تايم لاين| كيف تطورت الأحداث في قمة دونالد ترامب وكيم جونج أون  

 دونالد ترامب وكيم جونج أون  
دونالد ترامب وكيم جونج أون  

بعد أن أعتقد العالم أننا على مشارف حرب نووية جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فاجأ الزعيمان الجميع بإعلانهما نيتهما للاجتماع سويًا في قمة تاريخية لعقد المباحثات اللازمة والتخلص من الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة لتحقيق السلام الذي يسعى له الشعبين.


فكتب الرئيس الأمريكي منذ بداية شهر مايو عدد من التغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً إن كوريا الشمالية بلد تتمتع بالكثير من الإمكانيات، وأنها ستكون بلد ذات اقتصاد كبير.


بدأت المفاوضات بين البلدين  بالاتفاق على عقد جلسة مباحثات دون تحديد الموعد أو المكان، إلا إن كلا الزعيمين بدأوا بالإدلاء بعدد من التصريحات الودية التي مهدت للقمة التاريخية.


وفي 9 مايو الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية عن زيارة مفاجئة قام بها الوزير الجديد مايك بومبيو، حيث تم نشر صور له مع الزعيم الكوري كيم جونج أون بمناسبة تعيينه رسميًا في منصب وزير الخارجية.


وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية «سارة ساندرز» في ذلك الوقت: «من الرائع التأكيد على تعيين بومبيو رسميًا كوزير للخارجية، سوف يقوم بعمل رائع في مساعدة الرئيس ترامب خاصة فيما يخص نزع السلاح النووي من الجزيرة الكورية»


وأشارت ساندرز إلى أن الصور المرفقة في تغريدتها للوزير الجديد وكيم، تم التقاطها خلال اجتماع جمع بينهما في عطلة عيد القيامة. 


إعلان رسمي


الخميس 10 مايو الماضي، أعلن الرئيس ترامب في تغريده على موقع «تويتر» أنه سيلتقي زعيم كوريا الشمالية في محادثات رسمية 12 يونيو في سنغافورة.


احتفى العالم في ذلك الوقت بالقمة المرتقبة، ومن بين عدد كبير من الاختيارات لمواقع عقد القمة، وقع الاختيار على سنغافورة لعدد من الأسباب أهمها العلاقات الدبلوماسية الجيدة التي تجمع بينها وبين واشنطن وبيونجيانج، بالإضافة لحياديتها وموقعها الجيد.

 

لماذا اختار ترامب و كيم كونج أون «سنغافورة» لعقد قمتهما؟ 
 

توترات هددت القمة


عدد من التصريحات هددت عقد القمة التاريخية بين الزعيمين وكادت أن تقضي على آمال العالم بالحصول على علاقات دبلوماسية هادئة وخالية من التهديدات النووية.


كان على رأس التصريحات، ماقاله مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون خلال أول لقاء تلفزيوني له منذ توليه منصبه الجديد رسميًا. حيث أشار بولتون في تلك المقابلة «للنموذج الليبي» للتخلي عن الأسلحة النووية، موضحًا أن الحديث عن مفاوضات كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها النووية لا يمكن أن يأتي على ذهننا دون أن نفكر في نموذج ليبيا.


ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في ذلك الوقت، فإن تلك التصريحات أعادت إلى بيونج يانج مخاوف سيطرت عليها منذ عام 2003، عندما تخلت ليبيا عن طموحها النووي من أجل علاقات اقتصادية وتجارية أكثر ازدهارا مع الولايات المتحدة، إلا إنه وبعد مرور عدة أعوام، تم قصف ليبيا بدعم من «الناتو» الأمر الذي بعد ذلك لسقوط البلاد ومقتل الزعيم معمر القذافي.

 

دفع ذلك كوريا الشمالية للرد على ما حدث ببيان قالت فيه أنها ستنسحب من المفاوضات حال قامت واشنطن بالضغط عليها للتخلي عن برنامجا النووي من جانب واحد، وفي المقابل لم يعلق ترامب سوى قائلًا: «سنرى ما سيحدث».

 

«النموذج الليبي» يهدد قمة ترامب وكيم جونج أون 
 


بوادر حسن نية ..وانسحاب أمريكي

 

على الرغم من أن كوريا الشمالية قامت بعدد من الإجراءات التي اعتبرها العالم كنوع من بوادر حسن النية، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الأمريكي من إرسال خطاب للزعيم الكوري الشمالي يخطره فيها بأنه نتيجة لنزعة بلاده للتهديد والعنف والغضب دائمًا فإنه يعلن انسحابه من القمة.

 

ففي 24 مايو، قامت كوريا الشمالية بتفكيك مواقع تجاربها النووية، ودعت عدد من الصحفيين حول العالم للمشاركة في الحدث وتغطيته، وأعلنت أنها أوفت بوعدها للولايات المتحدة بعد أن طلبت منها ذلك. وقبل ذلك بعدة أيام، وتحديدًا في 9 مايو، أفرجت كوريا الشمالية عن ثلاثة سجناء أمريكيين وسلمتهم لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

 

لكن الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي لـ«كيم جونج أون» والتي قال فيها مخاطبًا الزعيم الكوري الشمالي: «كنت أتطلع جدا لأن أكون معك هناك، ولكن للأسف نتيجة للغضب والعداء الفاضح الذي تضمنته تصريحاتك الأخيرة أشعر أن من غير المناسب في هذا الوقت أن نعقد هذا الاجتماع الذي خططنا له.»

 

 

وفي المقابل أكدت كوريا الشمالية أنها لا تزال مهتمة بالتفاوض مع الولايات المتحدة. وفي تصريحات لوزير الخارجية، «كيم كي جوان»، أوضح أن بلاده مستعدة لحل المشاكل مع الولايات المتحدة في أي وقت وبأي شكل.
وأصدرت كوريا الشمالية بيان قالت فيه: «أعجبتنا كثيرا جهود الرئيس ترامب التي لم يسبق أن بذلها أي رئيس آخر لعقد قمة تاريخية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة»


أعجب هذا الرد الرئيس الأمريكي الذي نشر على حسابه بعدها بقليل تغريده أكد فيها أن القمة «ربما ستعقد في موعدها».


سافرت عدة وفود بعد ذلك أمريكية إلى كوريا الشمالية وسنغافورة للتمهيد للقمة، حتى تم التأكيد على أنها ستعقد في موعدها بشكل رسمي، وذلك بسنغافورة يوم 12 يونيو في التاسعة مساءً.