حوار| حلمى بكر: الفن في مصر يشبه قطارا خرج عن مساره

حلمي بكر
حلمي بكر

«تيتر» عادل إمام الأفضل فى السباق الرمضاني


أعوامه المديدة لم تثنه عن المحاولة، فهو يكافح من اجل الكمال، من اجل ان يصبح للفن دور بارز ، سلاحه الوحيد هو تصريحاته اللاذعة والمثيرة، إنه الموسيقار حلمى بكر الذى تحدث عن تيترات دراما رمضان ورأيه فى الفن المصرى.

هل تابعت تيترات دراما رمضان ؟


- تيتر مسلسل عادل امام «عوالم خفية» هو الافضل اما تيترات باقى الاعمال فكلها متشابهة الى حد كبير ، حتى الاعمال التى وضعت موسيقى تصويرية فى مقدمتها ونهايتها ايضا متشابة مع تلك التى قدمت من سنوات.


وماذا عن الاعمال الدرامية؟


- للاسف كل الاعمال فى السنوات الاخيرة متشابهة ومأخوذة من بعضها البعض ، فما قدم من 10 اعوام يقدم الآن بدون تغير يذكر سوى فى الابطال فأنا ارى انه اذا جلس كل العاملين بالمونيتور سوف يصنعون مسلسلاً واحداً فقط يستحق المشاهدة.


كيف ترى حالة الفن فى مصر؟


- تشبه قطاراً خرج عن مساره ويمشى على الرمل لينقلب على جانبيه فى نهاية المطاف وهذا هو الواقع فقد أصبحنا مستوردين للفن من بعض الدول العربية من خلال اقتراض الأموال منهم، على عكس الماضى فلم يكن الغناء والفن يعنى لهذه الامم شيئا بقدر مصر وعندما أصبح الغناء والفن مهماً لهم أصبح فى مؤخرة اهتمامنا فى الوقت الذى نحتاج فيه الى الفن وما ينشره من افكار ايجابيه تحارب التطرف.


بعد انهيار السينما والكاسيت هل تقوم الدراما بدورها ؟


- يمكن للدراما القيام بكل الادوار الحسنه ، يمكن لها ان تكون القاطرة التى تقودنا الى التنمية ، لكن الامور لا تجرى هكذا فرغم الملايين التى تنفق على الدراما كل عام إلا انها لا تأت بمنفعة على المشاهد، فالاعمال اصبحت تجارية وتسير على حسب اهواء الشركات المعلنه ، فأصبح سوق الدراما بلا ضابط وما زاد الامر سوءا خروج الكيانات الانتاجية الحكومية من الحسابات.


البعض يرى ان الفن يلهى الشعوب ؟


- هذه التهمة التصقت بكرة القدم مدة طويلة وعادت لتتلازم مع الفن فى وقت ازدهاره، لكن الآن الفن جثة هامدة وأصبح الجمهور يغنى على ليلاه تارة بالبكاء وتارة بالنحيب ولكنه لا يعرف مكانا للضحك أو الابتسامة. 


يقال ن حلمى بكر أصبح ناقدا أكثر من مبدع؟


- انا مع هذا الرأى لاننى ارى كل ما يدور على الساحة الفنية والتحولات التى طرأت على الفن وبالتالى بخبرتى وثقافتى ودراستى أنظر لعل التنظير ينفع المؤمنين.


إن وجدت صوتاً جديداً.. هل ستلحن له؟


- لا لانك ستكون كمن أتى بجوهرة والقاها فى النيل.


أليس من الواجب محاربة الأصوات السيئة؟


- عندما تعزم على خوض حرب ما فعليك ان تتسلح جيدا وايضا تبحث عما يساندك ، ولكن للاسف كل الاسلحة والادوات فى يد المفسدين ، الذين يسعون لنشر ثقافة غنائية ما ، من شأنها تحطيم كل ما هو جيد فى الفن المصرى .. فعندما استمع إلى أغنيات مثل «العب العب العب» و»حط ايده يا» أو «أنت مبتعرفش» أتساءل متى نعود إلى الصواب.. متى يتم الكشف الجنائى عن الاشخاص الذين يحملون اسماء غريبة بعيدة عن اسماء الاباء مثل «على ابرة وابراهيم بؤجة او على مشبك» وغيرهما من الاسماء.


هل أصبح اللحن الاسبانى الذى غنته يسرا فى مهرجان الجونة ملاذاً لبعض الفنانين؟


- بالفعل بات اللحن الاسبانى الشهير هو مصدر سرقة لعدد كبير من الفنانين والموسيقيين ، حتى الاعلانات ومقدمى البرامج باتوا يسرقون اللحن كاملا او جزءاً منه وان دل ذلك فيدل على حالة التردى التى وصل اليها الفن المصرى ، وما آلت اليه الامور.