«خشية المراقبة أو القرصنة»..كيف تؤمن هواتف الزعماء؟

«خشية المراقبة أو القرصنة»..كيف تؤمن هواتف الزعماء؟
«خشية المراقبة أو القرصنة»..كيف تؤمن هواتف الزعماء؟

يشغل أمن الهواتف الخاصة بزعماء العالم اهتمام الكثيرين، كما يعد أمرا يحظى على متابعة المختصين الذين دوما يطرحون السؤال الهام، كيف يتم تأمين هواتف قادة العالم من القرصنة أو التنصت؟.

قامت صحيفة لوفيجارو الفرنسية بالبحث في الأمر، حيث أشارت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كنموذج «مهمل» لا يكترث بحماية خصوصيته وحماية هاتفه الخاص، فالملياردير الأمريكي ظل حتى عام 2017 يستخدم Samsung Galaxy S3  والذي لم تحدث خواص الأمان الخاصة به منذ 2015.

وفي أواخر مايو الماضي، أفادت صحيفة بولوتيكا الإيطالية بأن ترامب رفض في البداية الخضوع لبروتوكول التفتيش والمراقبة الخاصة بهواتف أي فون، وقد قرر امتلاك هاتفين واحدا خاص بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر والآخر خاص بمكالماته الهاتفية.

وقد طرح قرار رئيس الولايات المتحدة هذا تساؤلا في غاية الأهمية، وهو «ما هي الحلول المتخذة لتجنب مخاطر المراقبة والقرصنة؟».

بسبب وضعهم الهام، يتعين على رؤساء الدول تبادل المعلومات السرية، يمكن أن تكون للمحادثات البسيطة نتائج دبلوماسية أو اقتصادية أو سياسية، وفي حالة تسرب أية بيانات أو سيطر المتسللين على هاتف أحد القادة، يكون التأثير شديدًا والعواقب وخيمة.

وبالرغم من كون أغلب الهواتف الشخصية الذكية صناعتها إما أمريكية أو صينية، إلا أن ضمان أمنها بنسبة 100% أمر غير مضمون.

بحسب أحد المتخصصين في الرقميات، فقد أشار إلى أن تشفير الاتصالات من أحد الأطراف إلى الأخر أمر ضروري لرؤساء الدول، فالقائمين على تصنيع الهواتف بذلوا جهدا كبيرا لتصنيع هواتف آمنة ولكن بيئة العمل المحيطة بهم قديمة بعض الشيء وغير متطورة.

ففي الولايات المتحدة، طورت بوينج Blackeing Boeing Black، وهو هاتف ذكي بشاشة تعمل باللمس يستطيع أن يدمر نفسه بطريقة سريعة إذا كانت هناك مشكلة.

أما في فرنسا، أصدرت شركة ثاليس، المتخصصة في تقنية المعلومات الفضائية والدفاعية من صناعة تليفون محمول أطلقت عليه اسم «تيوريم» لا يمكن اختراقه بالتنصت عليه، وقد أمرت المديرية العامة للجيوش بتخصيص أعداد كبيرة من تلك الهواتف.

ويتميز هذا التليفون المحمول بالقدرة على استخدام شبكات التليفونات الثابتة والمحمولة بما فيها القدرة على الاتصال بالمحمول من نوعية أى فون المتصل بشبكة الانترنت، كما أن مجموعة تاليس ستبيع نحو 20 ألف تليفون محمول من هذا النوع إلى مسئولين فرنسيين في عام 2020 تتطلب وظائفهم التحدث بحرية عن أسرار الأمن القومي الفرنسي دون الخوف من رصد مكالماتهم.

وبين أعوام 2006 و2017 ، كان جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند يمتلكان جهازاً تيوريم بالإضافة إلى هاتفهما الشخصي.

ولكن أمام ابتكار أجهزة متخصصة في حماية البيانات، يلجأ بعض المسؤولين والرؤساء إلى حل آخر وهو تأمين أجهزتهم الشهيرة ببرامج وتطبيقات، مثال على ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والذي نجح في الحصول على هاتف بلاك بيري مزود ببرنامج SecurVoice لحماية مكالماته، ولكن مع تراجعه في السوق، ظل لسنوات يبحث عن بديل آمن في أجهزة الأي فون أو نظام الأندرويد، وقد صرح من خلال إحدى البرامج، بأنه ظل ممنوعا من التقاط الصور بواسطة هاتفه أو إرسال الرسائل أو إجراء مكالمات شخصية لأسباب أمنية فترة طويلة.

الأمر ذاته تعرض له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي بمجرد وصوله لقصر الإليزيه، اختار هاتف Samsung Galaxy S7 Edge مجهز بتقنية CryptoSmart التي طورتها شركة Ercom بالشراكة مع Research & Development of Samsung.

كما أن جميع الوزراء والمسؤولين مجهزون بهواتف آمنة مع حل مشفر على هواتفهم المحمولة.

كما يمنع التقاط الصور ومشاركتها أو لعب الألعاب الشهيرة ككاندي كراش، فهاتف الرئيس يجب أن يظل آمنا، كما يتم تشفير تبادل الرسائل القصيرة من طرف إلى آخر بمفتاح تشفير واحد، وفي حالة الفقدان أو السرقة، يمكن لشريحة خاصة موضوعة تحت غطاء الجهاز أن تدمر البيانات عن بُعد.

وأشارت لوفيجارو، إلى أن سفر الزعماء بهواتفهم الذكية لبعض الدول يتطلب تدابير أمنية بالغة الأهمية حتى عودته لبلاده، وأحيانا يطلب منهم عدم اصطحاب هواتفهم خاصة في دول كالصين وإسرائيل كونهم يمتلكون سياسة رقابية صارمة على الاتصالات.