الانتخابات الرئاسية التركية| صلاح الدين دمرداش .. مرشح من وراء القضبان

صلاح الدين دمرداش
صلاح الدين دمرداش

وراء مكبر للصوت التف مجموعة من المعارضين في تركيا لسماع حديث أحد سجنائها، فكان هذا السجين يدلي بحديثٍ انتخابيٍ من داخل السجن، هذه هي حقيقة الوضع في تركيا، وليس ضربًا من خيالنا نكتبه.

أفراد أسرة صلاح الدين دمرداش المرشح الرئاسي للمعارضة الموالية للأكراد في تركيا تجمعوا حول مكبر للصوت، في حين اتصل المرشح المسجون هاتفيًا من زنزانته اليوم الأربعاء 6 يونيو، للمشاركة في أول تجمع انتخابي له استعدادًا للانتخابات المقررة يوم 24 يونيو المقبل.

حديث دمرداش

وقال المرشح الرئاسي صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي السابق لأنصاره "منذ 20 شهرًا وأنا محتجزٌ هنا بقرار غير مشروع وغير عادل وغير قانوني كرهينة سياسية".

وأضاف دمرداش في تسجيل فيديو نشره الحزب على تويتر "علاوة على ذلك، فبينما أنا مكبل اليدين، تستمر الحملات اليومية التي يشنها المسؤولون الحكوميون ضدي كل يوم على التلفزيون دون توقف".

وأكمل حديثه قائلًا "اليوم أصبح بلدنا، وكل مواطنينا ضحايا للظلم، تركيا بأسرها تحولت إلى سجنٍ بكل أسفٍ".

ويقبع دمرداش وهو واحد من أبرز الساسة المعارضين في تركيا في السجن منذ نوفمبر عام 2016، حيث تتهمه السلطات التركية بالضلوع وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة منتصف يوليو من نفس العام، والتي كادت أن تطيح بحكم رجب طيب أردوغان.

ومن ذلك الحين، دمرداش لا يزال مسجونًا في انتظار محاكمته في اتهامات بالإرهاب، ويواجه أحكاما تصل إلى السجن 142 عاما إذا أُدين، فيما يتنصل هو من كافة الاتهامات الموجهة إليه.

وتقول حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاعتقالات والعزل كانت إجراءات ضرورية لحماية الأمن الوطني.

الرئيس التركي أردوغان بنفسه وصف دمرداش بالإرهابي، معتبرًا أن مسألة ترشحه للرئاسة التركية لا تعني براءته من التهم الموجهة إليه، حسب رأيه.

وقالت الأمم المتحدة في مارس الماضي إن السلطات التركية اعتقلت 160 ألف شخص وعزلت العدد نفسه تقريبا من وظائفهم منذ محاولة انقلاب فاشلة عام 2016.

دمرداش .. أوباما الأكراد

ودمرداش المُلقب بـ "أوباما الأكراد"، اُعتقل يوم الرابع من نوفمبر عام 2016، رفقة اثني عشر نائبًا عن حزب الشعوب الديمقراطي، حزب المعارضة الموالي للأكراد، وقد وُجهت لهم تهمًا بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردًا عسكريًا جنوب شرق البلاد منذ عام 1984.

وتُصنف أنقرة الحزب على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ، وتلاحق أعضاءه، وميليشياته المسلحة باستمرار، كما تتهم أعضاءه بالضلوع وراء محاولة الانقلاب العسكري ضد أردوغان منتصف يوليو عام 2016.

"فلنتنافس مثل الرجال"، دعوةٌ وجهها محرم إنجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزاب المعارضة التركية، للرئيس التركي أردوغان، داعيًا إياه للإفراج عن دمرداش.

تلك الدعوة لم تجد صدًا لها عند الرئيس التركي، الذي يصر على بقاء دمرداش، منافسه في الانتخابات، في السجن، دون دعاية انتخابية حقيقة، خلال انتخاباتٍ يُفترض أن يسعى من خلالها أردوغان لتحسين صورة بلاده، التي تشوهت جراء الحملات الأمنية المسعورة ضد من تراهم أنقرة ضالعين في الانقلاب العسكري الفاشل.