كل يوم حكاية.. أندى الأصوات عند النبي

د. عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى
د. عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى

قال د. عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي إنه بعد أن وقع الاختيار على سيدنا بلال بن رباح رضى الله عنه أندى الناس صوتا ليكون أول مؤذن في الإسلام ظل يؤذن لرسول الله طوال فترة حياته إلى أن التحق بالرفيق الأعلى وعز على بلال أن يؤذن وعجزت حنجرته عن أن تطلق الأذان بعد رسول الله فطلب من أبى بكر الخروج مجاهدا في سبيل الله وتحت إلحاحه أذن له أبو بكر فالتحق بجند الشام وهو شيخ مجاهد.

 

ثم لحق أبو بكر بربه وجاءت خلافة عمر الفاروق رضى الله عنه وجاء فتح بيت المقدس في عهده لكن بطريرك بيت المقدس أصر على ألا تسلم المدينة المقدسة إلا لخليفة المسلمين شخصيا، فذهب عمر إلى بيت المقدس وتسلم المدينة، وكان لزاما عليه أن يلتقي بصحابة رسول الله الذين فارقوا المدينة وعلى رأس هؤلاء سيدنا بلال الحبشي.

 

والتقى به عمر في بلاد الشام فتصافح الرجلان وبكيا كثيرا ثم حان وقت الصلاة فنظر عمر إلى بلال نظرة رجاء قائلا: يا بلال يا مؤذن رسول الله هل تتكرم عليّ وعلى المسلمين بأن تسمعنا صوتك يصدح بالأذان كما كنت تصدح مع رسول الله؟ تفحص بلال في وجه عمر فلم يملك إلا الموافقة وصعد على ربوة يصدح صوته بالأذان فهاجت النفوس واسترجعت ذكرياتها مع رسول الله فلم تر عين من أعين المسلمين إلا وهى تبكى حزنا على فراق رسول الله.. أعاد صوت بلال ذكريات لم يستطع الزمان أن يطفئ نارها منذ لحق رسول الله بربه.