حوار| علي جمعة: من ينفون فرضية الحجاب لا يؤخذ عنهم أمر الدين

علي جمعه في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»
علي جمعه في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»

الحجاب فريضة إسلامية وحكمة على كل امرأة مسلمة 

أصحاب الفتاوى الشاذة منتحلون للديانة

من ينفون فرضية الحجاب لا يؤخذ عنهم أمر الدين

أسست طريقة صوفية لها أتباع ومريدون

الشباب هم عماد المجتمع وسر تقدمه، ويسعى الكثير من أعداء مصر وخاصة في الخارج، لاستهداف الشباب المصري ويعملون على وقوعه في مصيدة التطرف والإرهاب والعمل على نشر الأكاذيب والتشكيك في الدين.

«بوابة أخبار اليوم»، التقت بالدكتورعلي جمعة مفتي الجمهورية السابق، الذي أوضح المفاهيم الغامضة التي تنتشر بين الشباب في الوقت الراهن.

 

في البداية.. أين رجال الدين من توعية الشباب ؟

إن علماء الإسلام في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية، يبذلون جهدهم لتوعية الشباب وتوجيههم، لكن تسارع الحياة المعاصرة وكثرة الأشياء التي تلهي الكثيرين، تستلزم مضاعفة الجهد وزيادة دور الدعوة الدينية كموجة داعم لمنظومة القيم الأخلاقية والدعوة إلى الالتزام بالفضائل والبعد عن الرذائل.

بالإضافة إلى أن مصطلح "رجال الدين"، راج في الفكر الغربي وله دلالات وإيحاءات مستمدة من الثقافة الأوروبية في العصر الوسيط، فقط كان رجال الدين هم أصحاب السيطرة على ضمائر الناس ومعتقداتهم وهم رجال الكنيسة الذين يمتلكون وحدهم الاطلاع على النصوص المقدسة وتفسيرها للناس وقداستهم من قداسة الدين والاعتراض عليهم كفر وزندقة.

 

 تم إطلاق عدد لا بأس به من البرامج الدينية ولكن مشاهدتها تقتصر على جمهور محدود فلما لا تخصص برامج للشباب؟

أنا ضد تقسيم المجتمع إلى فئات رجال ونساء وشباب وشيوخ،  ولكن الخطاب الديني العقلاني المنطقي الإسلامي يستوجب مخاطبة الجميع على حد سواء، لا يفرق بين فئة وأخرى وهذا هو الصواب كي لا نشعر الشاب بتميزه وغربته عن الجميع، فإذا شعر بذلك فيسعى بنفسه إلى التميز وارتكاب التطرف كسبيل للظهور والتعبير عن الذات المنفردة.

 

كيف نحمي شبابنا من التطرف في الدين؟

التطرف مرض يصيب الشباب وغيرهم، ولكن خطره على الشباب أشد لأن شدة حماسهم تجعل من التطرف آفة مدمرة لهم، والتطرف هو الخروج على حد الاعتدال، وفي الاعتدال والوسط الفضيلة، والتطرف في الدين يسهل ارتكاب الفواحش والموبقات والخروج على كل نظام بدعوى كسر القيود والحرية.

ولمحاربة التطرف فلابد من إيجاد البدائل، عبر تعظيم دور الدين الصحيح والدعوة الدينية، كي ينجذب الشباب ويشعر بإسلامية المجتمع والدولة، حتى يصبح الخروج على المجتمع جريمة يكون هو نفسه أول المناهضين لها، وتتمثل البدائل في العمل والاستثمار والقضاء على البطالة والفقر والجوع والمرض ، وممارسة الرياضة والتزود من الثقافة والتعليم.

 

ما هي الخطة المقترحة لإنارة عقول الشباب؟ 

لدي خطتي الشخصية كعالم دين إسلامي، فقد سعيت إلى جذب الشباب نحو الجوانب الروحانية في الإسلام التي تمثلت في التصوف، ولقد أسست طريقة صوفية لها أتباع ومريدون، وهي الطريقة الصديقية الشاذلية، إن جانب الإحسان أو مخاطبة الروح هو من السبل التي تجنب الناس جميعا  من شرور التطرف والعنف والإرهاب.

كما أنني أشرفت على سلسلة كبيرة من المؤلفات الرصينة في الفكر الإسلامي، التي ترد على فكر الجماعات المتطرفة التي تجذب إليها الشباب بشعاراتها الرنانة، وألفت العديد من الكتب كـ"حكاية الإرهاب" و" ومكونات العقل المسلم" و"فقة حب الحياة" و"التعايش مع الآخر" وغيرها مما سعى إلى تفنيد وتفكيك محاور التطرف وتعريف الناس بخطورة الإرهاب وكيف يجنبون أنفسهم وذويهم الوقوع في حلقته.

 

الحجاب أثار حالة من الجدل في الفترة الأخيرة بسبب ادعاء الكثيرين من المثقفين عدم فرضيته، وتنساق الفتيات والشباب وراء هذه الآراء فلماذا لم يتم التوعية بشكل مبسط ويصحح المفاهيم الخاطئة؟

 

أمر الحجاب ليس فيه مبسط ومعقد، فالحجاب فريضة إسلامية وحكمة على كل امرأة مسلمة وحده ستر المرأة لعورتها إلا ما ظهر منها وهو الوجه والكفان وظاهر القدمين.

أم عن المثقفين الذين يدعون ما يريدون  ولا يؤخذ عنهم أمر الدين لأنهم ليسوا من علمائه أو فقهائه،  الذين أشرت إليهم بامتلاك ناصية الاجتهاد بتحصيل ملكته ومعرفة أدواته ومناهجه السليمة، والخلاصة: أنه لا يجوز لهم في الدخول في التحليل  والتحريم، لأن هذا بعينه لون من التطرف ويدعو للتطرف.

 

بالرغم من إصدار قائمة المصرح لهم بالفتوى.. مازال بعض السلفيين والمثقفين وعدد من مدعي التدين يصدرون الفتاوى الشاذة.. فما الحل؟

 

الحل في الردع، إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن، فعلى المسئولين وأولياء الأمر محاسبة هؤلاء وردهم من الحديث في الدين بغير علم، ويجب عدم الاستهانة بشر هؤلاء، حتى إن كانون في ظاهرهم موالين للدولة ومؤيدين ومعادين لأعدائها؛ لأن ما يؤسسه هؤلاء  المتنطعون المنتحلون للديانة في عقول الناس من جهالة ومناهج متطرفة، كل ذلك يمثل خطورة على نسيج المجتمع وقد آن الأوان للتنبه لخطورة هؤلاء ووقفهم عن الإفتاء بغير علم.