حوار| أبوريدة: خطوة تفصل «صلاح» عن المشاركة.. وهذه رسالتي لمنتقدي «كوبر»

المهندس هاني أبوريدة
المهندس هاني أبوريدة

خطوة واحدة تفصل صلاح عن المشاركة
الكلام عن أزمة عبد الغنى سابق ﻷوانه.. وعبد الفتاح اختاره المجلس لرئاسة البعثة
لقاء الرئيس أشعل حماس الفراعنة وحلمنا تحول لحقيقة
أقول للجمهور:  شجع مصر بواقعية

 

رسالتى لمنتقدى كوبر: التجارب أثبتت نجاحه
بعد 28 سنة هجرا وغربة وعذابا وانكسارات خرج حلم المونديال إلى النور،  بصعود منتخب الفراعنة إلى كأس العالم التى تنطلق بعد غد فى روسيا 2018.


المشوار كان طويلا وصعبا وشاقا وحافلا بالعقبات واﻷشواك،  منظومة كاملة نجحت فى تحقيق الحلم وقطع تذكرة التأهل التى أسعدت المصريين وسطرت أسماء نجوم الجيل الحالى بحروف من نور على ذاكرة المجد العالمى،  تقدم مشهد الدعم اللامحدود لكتيبة الانجازات الرئيس السيسى الحريص دائما على شحن بطاريات اﻷبطال والفرسان الذين يرفعون علم بلادهم فى المحافل الدولية،  وكان للرئيس دور محوري لن ينساه التاريخ عندما التقط أبناء هذا الجيل من بئر الإحباط وبث فيهم روح اﻷمل بلقائهم وتكريمهم ومعاملتهم معاملة اﻷبطال فى أعقاب ضياع اللقب الافريقى بالخسارة غير المستحقة من الكاميرون فى نهائى كأس الامم الافريقية بالجابون «الكان 2017»،  يومها تنبأ الرئيس السيسى بميلاد الحلم وطالب اللاعبين بالنظر للمستقبل،  وعاهدوه على تحقيق الحلم العالمى وتعويض ضياع البطولة الافريقية باقتناص تذكرة التأهل لكأس العالم وبالفعل لم تمر شهور وخرج الحلم للنور وصعدت مصر للمونديال.. فرحة عارمة اجتاحت مصر وشوارعها وعاش المصريون ليالى من ليالى العمر،  ومنذ أيام واصل الرئيس السيسى دعمه والتقى اللاعبين لتحفيزهم ومساندتهم قبل المشاركة فى المونديال الحلم بروسيا. وما بين منتخب كان يعانى من الانكسارات،  وبين حلم قومى تحول إلى حقيقة؛ شهد المنتخب محطات تاريخية ومر بظروف صعبة وأطوار مختلفة ومتنوعة.


المهندس هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة وعضو الفيفا والمشرف العام على المنتخب شخصية شاهدة على تدشين هذا الحلم المونديالى.. «اﻷخبار» حاورته ليكشف ويتكلم ويروى كواليس وأسرار المشوار الحلم الذى كان مليئا بالورود واﻷشواك.. وتحدث أبوريدة عن كل كبيرة وصغيرة فى رحلة الفراعنة إلى روسيا 2018 موجها الشكر لكل أفراد منظومة العمل والنجاح بالمنتخب خاصة أبناء هذا الجيل من اللاعبين الأبطال الذين نجحوا فى تحقيق أحلام المصريين وأسعدوا الجمهور،  ورغم أن أبوريدة قليل الكلام ويهرب دائما من أضواء الكاميرات إلا أنه فتح قلبه وعقله فى حوار حصرى وتاريخى جاء على النحو التالى..

< ما هو شعورك وحلم التأهل للمونديال صار حقيقة خاصة أن مصر ستفتتح مشوارها بعد غد بمواجهة أوروجواى؟
- طبعا الصعود إلى كأس العالم بعد فترة طويلة امتدت إلى 28 سنة هو حلم كبير وجميل تحقق وصار واقعا نعيشه وأنا شخصيا كنت أحلم بهذه اللحظة التاريخية التى تعود فيها مصر للمشاركة فى البطولة الاكبر والاشهر واﻷغلى على مدار تاريخ اللعبة،  الصعود للمونديال والتواجد فى المحفل العالمى هو انتصار لمصر ويعود بالمكاسب العديدة عليها ﻷنه يضعها على خريطة العالم ضمن كبار اللعبة.. وتحية للاعبين الأبطال الذين أثبتوا أنه لا يوجد مستحيل وأن المصريين قادرون على تحقيق أحلامهم مهما كانت العقبات.


< وما هى الحالة التى عليها اللاعبون فى معسكرهم الجارى قبل مواجهة أوروجواى؟
- معنويات اللاعبين عالية جدا وازدادت وارتفعت بشكل ايجابى بعد لقاء الرئيس السيسى مع بعثة المنتخب فقد رفع اللقاء من حماس اللاعبين ومعنوياتهم ومنحهم دفعة كبيرة قبل بداية المشوار الحلم وهو أمر ليس بجديد على الرئيس الحريص دائما على تحفيز المتفوقين ودعمهم ومساندتهم من أجل رفع علم بلادهم.. كما اننى لاحظت حالة من الاصرار والعزيمة والرغبة لدى اللاعبين خلال معسكرهم فى تحقيق انجاز لبلادهم وﻷنفسهم باعتبارهم يحلمون باﻷفضل ويتطلعون لتحقيق انجاز مشرف يتناسب مع قدر الاهتمام الجماهيرى بهم ويرقى إلى مستوى الطموح المشروع للشارع المصرى.


<  وماذا عن مواجهة اوروجواى؟
- ضربة البداية بشكل عام تكون مهمة ومؤثرة فى البطولات الكبرى،  ويكون لها توابع ايجابية أو سلبية،  ومواجهة مصر لمنتخب كبير بحجم أوروجواى وما يضمه من نجوم- سوبر ستارز - فى بداية المشوار ستكون صعبة جدا،  ولكن هذا الجيل المصرى الواعد سبق له الدخول فى مثل هذه الاختبارات الصعبة وأثبتت التجارب أصالة معدنه وقدرة نجومه على الصمود واللاعبون جميعهم تعاهدوا على القتال فى الملعب من أجل تحقيق استهلالية ايجابية تدفع الفريق نحو الامام وتعزز من دوافعه وأحلامه المشروعة ولن نبالغ فى مطالبنا من اللاعبين.


< لا أفهم..ماذا تقصد بالمبالغة فى المطالب؟
- طبعا أنا كمصرى عاشق لتراب هذا الوطن أحلم بأن تفوز مصر بالمونديال ولكن لابد أن نكون واقعيين فى أحلامنا وسقف طموحاتنا حتى لا نصاب بالاحباط،  وغالبا ما تأتي المبالغة فى اﻷحلام بنتائج عكسية وسلبية،  كل ما استطيع أن أقوله هو أن مصر بها كوكبة من اللاعبين الابطال ومعهم مدرب يحمل فكرا عالميا منظما ونجح فى تحقيق اﻷهداف المطلوبة منه مع المنتخب اما فيما يخص النتائج فهذه الجزئية بالذات يصعب التكهن بها،  ولا يوجد شخص فى العالم يستطيع التنبؤ بنتيجة مباراة فى ظل المفاجآت التى تتسم بها كرة القدم.. وعلينا ان نتذكر أننا كنا نحلم بالتواجد فى العرس العالمى على مدار 28 سنة ماضية واليوم الحلم تحول إلى حقيقة وواقع فعلينا الاستمتاع بتواجدنا فى هذه البطولة الكبرى وتشجيع منتخب مصر بشكل واقعى.


< بماذا تنصح اللاعبين وكوبر قبل هذه البطولة الكبرى؟
- انا أرفض الكلام فى اﻷمور الفنية،  ولكنى أطالبهم بشكل عام بضرورة الهدوء والتركيز وعدم الرهبة من اﻷسماء الكبيرة خاصة أنهم يحترفون فى أندية كبيرة بأوروبا ولا يوجد ما يدعو للتوتر والقلق والعصبية والتسرع فى اﻷداء خاصة أن الكرة لا تؤمن الا بالعطاء والجهد.


< وماذا عن حالة محمد صلاح وامكانية مشاركته فى مباراة أروجواى ؟
- محمد صلاح حالته تحسنت بشكل كبير ويمكنه المشاركة فى المباراة الاولى أمام اوروجواى واعتقد أنه أصبح جاهزا للقاء ولكن هناك خطوة واحدة تفصله عن ذلك تتمثل فى فحوصات طبية مهمة وأخيرة ستجرى له للتأكد من تماثله التام للشفاء أما قرار مشاركته فهو فى اﻷساس قرار فنى يمتلكه كوبر المدير الفنى الذى يعرف قيمة وقدر صلاح.. وأنا شخصيا أوجه تحية خاصة لمحمد صلاح الذى اثبت انه يمتلك صفات ارادية لا يتمتع بها الا المحاربون الشجعان والدليل تحديه للاصابة وتجاوزه كل العقبات من أجل التواجد بين صفوف منتخب بلاده للدفاع عن العلم المصرى.


< قبل العودة إلى فترة تدشين حلم المونديال نريد معرفة ما حدث فى أزمة مجدى عبد الغنى عضو الجبلاية وأسرار عزله من رئاسة بعثة المنتخب فى المونديال وما هى حقيقة تعديه على أمين مخازن المنتخبات الوطنية من أجل أخذ ملابس بالاكراه؟
- مجلس الادارة بالكامل هو من قرر اسناد مهمة رئاسة بعثة المنتخب فى روسيا إلى الكابتن عصام عبد الفتاح عضو المجلس،  أما ازمة مجدى عبد الغنى وملابساتها فالحديث عنها اﻵن سابق ﻷوانه،  ولكن ما أؤكد عليه هو أننى أحترم الجميع وأقدرهم فى حدود المسموح والمشروع ودون ذلك تطبق اللوائح فورا.


< عودة إلى أيام الحلم.. كيف عشت مسيرة المنتخب نحو الصعود إلى كأس العالم وألم تكن هناك مخاطرة واضحة منك بقبول مهمة الاشراف على المنتخب دون وجودك فى مجلس ادارة الاتحاد إبان رئاسة جمال علام للاتحاد؟


- أولا.. من الصعب ان أرفض نداء الوطن،  وعندما طلبوا منى فى المجلس السابق ضرورة التواجد والاشراف على المنتخب الوطنى الذى كان يعانى من تضارب فى مواعيد مبارياته ومعسكراته لم أفكر لحظة فى الرفض،  وكنت أعلم أنه فى حالة الفشل سأتعرض لسهام نقد حادة ولكننى قبلت المهمة واعتبرت الموافقة بالنسبة لى قرارا تاريخيا ومحوريا وبالفعل عقدت اكثر من اجتماع مع الجهاز الفنى ونجحنا فى ترتيب الأوراق وتعاملت معهم من واقع تجارب 20 سنة سابقة عملت بها فى المنتخبات ومررت خلالها بتجارب دولية خلال تواجدى فى الفيفا.. وللأمانة التنظيم والنظام الذى كان عليه الجهاز الفنى وتحديده ﻷهدافه بوضوح ساعدنى كثيرا فى مساعدة المنتخب.


ثانيا..انا دائما متفائل باللاعب المصرى خاصة عندما يوضع فى اختبار صعب،  فى الغالب يجيد ويتألق ويتفوق وهذا ايضا من الاسباب التى دفعتنى نحو الموافقة على المهمة الصعبة.


<  وما هى توقعاتك لمصر فى المونديال؟
- لكل بطولة ملابساتها وأجواؤها وكل المنتخبات المتواجدة معنا بالمجموعة لها طموحات وأحلام متساوية مثل اوروجواى بتاريخها وروسي  صاحبة الارض والجمهور والشقيقة السعودية.. أتوقع ان تقدم مصر عرضا مشرفا ولكننى كما ذكرت سابقا لابد أن نكون واقعيين فى التشجيع وألا نبالغ فى أحلامنا وكلنا ثقة فى كوبر واللاعبين.


<  عاصرت أجيالا كثيرة ومواهب مصرية مختلفة كيف ترى أبناء هذا الجيل؟
- بالنسبة لأبناء الجيل الحالى علاقتى بغالبيتهم بدأت مع جيل المنتخب الاوليمبى الذى تأهل إلى اولمبياد لندن 2012 وكان يضم غالبية هؤلاء اللاعبين بقيادة محمد صلاح ومحمد الننى واحمد حجازى وعمر جابر ومروان محسن وعلى جبر وكهربا،  ومثلما نجح هؤلاء اللاعبون فى قطع تذكرة الاولمبياد بعد غياب استمر اكثر من 20 عاما وجدناهم ينجحون فى بلوغ المونديال بعد غياب 28 سنة وهو ما يعكس مدى الصمود والتحدى الذى يتمتع به هذا الجيل الذى نجح فى تحقيق حلمين كبيرين فى سنوات قليلة.


< وهل انت كرئيس اتحاد كرة راض عن بطولة الدورى العام الموسم الماضى وباقى البطولات المحلية وهل تجدها ترتقي إلى مستوى انجاز المونديال؟
- الدورى المصرى اصبح من أقوى الدوريات الكبرى واكتمال المسابقات المصرية وسط كثرة الارتباطات الخاصة بالمنتخبات والفرق بالبطولات القارية انجاز كبير،  واعتقد مع عودة الجمهور إلى المدرجات ستزداد قيمة الدورى المصرى.


<  كلمة أخيرة توجهها.. ماذا تقول؟
- أوجه رسالة شكر إلى كل من ساهم فى خروج الحلم إلى النور،  واطالب الجمهور بالاستمتاع بهذه اللحظة التاريخية وأتمنى التوفيق والتألق لمنتخب مصر فى المنافسات.