شعراء في «الأعلى للثقافة» يتذكرون المنسيين في الشعر الغنائي

شعراء في «الأعلى للثقافة» يتذكرون المنسيين في الشعر الغنائي
شعراء في «الأعلى للثقافة» يتذكرون المنسيين في الشعر الغنائي

أُقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة د. سعيد المصري، أمسية شعرية وغنائية بعنوان "المنسيون في الشعر الغنائي"، والتي نظمتها الإدارة المركزية للشعب واللجان متمثلة في لجنة الشعر، ومقررها د. محمد عبد المطلب.

 

 وأدار الأمسية عضو اللجنة، الشاعر رجب الصاوي، وشارك فيها نخبة من شعراء العامية المصرية وهم: الشاعر مسعود شومان، والشاعرة اعتماد عبده، والشاعر شعبان يوسف، وقدم الأداء الغنائي مع العزف على العود الفنان حسن زكي.

 

بدأ الأمسية مدير النقاش الشاعر رجب الصاوي، مرحبًا بالمشاركين والحضور، متمنيا أن تجمعهم فعاليات رمضانية عديدة تنظمها لجنة الشعر بالمجلس بداية من العام القادم، حيث إن هذه الأمسية تعد مسك الختام لفعاليات لجنة الشعر الرمضانية بالعام الجاري، والتي استمرت طيلة ليالي الشهر الكريم.

 

وأوضح ثم الشاعر رجب الصاوي، أن المنسيين في الشعر الغنائي، تركوا بصمة عميقة في الوجدان الشعبي المصري، قائلا: "لا شك أن الأغنية هي المؤثر الأول في وجدان وعاطفة الشعب المصري، فهؤلاء الشعراء العظام أمثال مرسي جميل عزيز، وعبد الفتاح مصطفى، وفتحي قورة، وحسن أبو عتمان، وغيرهم من الشعراء الغنائيين المبدعين، قد امتلكوا موهبة الشعر الحقيقية التي تختلف كل الاختلاف عن القدرة على النظم، فيمتاز الشعر الحقيقي بإيقاع الحالة الذي لابد أن يكون إيقاع اللغة جزءًا لا ينفصل عنه".

 

ثم جاء فاصل غنائي، للفنان حسن زكي، الذي قدم أغنية الفنان الكبير سيد درويش "والله تستاهل يا قلبى"، مع عزفه على العود، وعقب الشاعر مسعود شومان عن هذا الموضوع، ودار حديثه عن الشاعر الغنائي عبد الفتاح مصطفى، متناولًا سيرته الذاتية، وأشار إلى أنه من مواليد 23 يناير عام 1924م، بالقاهرة وتحديدًا في حي الجمالية، وأشار إلى وفاة والده العالم الأزهري الجليل الشيخ مصطفى الغمراوي منذ حداثة سنه، مما جعل والدته تأخذ على عاتقها مسؤولية تنشأته، وتأسيسه دينيًّا وثقافيًّا، ثم اجتاز رحلة دراسته وتخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم حصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية، وهو ما انعكس على شخصيته وبالتالي شعره، وعمل في بداية حياته رئيسًا لمأمورية الشهر العقاري بالقاهرة والجيزة، ثم عمل بعد ذلك بالمؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارًا قانونيًّا، كما عمل بالسلك الجامعي، حين عين أستاذًا زائرًا بكلية الإعلام جامعة القاهرة. 

 

وتابع الشاعر مسعود شومان، أن الشاعر عبد الفتاح مصطفى قدم أول أعماله الإبداعية وهو في الخامسة عشرة من عمره، وفى حقبة الأربعينيات انطلق في كتابة أغنياته، حيث إنه كتب الشعر الفصيح في بداية مشواره الشعري، ونشر إحدى قصائده في الصحف عام 1947م، وكان لا يزال طالبا بالمرحلة الثانوية وكانت الإذاعة سبيله الوحيد للتواصل مع أهل الفن من مطربين وملحنين، إلى أن قرأ أحد المسؤولين بالإذاعة المصرية قصيدته المنشورة ، ومن ثم تواصلت معه الإذاعة، وتم اختيار إحدى قصائده ليلحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكانت بعنوان "عروس النيل"، كما كتب عبد الفتاح مصطفى للإذاعة العديد من الصور الغنائية الشهيرة، مثل أوبريتات:عوف الأصيل وعذراء الربيع.

 

 

وكتب الشاعر عبد الفتاح مصطفى، قصيدته "أمجاد يا عرب أمجاد"، التي لحنها الموسيقار الكبير أحمد صدقي، وغناها الفنان الكبير كارم محمود هذه الأغنية، التي أضحت رمزًا عروبيًا، فاتخذتها إذاعة صوت العرب مفتتحًا ومختتمًا لإرسالها، كما تغنت بكلماتها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، والفنانة الكبيرة فايزة أحمد، وأنشد من كلماته المبتهل الشهير الشيخ سيد النقشبندي "مولاى إنى ببابك"، ولحنه الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وهو يعد أنجح وأشهر الابتهالات على وجه العموم، وفى ختام كلمته أوضح أنه يفكر في أن يعكف على إنجاز كتابًا يدور حول الإرث العظيم الذي تركه هذا الشاعر الفذ من صور غنائية، وتواشيح دينية وأغاني وطنية وإبداعات متعددة.

 

ثم جاء فاصل غنائي آخر، فقدم الفنان حسن زكى جزءا من أوبريت "عوف الأصيل"، من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى، وألحان الموسيقار أحمد صدقي.

 

جاءت بعد ذلك كلمة الشاعرة اعتماد عبده، التي تناولت في حديثها سيرة الشاعر الغنائي حسن أبو عتمان، وأشارت إلى أنه ولد بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، في نهاية العشرينيات وتحديدًا في يوم 15 يوليو 1929م، وقد أكمل دراسته حتى العام السادس من مرحلة التعليم الابتدائي، إلى أن منعته إصابته بالسحابة بيضاء بعينيه من استكمال دراسته، حيث سارع أهله بإخراجه من التعليم خوفًا من تفاقم مرضه، ثم عمل موظفًا بشركة "مصر للغزل والنسيج" بالمحلة الكبرى، وكان وقتها يكتب الزجل، بالإضافة إلى نشاطه الفني بمسرح الشركة، التي استمر في العمل بها طيلة 10 أعوام، ثم تركها ليفتتح "صالون حلاقة" خاصًا به، وفى عام 1964م، قرر أن يترك صالون الحلاقة الخاص به، وودع المحلة الكبرى ليستقر في العاصمة بإحدى المناطق الشعبية بمحافظة الجيزة، حيث استمر في عرض أشعاره الغنائية على أهل الفن والغناء، من أجل حلمه الذي نزح للقاهرة من أجله، فكان هدفه أن يشدو الفنان الكبير محمد رشدي بكلماته، وبالطبع لم يكن الوصول له سهلًا، وهو ما يظهر في قصة تعارفه على الفنان محمد رشدي الغريبة.

 

وأوضحت الشاعرة اعتماد عبده، أنه كما يقال فقد ظل الشاعر حسن أبو عتمان يتتبع الفنان محمد رشدي كثيرًا، دون أي كلل أو ملل، وقرر أن يلقي قصيدته "عرباوي" في سيارة محمد رشدي وهو يغادر عقب إحياءه لإحدى حفلاته، وكان قد دوّن مع قصيدته رقم هاتف القهوة المجاورة لمنزله، وتمت خطته بنجاح واستقبل مكالمة رشدي التي طالما انتظرها، وأوضحت الشاعرة اعتماد عبده أنه وبرغم النجاح الكاسح الذي حصده محمد رشدي بسبب أغنية "عرباوي"، وبرغم ما كتبه الشاعر حسن أبو عتمان للمطرب محمد رشدي من أغاني ناجحة، مثل: حسن ونعيمة، وعشرية، والله فرحنالك يا وله؛ إلا إنه للأسف لم يستمر حلم الشاعر حسن أبو عتمان كثيرًا.