«العيدية».. مـن أيام الفاطميين لأيام التعويم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر «العيدية» أحد طقوس العيد المهمة التي تحرص عليها الأسرة المصرية ولا ترتبط بالأطفال فقد بل تشمل الكبار في بعض الأسر..
وترجع فكرة «العيدية» للعصر الفاطمي وتنوعت أسماؤها فكان يطلق عليها «الرسوم» و«التوسعة» وكان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود والثياب على المواطنين خلال فترة الأعياد.. 
وظلت تلك العادة موجودة خلال العصر المملوكي أيضاً لكنها كانت تعرف باسم مختلف حيث كان يطلق عليها «الجامكية» وهى كلمة تعنى «المال المخصص لشراء الملابس».. ولكنها لم تقتصر على الأطفال فقط وكانت تقدم في الأعياد للأمراء وكبار رجال الدولة في الماضي وكانت قيمتها تختلف بحسب المكانة الاجتماعية فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية بينما البعض الآخر يحصلون على دنانير من الفضة أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية.. 
حكايات كثيرة يتذكرها الآباء والأبناء عن العيدية ومنهم «عم محمد» وتذكر عشرات السنين التي مضت منذ أن كان طفلا صغيرا ينتظر العيد بفارغ الصبر للحصول على العيدية التي كان يعطيها له والده بعد الانتهاء من صلاة العيد عندما كان يقف وإخوته صفا أمام أبيه وأمه في انتظار العيدية والتي لم تكن تتعد الخمسة قروش.. 
كانت العيدية فيها بركة «ارتسمت ابتسامة على وجه عم محمد» وهو يستكمل ذكرياته عن العيدية لتؤكد حنينه إلى الماضي عندما كان ينتظر أقاربه ليأتوا لزيارتهم مساء أول يوم للعيد ليعطوه هو وأشقاءه العيدية.. أما عن أحفاده فينظر إليهم ويبتسم ليؤكد أنهم لا يقبلون بأقل من ورقة بـ «١٠٠ جنيه» كحد أدنى للعيدية ولكنه لا يستطيع أن يرفض لهم أي طلب.