمة وما أهم توصيات المؤتمر؟
- تم توجيه الدعوة لى لحضور هذا المؤتمر بصفتى شيخا لعموم المقارئ المصرية، ودائمًا تكون مصر فى الصدارة فيما يخص القرآن الكريم،والتقينا فى المؤتمر بمجموعة من المهتمين بعلوم القرآن الكريم وتحفيظه من أكثر من خمس عشرة دولة عربية وإسلامية بل وأوربية أيضًا، ودارت الأحاديث من المجتمعين على النفع العام الذى يعود على حفظة القرآن بأنهم لا يقبلون أى فكر متطرف، وفى هذا الصدد أوصى المؤتمر برصد مكافآت كبيرة لحفظة القرآن والطرق الميسرة التى تؤدى بالطالب فى النهاية إلى حفظ القرآن الكريم، كما أوصى المؤتمر بالتوسع فى إنشاء فروع للهيئة فى جميع الدول العربية والإسلامية والأوربية تكون مهمتها تيسير حفظ القرآن الكريم للأطفال والشباب،لأن حفظ القرآن الكريم هو المدخل الرئيسى المعتمد لتعلم فقه المعايشة الإنسانية لجميع البشر دون التفكير فى أى شىء يعكر صفو الحياة بين بنى الإنسان أيا كان دينه أو لونه.