منع الدراما لا يفيد فى زمن السماوات المفتوحة

صورة مجمعة
صورة مجمعة

على مدار الأيام الماضية درست لجنة الدراما المنبثقة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المخرج محمد فاضل، محتوى الدراما الرمضانية التي خرجت علينا في الأيام الماضية.

 

وتوصلت اللجنة إلى عدة نقاط أغربها سرعة إصدار قرار بمنع عرض الأعمال الدرامية التي تركز على تقديم العنف بشكل يشجع الشباب على ارتكابه، وتناول العنف بصورة إيجابية باستخدام الوسائل الفنية المبهرة، وجعل «البطل» يجني ثمارا نتيجة هذا العنف.

 

وأوصت اللجنة بضرورة الإسراع بإصدار قرار من المجلس الأعلى للإعلام لإيقاف عرض المسلسلات المتجاوزة لحين تنفيذ ملاحظات الصندوق، وتفعيل ما جاء بالبروتوكول الموقع بين المجلس وصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي بتاريخ 12 سبتمبر 2017، لمواجهة إساءة استغلال المواد الإعلامية والفنية والدرامية في التحريض على تعاطي وإدمان المواد المخدرة والترويج لمنتجات التبغ من خلال التواصل مع النقابات المهنية المعنية وصناع الدراما، لنشر ثقافة رافضة لتعاطي المخدرات ولرفع الوعي المجتمعي بخطورة تلك القضية. 


كما يتضمن البروتوكول أن يقوم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باتخاذ الإجراءات والملاحقة القضائية تجاه المؤسسات الإعلامية ووضع اللوائح والجزاءات وشروط تراخيص البث بما يحول دون استغلال الفن والإعلام في نشر ثقافة مروجة لتعاطي المواد المخدرة.

 


وكانت السينما الأمريكية قد قدمت البطل الأسطوري سلفيثتر ستلوني لشغل الرأي العام عقب الحرب الفيتنامية، من خلال تقديم سلسلة روكي والأجزاء المتعددة التي بدأت مع 1976ولاقت نجاحا كبيرا، ونجح روكي في جذب كثير من المشاهدين وتفاعلوا معه، إذ جاء من الواقع الأمريكي، ثم خلفته بأعمال آخري لجذب الجمهور على نفس الوتيرة.

 

وأعتقد أن فكرة المنع من الأساس فكر سيئة حيث تأتي بنتائج عكسية، خاصة مع المصريين، في زمن  السماوات المفتوحة.

 

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما تقوم به اللجنة ما هو إلا عبث حقيقي وعار أن يخرج من مبدعين على رأسهم مخرجا صاحب صولات وجولات في الدراما المصرية، وبدلا من قائمة المنع التي تلوح اللجنة بها، كان الأجدى أن ينزل المعركة هؤلاء المبدعين بأعمال فنية بالمعايير التي يراها القائمون على لجنة الدراما، ولعل في إعلان محمد صلاح أنت أقوي من المخدرات الذي حقق تاجوبا تجاوز الـ400% كما جاء علي لسان محمد صلاح نفسه، هكذا يكون العلاج ليس بالمنع وإنما بالمنتج الجيد الذي يكشف رداءة المنتج السوء، ويبدو أن هناك من لا يعلم الطبيعة المصرية ، فكل ممنوع مرغوب.