صور| الرنجة والفسيخ.. أطباق تزين موائد المصريين في العيد

الرنجة والفسيخ أكلات المصريين في العيد
الرنجة والفسيخ أكلات المصريين في العيد

•    الملوحة بـ120 جنيها والرنجة بـ40.. والإقبال مرتفع طوال أيام العيد


•    «البوري» سبب ارتفاع الأسعار.. وهذه علامات الفسيخ الفاسد


•    هؤلاء المرضى ممنوعون من تناول الفسيخ


•    «العيش البلدي والخضروات والمشروبات الطبيعية» تحمي من التسمم   

 
العيد فرحة.. وفرحة العيد لا تكتمل إلا بتزيين الرنجة والفسيخ لموائد المصريين.. ولذا قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة في الأسواق لمعرفة أسعار الفسيخ هذا الموسم وأنواعه، وكذا حاورنا خبراء التغذية لمعرفة سبب ارتفاع الأسعار وكيف تتم عملية صناعة الفسيخ، وكيفية اكتشاف الأسماك الفاسدة، والأطعمة المساعدة على الوقاية من التسمم، والفئات الممنوعة من تناول هذه الأطعمة.

 

«أسعار الفسيخ وأنواعه»

 

يقول أحمد عبد البارئ، 25 عاما، صاحب محل فسيخ: «أسعار الفسيخ بأنواعه ارتفعت بنسبة 30% عن العامين الماضيين، وكيلو الملوحة وصل 120 جنيها، والفسيخ البرلس الكيلو بـ125 والبوري بـ125 جنيها، وكيلو الرنجة بـ40 جنيها، والسردين بـ40 جنيها، وسمك أنشوجة بـ90 جنيها».

 

وتابع: «الإقبال يزيد ليلة الوقفة، ورغم ارتفاع أسعاره لكن الناس بتشتري لأنها عادات المصريين من زمن طويل في عيد الفطر، وفي الصعيد والفلاحين بيسموه "عيد الملوحة" وعيد الأضحى بيسموه "عيد اللحمة" والناس بتقبل بكثافة على الشراء طوال أيام العيد الثلاثة، والبعض يتناوله في المنازل والبعض الآخر في المنتزهات العامة والحدائق».

 

وقال رأفت عبد المطلب، 34 عاما، صاحب محل فسيخ: «الإقبال يكون على جميع أنواع الفسيخ لأن الناس أذواقها مختلفة، لكن الأكثر إقبالا على الرنجة لأنها أقل ملوحة من باقي الأسماك، ويسهل تناولها في المنتزهات والحدائق وصحية أكثر ولا يوجد بها أشواك كثيرة ولا تفسد سريعا».

 

وأوضح على إبراهيم، 24 عاما، بائع بمحل فسيخ: «الزبون بيشتري على حسب مقدرته ممكن 2 كيلو في الموسم، واللي مش معاه فلوس يشتري كيلو واحد أو نص كيلو، ونبيع لوازمه من الطحينة والليمون والخل والخضار فمثلا 10 جنيهات زيادة على ثمن الكيلو».

 

«سعر البوري»

 

وقال الدكتور محمد بكير، أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، في تصريحات صحفية لـ«بوابة أخبار اليوم» إن ارتفاع أسعار الفسيخ ناتج عن ارتفاع أسعار أسماك البوري التي بلغت 60 جنيها، مضيفا «التاجر يُملح السمك شهرين أو ثلاثة وهذا معناه أنه بيركن الفلوس في المدة دي مش مستغلها، وأضف إلى ذلك أن وزن السمكة يقل بعد التمليح حيث يتآكل لحمها من الملح فإذا كان لديه 200 كيلو ينخفضوا إلى 100 كيلو، ولازم التاجر يرفع السعر علشان يطلع مكسبه، وكل حاجة أسعارها ارتفعت في البلد مش بس الفسيخ».

 

«صناعة الفسيخ»

 

وأوضح بكير، أن عملية تصنيع الفسيخ تتم من خلال أسماك العائلة البورية، وهى تنقسم إلى نوعين إما البوري الأصيل أو التبارا، ويشترط في تصنيعه ألا يدخل عليه هواء فهو «لاهوائي» حيث يُضغط في براميل خشب، ويوضع طبقة من السمك مغسولة جيدا ومملحة من الداخل وتعلوها طبقة ملح، تعلوها طبقة سمك تعلوها طبقة ملح وهكذا، وإذا تم تصنيعه بطريقة غير ذلك ودخل له هواء فيسبب التسمم، ويُغلق البرميل جيدا وتوضع حجارة تمنع دخول الهواء عليه».

 

وحذر أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، من شراء الفسيخ مجهول المصدر والموجود بالشارع وعربات الكارو والرصيف، مطالبا المواطنين بالشراء من المحلات الكبيرة المضمونة التي لها اسم مشهور لأنها تخاف على سمعتها.

 

وأكد: «الفسيخ الفاسد بيبان عليه بيظهر لحمه متآكل والجلد والقشر غير موجود والسمكة غير متماسكة».

 

«الفسيخ الفاسد»

 

واتفق معه الدكتور أشرف عبد العزيز، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، قائلا: «الفسيخ هو نتاج عملية حفظ الأسماك بالتمليح، ومن المفترض أن تطول فترة التمليح حتى تتم عملية الحفظ جيدا، ولا تقل الفترة عن بقاء الأسماك شهر في الملح، وهناك من ليسوا لديهم ضمير يقوموا بفرد السمك في الهواء حتى تحدث له عملية تعفن وتهتك للأنسجة، ثم يضعوا عليه الملح لمدة يومين ويتم بيعه بالأسواق بعد ذلك، وهذا يسبب حالات التسمم».

 

وطالب عبد العزيز، المواطنين بشراء الفسيخ من المصادر الموثوقة والمحلات الكبرى وليس الباعة الجائلين، مشيرا إلى ضرورة تناول الخضروات الطازجة كالجرجير والطماطم وغيرها بجانب الفسيخ حال عدم التأكد من مصدره، كونها تحتوى على مضادات الأكسدة وتقلل من حدوث التسمم.

 

ولفت إلى أن المشتري ينبغي عليه معاينة الفسيخ جيدا قبل شرائه حيث تكون الأنسجة متماسكة والقشور موجودة والجلد غير متهتك ورائحته مقبولة.

 

«الفئات الممنوعة من الفسيخ»

 

وكان جهاز حماية المستهلك، قد أصدر بيانا كشف فيه عن فئات المرضى المحظور عليهم تناول الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة وأولهم مرضى السرطان، إذ يجب عليهم الابتعاد نهائيا عنها حيث إن الأسماك الزيتية تقلل من تأثير العلاج الكيماوي.

 

وأكد البيان أنه يجب على الأطفال والحوامل والمرضعات البعد نهائيا عن تناول الفسيخ، وكذا مرضى الكلى والكبد وقرحة المعدة.

 

«الوقاية من التسمم»

 

وأضاف جهاز حماية المستهلك في نشرته التوعوية، أنه يفضل تناول الخبز البلدي مع الفسيخ لأنه يحتوى ‏على ‏الردة‏، حيث إن تناول الردة يعطى ‏الإحساس‏ ‏بالشبع، كما أن الخبز البلدي غنى بالمعادن والألياف التي تساعد على الهضم.

 

وذكر أنه يفضل تناول البقدونس والبرتقال والموز والكنتالوب بعد أكل الفسيخ، حيث إن هذه الأكلات غنية بعنصر البوتاسيوم، فتساعد على إخراج الملح من الجسم.

 

وحذر الجهاز من شرب المياه الغازية، والتي تساعد‏ ‏على ‏احتباس ‏الماء‏ ‏بالجسم‏، وأيضا يفضل المشروبات الطبيعية مثل شرب الكركديه والشاي الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة، حيث يساعد على تطهير المعدة من أي ميكروبات أو جراثيم.